زراعة, رعاية و إنتاج التمر هندي
أ.د. عاطف محمد إبراهيم
جامعة الإسكندرية - الإسكندرية مصر
* مقدمة:
من بين أشجار جميع الفواكه الاستوائية, لا توجد شجرة لاقت انتشاراً أو استخداماً في الأغراض التنسيقية و الجمالية كما لاقته شجر التمر هندي. يتبع التمر هندي Tamarindus indica L العائلة البقولية Leguminosae. و تجدر ملاحظة أن معظم التسميات (الأسماء) التي يسمى بها التمر هندي مشتقة من التسمية الإنجليزية الشائعة Tamarind, ففي اللغة الأسبانية تسمى tamarindo, و في الفرنسية tamarindo أو tamarindier, و في الألمانية tamarinde, و في الإيطالية tamarandizio, و في الفلبين يسمى sampalok أو غيرها من الأسماء, و في الهند tamarind أو ambli, و في الصين imli, كما تسمى بأسماء أخرى في كولومبيا و فيتنام و تايلاند.
* الوصف النباتي:
شجرة التمر هندي بطيئة النمو, تعيش لفترات طويلة, تحت الظروف الملائمة, يصل ارتفاع الشجرة إلى 24 - 30 متر, تنتشر قمتها لحوالي 12 متر, يبلغ قطر الجذع حوالي 7.5 متر. الشجرة مقاومة جداً للرياح, الأفرع منتشرة قوية تتدلى نهاياتها لأسفل, قلف الأفرع لونه رمادي داكن, الأوراق لونها أخضر لامع, جلدية القوام, الورقة مركبة, لونها أخضر براق أو زاهي, يبلغ طول الورقة حوالي 7.5 - 15 سم, تتركب الورقة من 10 - 12 زوج من الوريقات المطاولة , يتراوح طول الوريقة بين 1.25 - 2.5 سم و يبلغ اتساع الوريقة 5 - 6 مم, تنطبق الوريقات ليلاً. الأوراق دائمة الخضرة بصفة عامة, غير أنه ربما يتساقط عدد بسيط منها في المناطق الشديدة الجفاف خلال الموسم الحار, شكل (1). يبلغ قطر الزهرة حوالي 2.5 سم, تخرج الأزهار في صورة نورات زهرية راسيمية صغيرة, تتركب الزهرة من خمس بتلات صفراء اللون مشوبة بخطوط لونها برتقالي أو أحمر, شكل (2), البرعم الزهري وردي اللون نتيجة إحاطته بأربع سبلات خارجية وردية اللون, تتساقط تلك السبلات عند تفتح البرعم.
شكل (1): يبين شكل الأوراق.
شكل (2): يبين أزهار التمر هندي.
الثمرة مبططة, تشبه قرن الفول , منحنية بدون انتظام على طول حوافها و تسمى قرن, تخرج القرون بغزارة على الأفرع الحديثة, يتراوح طول القرن بين 2 - 7 سم و عرض 2 - 3.5 سم, بصفة استثنائية, توجد القرون الطويلة على بعض الأشجار الفردية المتناثرة. يختلف لون القرون بين بني فاتح أو بني - رمادي, شكل (3), و في بداية الأمر يبدو الجلد غض أخضر اللون, اللب لين مرتفع الحموضة, أبيض اللون أسفل البذور المتكونة. عقب وصولها لمرحلة اكتمال النمو, تنتفخ القرون لحد ما و تصبح عصيرية نوعاً, ذات لب حامضي يتحول لونه إلى البني أو البني المحمر, و عقب ذلك يصبح الجلد متكسر يسهل إزالته, و يجف اللب نوعاً و بصورة طبيعية و يصير كالعجينة اللزجة يتخللها ألياف خشنة تمتد بطول القرن بداية من عنقه, يحتوي القرن على 1 - 12 بذرة جامدة, بنية اللون و لامعة, يتراوح قطر البذرة بين 1.1 - 1.25 سم, تحاط كل بذرة بغشاء برانشيمي.
شكل(3): يوضح شكل الثمار (القرون).
* الموطن الأصلي:
يرجح أن المنطقة الاستوائية الأفريقية هي المنشأ الأصلي لهذه الشجرة, حيث تنمو الأشجار بصورة برية خلال السودان, و قد استقدمت للهند منذ وقت طويل مضى و تأقلمت بالهند لدرجة أنها توطنت بها و أصبحت تلك المنطقة مركزاً لنشأتها ثم انتقلت منها للمناطق الفارسية و العربية و التي تسمى بها باسم التمر هندي "tamar hindi"( البلح الهندي "Indian date" نظراً لمظهرها الذي يشبه ثمرة البلح الجاف), و لقد عرفت ثمرة التمر هندي جيداً عند قدماء المصريين و اليونانيون في القرن الرابع قبل الميلاد, كما وجدت الأشجار بحالة طبيعية في غرب الإنديز و جزر المحيط الهادئ , كما زرعت أول شجرة بهاواي عام 1797, كما أدخلت الشجرة للمنطقة الاستوائية بأمريكا, برمودا, و جزر الباهاما. و في جميع المناطق الاستوائية و شبه الاستوائية بما فيها جنوب فلوريدا, تنمو الأشجار كنباتات ظل و مصدراً للثمار على جوانب الطرق و في الحدائق المنزلية الخلفية. و تزرع الأشجار أيضاً و تنتشر بالمكسيك, البرازيل و دول أمريكا الوسطى الأخرى.
* الظروف المناسبة:
تجب حماية الأشجار الصغيرة السن جداً من البرد, غير أن الأشجار الأكبر تتحمل البرودة, غير أن هناك بعض التقارير تشير إلى أن أشجار كبيرة نامية بالساحل الغربي لولاية فلوريدا قد قتلها البرد الشديد (التجمد), و مع ذلك لم تلاحظ أضرار البرودة هذه على الأشجار النامية بجنوب فلوريدا عقب التعرض لدرجات الحارة المنخفضة خلال شتاء 1957 - 1958 و التي كان لها تأثيرات شديدة على أشجار المانجو, الأفوكادو, الليتشي و الليمون النامية بجوارها. و يذكر أن أشجار التمر هندي التي أضيرت بفعل التجمد, استطاعت أن تعود لسيرتها الأولى عقب تكشف النموات الخضرية من الجذور, و في شمال الهند تنمو الأشجار بصورة جيدة, غير أن ثمارها لا تنضج. و تجب معرفة أن الجو الجاف يعد من الأهمية بمكان خلال فترة نمو و تطور الثمار, و في جنوب ماليزيا, وجد أنه طالما كان هناك تكرار لسقوط الأمطار في هذا الوقت, فإن الأشجار لا تحمل ثماراً.
* الأرض المناسبة:
تنمو أشجار الخروب في أنواع مختلفة من التربة مثل التربة الطميية العميقة, التربة المسامية, الصخرية و الجيرية, و تجدر ملاحظة أن الأشجار تتحمل الملوحة التي تحملها الرياح التي تهب على البحار و تصل إليها, و مكن ثم فهي تزرع بنجاح قريباً من سواحل البحار.
* التكاثر:
تحتفظ بذور التمر هندي بحيويتها لعدة أشهر, و تنبت البذور بعد أسبوع واحد من زراعتها, و في الماضي كانت البذور هي الطريقة الشائعة لإكثار أشجار التمر هندي, شكل (4 و 5) و ذلك بزراعة البذور في نفس البقع التي ستنمو فيها الأشجار, غير أنه في الوقت الحالي يفضل تنمية الشتلات بالمشتل لفترة قبل نقلها لمكانها المستديم. هناك اتجاه قوي لاستخدام طرق الإكثار الخضري للأصناف المختارة نظراً لمتطلبات السوق لمنتجات التمر هندي, هذا و يمكن إكثار الأشجار بواسطة العقل أو البرعمة الدرعية, أو التركيب الجانبي أو الترقيد الهوائي.
شكل (4): يبين خروج البادرة من بذرة تمر هندي.
شكل (5): يبين بادرة تمر هندي حديثة.
* الزراعة:
عادة ما تنقل الأشجار النامية بالمشتل إلى البستان أو المكان المستديم مبكراً خلال موسم الأمطار, أما إذا بقيت الشتلات حتى موسم الأمطار الثاني, لا بد من قطع النبات خلفياً أو تقصيره و تقصير الجذر الوتدي. تغرس الأشجار على مسافة 10 - 20 متر من بعضها البعض و يتوقف ذلك على خصوبة التربة. مع توافر الماء و التخلص المنتظم من الحشائش, يبلغ ارتفاع الشجرة 60 سم في العام الأول و 120 سم بحلول العام الثاني. في مدغشقر, تبدأ الشتلات في حمل الثمار في العام الرابع من زراعتها, و عادة في العام الخامس في المكسيك, غير أنه في الهند ربما تتأخر الشجرة لمدة 10 - 14 سنة قبل إثمارها. تحمل الأشجار بغزارة لمدة تتعدى 50 - 60 سنة أو أكثر في بعض الأحيان, بعدئذ تتدهور الإنتاجية, و يعتقد أن الشجرة قد تعيش لمدة 150 سنة أخرى.
* موسم النضج:
أوضحت الدراسات التي أجريت بالمكسيك أن الثمار تبدأ في فقد الماء بعد حوالي 203 يوماً بعد عقد الثمار, تفقد خلالها نصف رطوبتها تقريباً و حتى مرحلة النضج الكامل, كما تستغرق حوالي 254 يوما من عقد الثمار حتى النضج الكامل و في بفلوريدا, أمريكا الوسطى يبدأ ظهور الأزهار في الصيف, و تتواجد الثمار الخضراء في ديسمبر و يناير و تنضج الثمار خلال أشهر أبريل حتى يونيه , بينما تنضج الثمار في أواخر الصيف و الخريف في هاواي.
* جمع المحصول:
ربما تترك الثمار بعد اكتمال نموها لمدة ستة أشهر على الشجرة, حتى تنخفض رطوبتها بمقدار 20 ٪ أو أقل, أما الثمار التي ستجمع في التو بغرض التصنيع, فإنه عادة ما تسحب (تشد) القرون باليد حتى تنفصل عن عنق الثمرة تاركة إياه مع حزمة من الألياف الطولية متصلة به. و في الهند ربما تهز الأفرع بالكاد مسببة تساقط الثمار المكتملة النمو, مع ترك الثمار الباقية حتى تتساقط مكتملة النضج, و لا يسمح للقائمين بالجمع بضرب الثمار بعصي طويلة لأن ذلك قد يحدث أضراراً للأوراق و الأزهار. للإبقاء على الثمار كاملة سليمة و التي ستسوق للاستهلاك الطازج, يجب قطع (فصل) عنق الثمرة بمقص حاد عن الأفرع حتى لا تضار القشرة.
* المحصول:
تحمل الشجرة البالغة حوالي 150 - 225 كيلوجرام من الثمار, وربما يشكل اللب حوالي 30 - 55 ٪, و تشكل القشرة الخارجية و الألياف 11 - 30 ٪ و البذور من 33 حتى 40 ٪.
* حفظ الثمار:
لحفظ ثمار التمر هندي للاستخدام المستقبلي, يمكن إزالة القشرة الخارجية فقط, ثم توضع عجينة اللب مع السكر في صناديق, شكل (6), أو تشكل على هيئة كرات مندمجة متماسكة, ثم تغطي بقماش نظيف و تحفظ في مكان بارد و جاف. أما في حالة الشحن للتصنيع, تزال القشرة و توضع الثمار في طبقات مع السكر داخل براميل ثم تغطى بالعسل" syrup" المغلي. و في الهند ترش الثمار المزال قشرتها بقليل من الملح كمادة حافظة, و في بعض المناطق يلف اللب المملح على هيئة كرة و يعرض للبخار و يجفف طبيعياً ( تحت أشعة الشمس), ثم يعرض للندى لمدة أسبوع قبل تعبئته في قوارير أو أواني حجرية. في الهند, ربما يخلط اللب - سواء المحتوي على البذور و الألياف أو بدونها - بالملح (10 ٪), ثم يشكل على هيئة كتل و يغلف بحصيرة من ورق النخيل ثم يعبأ في براميل خشبية بغرض التسويق. للحفظ لفترات طويلة, تعرض كتل اللب للبخار أولاً أو تجفف تحت أشعة الشمس لعدة أيام.
شكل (6): يبين كرات عجينة التمر هندي مغلفة بالسكر.
* الأهمية الاقتصادية و القيمة الغذائية:
التحاليل الكيميائية للب الثمار عديدة و متباينة, غير أن نتائج هذه التحاليل أوضحت أن اللب غني في الكالسيوم, الفسفور, الحديد, الثيامين و الريبوفلافين, كما أنه مصدراً جيداً للنياسين. كما أن محتوى الثمار من حمض الأسكوربيك منخفض إلا في قشرة الثمار الصغيرة الخضراء.
و تبين محتويات الجدول التالي القيمة الغذائية لكل 100 جرام للجزء الصالح للأكل.
* يعد اللب مصدراً واعداً لحمض الطرطريك, الكحول (12 ٪ محصول) و البروتين (2.5 ٪), يحتوي اللب الأحمر لبعض الطرز على صبغة كريزانثيمين. و تحتوي البذور على حوالي 63 ٪ نشا, 14 - 18 ٪ البيومينودات albuminoids , و 4.5 - 6.5 زيت نصف جاف. يذكر إبراهيم (2015) أن الدراسات العلمية أثبتت أن التمر هندي يحتوي على مضادات حيوية قادرة على إبادة الكثير من السلالات البكتيرية المختلفة الضارة بالإنسان, هذا بجانب فوائده كملين ومضاد للحموضة وملطف وخافض للحرارة ولذلك تضيف بعض شركات الأدوية الخلاصة المائية لثمار التمر هندي إلى أدوية الأطفال. ويقال عن التمر هندي بأنه ثمرة صحية منظفة تحسن الهضم وتطرد الرياح وتلطف التهابات الحلق وتعمل كملين معتدل، ويعطي في الطب لفتح الشهية وتقوية المعدة. كما انه يستعمل لمقاومة الإمساك. وفي الهند يستعمل المواطنون صلصة التمر هندي ضد الزكام , و في الطب الصيني يستخدم لعلاج حرارة الصيف,. ويستعمل ضد زيادة حموضة الدم حيث يستخدم منقوع التمر هندي لتخليص الدم من حموضته الزائدة وفي طرد ما يحتويه من سموم.
و للتمر هندي تأثير ملين نظراً لاحتوائه على مستويات عالية من حمض الماليك و حمض الطرطريك و ثنائي طرطرات البوتاسيوم, و من ثم فقد تم توثيق استخدامه للتخفيف من الإمساك في جميع أنحاء العالم بما في ذلك تايلاند، جنوب غرب أفريقيا ومدغشقر.
يستخدم عصير التمر الهندي كملين لطيف ومبرد منعش ويفيد لحالات الإمساك والاضطرابات المعوية والكسل.
نظراً لوجود الأحماض والمعادن في مشروب التمر الهندي فإنه يفيد في تخليص الدم من حموضته الزائدة وطرد ما يحتويه من سموم.
كما وجد أن مشروب التمر الهندي يحتوي على عدد من المضادات الحيوية فإنه يفتك بعدد من السلالات البكتيرية ولذا فإنه يطهر الجسم من الجراثيم. يضاف التمر الهندي من قبل شركات الأدوية أدوية الأطفال كخافض للحرارة. يستخدم مشروب التمر الهندي في حالات ارتفاع ضغط الدم والقيء والغثيان والصداع.
يستعمل التمر الهندي في الهند لإزاحة غازات المعدة ولترطيب الحلق وملين لطيف، وفي الصين يستخدم التمر الهندي لعلاج الدسنتاريا وعلاج البرد ولنقص الشهية.
تستخدم بذور التمر هندي بقدر محدود كمادة غذائية ولكن استخداماتها الصناعية كثيرة ومتنوعة، مثل صناعة بدرة الغراء. وبإمكان السكريات المتعددة في بذور التمر هندي تكوين جيلي مع أي سكر دون إضافة الحامض.
* استخدامات أخرى:
- لب الثمرة: في غرب أفريقيا, يضاف محتوى القرون إلى الصبغة عند تلوين جلود الماعز, وربما يستخدم لب الثمرة مع الكركم في الصباغة و في المساعدة على تجلط و تجمع إفرازات المطاط. و يستخدم اللب المخلوط مع مياه البحر في تلميع و تنظيف الفضة و النحاس. ففي المنازل و المعابد خاصة في البلدان الأسيوية البوذية, يستخدم لب الثمار في تلميع التماثيل النحاسية والمصابيح الموجودة بالأضرحة، و الأواني النحاسية، والأواني البرونزية. حيث أن النحاس فقط أو المخلوط في سبيكة يتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون الرطب و يكتسي بغطاء أخضر من كربونات النحاس, و نظراً لأن التمر هندي يحتوي على حمض الطرطريك (حمض ضعيف) فإن هذا الحمض له القدرة على إزالة طبقة كربونات النحاس, من ثم يمكن استخدام التمر هندي و الليمون و الفواكه الحمضية الأخرى في هذا الغرض.
- الأوراق: يمكن استخدام الأوراق في تغذية الماشية و الماعز, كما تقدم كغذاء لدودة القز (دودة الحرير) في غرب أفريقيا, حيث ينتج حرير ناعم فاخر يستخدم في التطريز. كما تعد أوراق التمر هندي و أزهاره مفيدة في عمليات الصبغ. و الصبغة الصفراء المستمدة من الأوراق تلون الصوف باللون الأحمر, كما تحول الحرير المصبوغ باللون الأزرق (النيلي) إلى اللون الأخضر. و أوراق التمر هندي المغلية في الماء تقوم بتبييض أوراق نخيل بوري (Corypha elata Roxb.) التي يصنع منها القبعات, كذلك تستخدم الأوراق في تغطية أرض mulch زراعات التبغ.
- الأزهار: تصنف الأزهار كمصدر جيد للرحيق الذي يجذب نحل العسل في جنوب الهند. العسل الناتج يكون لونه بين الذهبي والأصفر وحامض قليلا في نكهة.
- البذور:
أعتمد المسحوق المصنع من بذور التمر هندي من صناع الأنسجة في الهند على أنه أكثر فعالية و كفاءة بحوالي 300 ٪ من نشا الذرة و أكثر اقتصادية منه في تحديد حجم و التخلص من اللزوجة في أنسجة القطن و الجوت, كما أنه يتميز بمزايا تقنية أخرى, كما يستخدم في معالجة الملابس و البطانيات المحلية الصنع. كما يدخل في صناعات أخرى مثل مجال الطباعة الملونة في المنسوجات, تشكيل حجم الأوراق و الجلود و معاملة الجلود, صناعة التراكيب البلاستيكية, عمل الغراء اللازم للصناعات الخشبية, كمادة رابطة في قوالب نشارة الخشب, كسائل غليظ القوام لبعض المتفجرات. يصدر المسحوق لبعض الدول مثل اليابان, الولايات المتحدة الأمريكية, كندا و المملكة المتحدة.
يستخرج من البذور زيت عنبري اللون يستخدم في الإنارة, كما يفضل و بصفة خاصة في تلميع (ورنيش) الدمى و التماثيل, و يقال أن هذا الزيت مستساغ و ذا نوعية جيدة للطهي. و قشرة البذور, يقال أنها لازالت تحت البحث فيما يتعلق باستخدامها كمادة لاصقة للأخشاب و استخدامها في الدباغة و الصباغة, على الرغم من انخفاض جودتها و إضفائها لون أحمر للجلد.
- الخشب:
لون عصارة خشب التمر هندي أصفر باهت, أما خشب القلب فهو صغير, لونه أرجواني - بني داكن, قوي جداً, ثقيل, يعيش طويلاً و مقاوم للحشرات. ينثني بشكل جيد و يأخذ لمعة جيدة, غير أنه من الصعب التعامل معه, يحظى بتقدير كبير في صناعة للأثاث و عمل تلبيسة والعجلات والمحاور، والتروس للطواحين، المحاريث، و عمل الألواح للزوارق والآبار، في صناعة المطارق و مقابض السكاكين ، صناعة مدقات الأرز وقذائف الهاون وصناعة أيدي الهون.و للخشب قيمة عالية كوقود، وخاصة بالنسبة لقمائن الطوب، حيث أنه يعطي حرارة شديدة، كما يصنع منه أيضا مسحوق الفحم المستخدم في البنادق. في ماليزيا، على الرغم من أنه ونادراً ما تقطع الأشجار، إلا أنه عادة ما تزال قممها لزيادة التفريع الجانبي بغية الحصول الخشب كوقود, أما رماد الخشب فيستخدم في دباغة جلود الماعز, كما تستخدم الأفرع الصغيرة و كذلك الجذور الاسطوانية في عمل عصي المشي.
- الأفرخ و القلف:
تستخدم أفرخ (الأفرع الصغيرة) في التمر هندي في بعض الأحيان و كذلك قلف الشجرة كمادة مضغ إما منفردة أو مخلوطة مع الليمون و جوز التنبول ( ورقة نبات دائم الخضرة متسلق ينمو في المناطق الآسيوية يتم استخدامها بمثابة منبه معتدل. تستخدم قصاصات منها مع الجوز والليمون، والقرفة في ورقة، و تمضغ, ومع الاستعمال لفترة طويلة، تخلص الأسنان من اللون الأسود). يحتوي القلف على أكثر من 7 ٪ تانين, والذي غالباً ما تستخدم في دباغة الجلود والصباغة، كما يدخل في صناعة الحبر. يحتوي قلف الأشجار الصغيرة على ألياف منخفضة الجودة تستخدم في عمل الخيوط و الحبال. و تعد شجرة التمر هندي عائلاً لحشرة Lac التي تقوم بإفراز مادة راتينجية على الأفرخ, هذه المادة يمكن جمعها و استخدامها في إنتاج الطلاء (لاكيه) و الورنيش. إذا لم ينظر إليها كمنتج ثانوي مفيد، يقوم مزارعي التمر الهندي بتقليم الأغصان التي يوجد عليها تلك المادة الراتينجية والتخلص منها.
- الاستخدامات الطبية:
الاستخدامات الطبية للتمر هندي لا تعد و لا تحصى, حيث كان لب الثمار يدخل في الصناعات الدوائية في الولايات المتحدة و المملكة المتحدة و غيرها, حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية ما يقارب 90,000 كيلو جرام من الثمار المقشورة سنوياً لهذا الغرض بصفة أساسية من جزر الأنتيل و المكسيك. أما المدد الأوروبي فكان يأتي من كلكتا و مصر و غيرها. من أهم استخدامات التمر هندي على المستوى العالمي أنه مشروب مبرد منعش و له تأثير جيد في خفض الحمى و التخلص من الغازات و الإمساك, و سواء كان التمر هندي وحده (منفرداً) أو مخلوط بعصير الليمون و العسل و الحليب و التمر و التوابل أو الكافور, فهو فعال كمادة هاضمة و علاج لاضطرابات للصفراء و اضطرابات المرارة. و في الممارسات الشعبية, يستخدم اللب في علاج الالتهابات و يستخدم كغرغرة لعلاج التهاب الحلق, كما يستخدم مخلوطاً مع الملح كمرهم لعلاج الروماتيزم, بل أكثر من ذلك, فهو يستخدم لتخفيف آثار ضربات الشمس و التسمم الناتج عن الداتورة و الكحول. و يقال أن اللب يساعد على استعادة الإحساس في حالات الشلل. و في كولومبيا, يستخدم مرهم مصنع من عجينة التمر هندي و الزبد و غيرها من المكونات لتخليص الحيوانات المنزلية من الحشرات.
و تستخدم أوراق و أزهار التمر هندي المجففة أو المغلية ككمادات لمعالجة تورم المفاصل والالتواء و الدمامل.
كما تستخدم المحاليل المستخلصة منها كطارد للديدان و في علاج التهاب باطن الجفن, الإسهال, البواسير, الحمرة (الالتهاب الجلدي) و غيرها من الأمراض الأخرى. و حرق قشرة الثمرة يقلل من قلوية الرماد الناتج و الذي يدخل في الكثير من المستحضرات الطبية. و يعتبر قلف الشجرة مادة قابضة فعالة تستعمل في التخلص من الحمى. و يستخدم الرماد المخلوط بالملح في علاج عسر الهضم و المغص. و يستخدم مغلي القلف في علاج حالات التهاب اللثة و الربو و التهاب العين, كما توضع الكمادات المصنوعة من القلف على القروح المفتوحة و الطفح الجلدي. و يعمل من مسحوق البذور عجينة تستخدم في علاج الدمامل, كما توصف سواء وحدها أو مخلوطة ببذور الكمون و سكر النخيل لعلاج الإسهال المزمن و الدوسنتاريا. و تجب معرفة أن أغلفة البذرة تحتوي على مواد قابضة أيضاً و من ثم في تستخدم في علاج الحالات السابقة. و للجذور قيمة علاجية, حيث تستخدم في علاج آلام الصدر, كما يدخل في وصفات لعلاج مرض الجزام. تحتوي الأوراق و الجذور على جليكوسيدات مثل فيتيكسين vitexin, أيزوفيتكسين isovitexin, اورينتين orientin و أيزوأورينتين isoorientin, بينما يحتوي القلف على قلويد يسمى هوردنين hordenine.
المصدر:
1 - عاطف محمد إبراهيم - الفاكهة و الخضروات و صحة الإنسان - 2015 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2 - عاطف محمد إبراهيم و محمد نظيف حجاج - الفاكهة المستديمة الخضرة, زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1996 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية
.3 - Morton, J. 1987. Tamarind. p. 115-121. In: Fruits of warm climates. Julia F. Morton, Miami, FL.