زراعة, رعاية و إنتاج الموز
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
الأستاذ بكلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر
مقدمة:
يعد الموز من المحاصيل الهامة بالأراضي المنخفضة بالمناطق الاستوائية, و حيث ينتج الموز على مدار السنة. و الموز نبات عشبي عملاق, معمر. ينتمي لمجموعة النباتات الأحادية الفلقة, يكثر خضرياً و ينتمي للعائلة Musaceae و جنس Musa. و الاسم الإنجليزي للموز هو Banana. و يضم جنس الموز Musa أربعة أقسام هي: Eumusa, Callimusa, Rhodochlamys و Australimusa, التي من بينها الطرز البرية البذرية و السلالات التي تؤكل ثمارها, مع تداخل التوزيع الجغرافي لها. و يضم الجنس Musa حوالي 25 نوعاً, بعضها يضم العديد من تحت النوع.
و الموز الذي تصلح ثماره للأكل فهو إما نشأ من النوع M. acuminate (A) أو النوع M. balbisiana (B) أو من خليط بينهما. الأصناف ثنائية أو ثلاثية الأساس الكروموسومي, مع وجود عدد قليل من الأصناف الرباعية الأساس الكروموسومي التي طورت من خلال برامج التربية و التحسين, و أن معظم أصناف موز التحلية هي ثلاثية الأساس الكروموسومي و هي الأكثر أهمية من الناحية التجارية و الإقتصادية.
٭ المنشأ:
يعتقد أن مركز نشأة الموز هي المنطقة التي تضم ماليزيا, الفلبين, إندونيسيا, بورنيو و غينيا الجديدة. النوع Colla. M. acuminate ثماره بذرية. وتطور عن هذا النوع أصناف موز التحلية بواسطة التكوين البكري (دون تلقح و إخصاب), هذه الأصناف عقيمة, وقد طورها الإنسان و أكثرها خضرياً. كما أن النوع الثاني M. balbisiana Colla. الذي يضم أصنافاً برية ثمارها بذرية أيضاً, يناسب المناطق الجافة و ينتشر في من الهند حتى غينيا الجديدة و الفلبين. بالمثل تم استزراعه و استئناسه عن طريق الانتخاب, و يوجد منه هجن ثنائية, ثلاثية و رباعية الأساس الكروموسومي. و حالياُ يزرع الموز بالمناطق الاستوائية ومناطق معينة في النطاق تحت الاستوائي.
و قد عرف الموز بمنطقة البحر المتوسط في القرن الثالث قبل الميلاد و نقل لأوروبا لأول مرة في القرن العاشر الميلادي. وفي أوائل القرن السادس عشر, قام البرتغاليون بنقل الموز من الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية. و تنتشر زراعة الموز الآن في المناطق الاستوائية الرطبة, ويحتل الآن قائمة الأربعة فواكه الرئيسية بالعالم, بعد العنب, الموالح و التفاح.
و في أمريكا الجنوبية, تحتل البرازيل مركز الصدارة, حيث تنتج حوالي 3 مليون طن سنوياً, يستهلك معظمها محلياً, في حين تعتبر كولومبيا و الإكوادور أكثر الدول المصدرة.
أما البالنتين (موز الطبخ), فيمثل أحد أهم مصادر الغذاء في غانا, وظل حتى أواخر ستينيات القرن الماضي يزرع بالحدائق المنزلية أو تحت ظلال أشجار الكاكاو .
أولاً: المناخ
يحتاج الموز لمدد مائي منتظم, يتناسب مع أو يزيد قليلاً عن معدل بخر الماء الحر. وعلى ذلك فإنه للحصول على محصول مرتفع, يصبح الري أمراً ضرورياً إذا كان معدل هطول الأمطار أقل من معدل البخر. كما و أن الري يقدم وسيلة فعالة لتوزيع الأسمدة على النباتات من خلال ماء الري.
و تتراوح درجات الحرارة في مناطق زراعة الموز بين 15 - 38م°, والدرجة المثلى هي27 م°. و درجة الحرارة المثلى لتراكم المادة الجافة و نضج الثمار في حدود 20م°, أما بالنسبة لخروج الأوراق الحديثة, فالدرجة المثلى هنا تكون في حدود 30م°. و يتوقف النمو عند درجة 10م°,
وضوء الشمس الساطع يعد من الأهمية بمكان لإعطاء أفضل نمو, وذلك على الرغم من أن هذه الظروف قد تعرض الثمار لضربة الشمس, خاصة إذا ما كان المدد المائي قليل. ووجود الظل و تكاثف السحب يطيل من فترة النمو بحوالي 3 أشهر, كما يقلل من حجم السباطة. و ليس هناك ما يدل على أن تزهير نباتات الموز يتأثر بالفترة الضوئية, بينما لوحظ أن الفترة الضوئية التي تتراوح بين 10 - 14 ساعة تزيد من معدل خروج الأوراق الحديثة, ربما بسبب زيادة معدل عملية التخليق الضوئي.
ثانياً: التربة
يمكن لنباتات الموز أن تنمو حتى في أفقر أنواع التربة, غير أنها لن تعطي المحصول الاقتصادي المطلوب، إلا في التربة الطميية العميقة الجيدة الصرف. كما تزدهر أيضاً في الأراضي الرملية الطينية و الأراضي التي من أصل بركاني و حتى في الأراضي الطينية الثقيلة بشرط توافر الصرف الجيد. كما أن الأراضي الرسوبية على ضفاف الأنهار تعد أفضل أنواع التربة لنمو و ازدهار الموز. و تفضل نباتات الموز التربة الحامضية نوعاً, غير أنه في حالة انخفاض قيمة الجهد الهيدروجيني pH للتربة عن 5, لابد من إضافة الجير في العام الثاني. و انخفاض قيمة الجهد الهيدروجيني للتربة تزيد من قابلية النباتات للإصابة بمرض بنما. و في حالة تواجد تراكمات مائية, يفضل زراعة الموز على مصاطب.
٭ القيمة الغذائية و الأهمية الاقتصادية: راجع المقال المنشور بذات الموقع بتاريخ 2/7/2014.
٭ الوصف النباتي (الخضري):
الموز نبات عشبي معمر؛ يتراوح ارتفاعه بين 2 و 9 متر؛ توجد الساق الحقيقية أو الريزومة تحت سطح التربة. يوجد على الكورمة أو الساق الحقيقية براعم تنتج ريزومات قصيرة أو فسائل بالقرب من قاعدة النبات الأم. و تشكل الجذور العرضية حشوة كثيفة تنتشر حتى بعد 4 - 5 متر من النبات الأم و تتعمق في التربة حتى 75 سم أو أكثر. أما الجزء الأخضر المتواجد فوق سطح التربة فيسمى بالساق الكاذبة فهي تتركب من أغماد الأوراق وتشكل اسطوانة ينمو بمركزها الأوراق الحديثة و النورة الزهرية.
نصل الورقة كبيرا, يبلغ طوله 1.5 - 4 متر و عرضه 0.7 - 1 متر. يظهر العرق الوسطي وكذلك تفريعاته المتوازية بوضوح؛ توجد الثغور على كلا سطحي الورقة. تحتاج الورقة لمدة 6 - 8 أيام لتظهر تماماً من القمة. تخرج الأوراق قبل خروج النورة الزهرية بحوالي 150 يوماً أو أكثر؛ و يخرج على النبات من 25 - 50 ورقة, بينها من 15 - 20 ورقة نشطة وظيفياً وهذه تمثل مساحة مقدارها 25 م° في وقت خروج النورة الزهرية. هذه و تجدر ملاحظة أن عدد الأوراق عند وقت تزهير النبات يرتبط بعلاقة موجبة مع وزن السباطة.
يخرج على النبات نورة زهرية واحدة, تخرج من خلال الساق الكاذبة لأعلى ثم لا تلبث أن تنحني في اتجاه الأرض؛ تخرج الأزهار في مجموعات, تتكون كل مجموعة منها من صفين من الأزهار المضغوطة تحيط بها قنابة كبيرة بيضاوية الشكل لونها قرمزي عند كل عقدة أو ما يسمى بالكف. تنحني القنابة ثم تسقط عند بداية نمو و تطور الثمار؛ تظهر الأزهار المؤنثة أولاً ثم الأزهار المذكرة التي تقبع في الطرف البعيد. و في بعض الأحيان تخرج أزهار خنثي في منتصف الحامل الزهري أو العزق؛ غير أن مثل هذه الأزهار الأخيرة قد تتساقط. و يحمل كل كف من 12 - 20 زهرة و تحمل من 5 - 15 من الكفوف أزهاراً مؤنثة. تتفتح القنابات في تتابع بمعدل واحدة كل يوم. و قد يستطيل محمر السباطة حتى 1٫5 متر أو أكثر لينتهي بالبرعم الزهري المذكر الذي يستمر في إنتاج أزهار مذكرة بداخل القنابات, شكل (1 - أ).
و الزهرة المؤنثة التي تبلغ 10 سم في الطول (كما في حالة الموز الهندي), تحمل مبيض سفلي يتركب من ثلاثة كرابل ملتحمة و غلاف زهري قصير. يتركب الغلاف الزهري من خمسة فصوص مندمجة و واحدة سائبة أو حرة تشكل أنبوبة أو أسطوانة تحيط بالقلم و الميسم المكون من ثلاثة فصوص. أما ألزهرة المذكرة, تحمل خمسة أسدية, التي نادراً ما تحمل لقاح خصب, كما في الموز الهندي.
و عموما يوجد في الموز ثلاثة أنواع من الأزهار هي:
1 - الأزهار المؤنثة: و هذه توجد على الجزء القاعدي من الحامل الزهري؛ تتميز هذه الأزهار بأن مبيضها طويل, يمثل حوالي ثلثي طول الزهرة ذاتها, و يتركب المبيض من ثلاث حجرات أو كرابل مندمجة تحتوي على الكثير من البويضات, يحمل المبيض قلم يوجد بنهايته ميسم منتفخ و مقسم لستة فصوص, و يحيط بالقلم خمسة فصوص ملتحمة من الغلاف الزهري و واحدة سائبة.
2 - الأزهار الخنثى: تلي مجاميع الأزهار المؤنثة على الحامل الزهري, يبلغ طول المبيض حوالي نصف طول الزهرة. نوعي الأعضاء الجنسية بتلك الزهرة غير كاملة التكوين أو بمعنى آخر غير جيدة التكوين أو ضامرة, كما يكون طول الأسدية متساوٍ مع طول أو ارتفاع القلم.
3 - الأزهار المذكرة: في هذا النوع من الأزهار يكون المبيض مختزلاً بدرجة واضحة, إذ لا يتعدى طوله ثلث طول الزهرة. تحمل الزهرة أسدية طويلة, شكل (2), تحمل متوكاً فارغة أو خالية من اللقاح في معظم أصناف الموز, و إن وجد اللقاح النادر فنادراً ما يكون خصب.
وهنا وجب التنويه إلى أن كل مجموعة من مجموعات الأزهار تحوي نوعاً واحداً من الأزهار, غير أنه غالياً ما يوجد في مناطق الانتقال من نوع زهري لآخر حدوث بعض الخلط؛ فقد يحدث أحياناً عند تحول الأزهار المؤنثة إلى خنثى أن تتواجد بعض الأزهار الخنثى بين مجاميع الأزهار المؤنثة.
و تتطور ثمرة الموز عن مبيض سفلي, الثمرة عنبة من الناحية النباتية. تتكون الطبقة الخارجية للمبيض (قشرة الثمرة) 'Exocarp' من خلايا الإبيديرمس و طبقات من خلايا أخرى, أما اللب فيمثل الطبقة الوسطى من أغلفة المبيض 'Mesocarp', في حين أن الغلاف الداخلي للمبيص أو الثمرة هو 'Endocarp' الذي يتكون من طبقة محيطية رقيقة تبطن تجويف المبيض.
كل عقدة تحمل صفين من الأزهار لتكون العنقود الثمري أو ما يسمى بالكف, شكل (1 - ب) و تسمى كل ثمرة بالإصبع, هذا و يختلف عدد الأصابع بكل كف و كذلك عدد الكفوف بالسباطة باختلاف الأصناف. كذلك يختلف وزن السباطة من صنف لآخر و قد يصل إلى 70 كيلوجرام.
تتكون الثمار الطبيعية من الأزهار المؤنثة, في حين أن الثمار التي تتكون من الأزهار الخنثى تكون صغيرة الحجم و لا تنضج.
٭ التلقيح و الإخصاب و عقد الثمار:
تتكون ثمار الموز في الأصناف الثلاثية الأساس الكروموسومي بكرياً أو عذرياً parthenocarpically دون الحاجة لتلقيح و إخصاب؛ حيث تتكرمش أو تتجعد البويضات مبكراً و تتحول لندبات بنية اللون في الثمار المكتملة النمو, على طول محور المشيمة. و يرجع التكوين البكري للثمار في مثل تلك الأصناف لا لكون أزهارها خالية من حبوب اللقاح و البويضات الحية, بل يرجع بالدرجة الأولى للمستوى المرتفع من الهرمون الطبيعي المتواجد بمبايض تلك الأزهار؛ هذا الهرمون يعمل على زيادة معدل انقسام الخلايا بالمبيض و زيادتها في الحجم و كذلك على الإبقاء على الثمرة متصلة جيداً بالسباطة. و نادراً جداً ما تتواجد البذور في الثمار المكتملة النمو لموز الأكل أو التحلية,. أما الأنواع البرية التي تتبع النوع M. acuminata, فهي ثنائية العدد الكروموسومي, مثل هذه الأصناف يحدث بأزهارها تلقيح و إخصاب و من ثم تكوين البذور.
* التكاثر:
تستخدم البذور فقط في برامج التربية و التحسين. معظم الأصناف التجارية المعروفة عقيمة أنثوياً.
و عادة ما يتم إكثار الموز بالطرق الخضرية التي من أهمها:
1 - الفسسيلة: وهي عبارة عن نمو جانبي ينشأ من برعم حقيقي يوجد على الساق الحقيقية, الكورمة, الريزومة أو القلقاسة الموجودة تحت سطح التربة. هذه النباتات تتميز باحتوائها على مجموعها الجذري الخاص بها, ومن ثم يمكن فصلها عن النبات الأم وزراعتها كنباتات مستقلة بذاتها. تفصل الفسائل من النبات الأم و تزرع بأرض البستان مباشرة, إذا كانت كبيرة الحجم أو تزرع أولاً بأرض المشتل إذا كانت صغيرة الحجم.
2 - البزوز كذلك يمكن استخدام البزوز( العيون أو الأزرار) في عملية الإكثار؛ البز عبارة عن نمو جانبي صغير لم تتفتح أوراقه بعد (أوراقه على وشك التفتح). تفصل البزوز من النبات الأم و تزرع بأرض المشتل ريثما تكبر ثم تنقل كي تزرع بأرض البستان.
3 - الكورمة, القلقاسة أو الساق الحقيقية: تستخدم الكورمات بعد إزالة النباتات من البستان, ويمكن زراعة الكورمة بأكملها أو تقسم كل كورمة إلى أجزاء يحمل كلٍ منها برعم جانبي على الأقل لمواصلة و لإعادة إنتاج نبات جدي. و قبل الزراعة, تعد هذه الأجزاء لإزالة الجذور الكبيرة و التخلص من الأمراض, ثم تغمر هذه الأجزاء في ماء درجة حرارته 52◦م لمدة 20 دقيقة أو تعامل بمبيدات الآفات للتخلص من الديدان الثعبانية و الثاقبات. تزرع هذه الجزاء بأرض المشتل, و هنا تجب ملاحظة أن النباتات المتكونة عن هذه الأجزاء تعتمد في مراحل نموها الأولى على الغذاء المخزن بالجزء المستعمل في الإكثار, بعدئذ يكون النبات القلقاسة الخاصة به و التي يعتمد عليها النبات في الحصول على غذائه, كما يكون مجموعه الجذري.
4 - زراعة الأنسجة: تسمح هذه التقنية بسرعة تضاعف النباتات المتماثلة و الخالية من الأمراض, كما أن النباتات الناتجة بهذه الوسيلة تتصف بمميزات هامة منها: معدل تأصل علي للنباتات بالبستان, الانتظام في مواعيد جمع الثمار, ازدهار النمو و المحصول المرتفع, على الأقل في دورة المحصول الأولى. غير انه تجب الموازنة بين تلك المميزات و التكاليف المرتفعة لهذه التقنية. غير أن الاختلافات الجسمية و ظهور الطفرات عند استخدام تلك الوسيلة تمثل مشكلة هامة.
* زراعة البستان:
عقب اختيار الأرض المناسبة للزراعة, تحرث جيداً, ويفضل الحرث المتعامد وذلك للتخلص من الكتل الكبيرة, و عقب الحرث, يضاف للفدان 1م3 جير مطفأ و يقلب في التربة تقليباً جيداً للتخلص من الديدان الثعبانية و تطهير التربة منها, كما تضاف كميات من الفسفور و البوتاسيوم حسب تقديرات التحاليل الكيميائية في ذات الوقت. كما يجب إعداد التربة ذات الميول بطريقة تمنع تعرضها لعمليات التعرية. و عند إعداد التربة, يجب الوضع في الاعتبار نظام الصرف المناسب, حيث أن تراكم الماء يؤدي لنقص المحصول. بعد الانتهاء من إعداد التربة, تحدد أماكن الجور التي ستغرس بها الفسائل.
تجهز الجور بحيث تكون أكبر قليلاً من المطلوب, أو تجهز الخنادق بالعمق و الأتساع المرغوب. و في المناطق تحت الاستوائية, تزرع النباتات طبقاً لجدول محدد يتماشى مع فترات جمع ثمار محددة للمحصول الأول. هذه الحيثية من النادر وجودها بالمناطق الاستوائية حيث أن الإنتاج السنوي موزع بانتظام خلال السنة مقارنة بما هو موجود بالمناطق تحت الاستوائية. و في المناطق الاستوائية ينصب الاهتمام بالدرجة الأولى على تفادي زراعة النباتات خلال الجو الحار أو موسم الجفاف, ومن ثم فإن أفضل وقت للزراعة هو الموسم الرطب مباشرة. و في المناطق تحت الاستوائية, يتجنب الزراعة في أواخر الصيف حتى الشتاء, حيث تنخفض حرارة الجو في الفترة التي يكون فيها النبات صغير جداً. و في مصر تتم زراعة البستان المستديم بطريقتين هما:
1 - طريقة الجور:يتم تعيين أماكن الجور ثم تحفر الجور بأبعاد متر x متر وبعمق حوالى 70 سم وتترك مدة كافية قبل الزراعة لتشميسها وتطهيرها ثم تردم الحفر بالتراب المخلوط جيداً بالسماد البلدى أو السبلة بمعدل 8 مقاطف ويضاف نصف كجم كبريت زراعى ثم تحدد أماكن النباتات فى وسط الجور وتقسم الأرض إلى أحواض ثم تروى رياً خفيفاً حتى تهبط الجور ويستوى سطح الأرض ثم تترك حتى تجف جفافاً مناسباً وتكون جاهزة لزراعة الفسائل.
2 - طريقــة الخنــادق : تتم بحفر الخنادق بعرض 1.25 متر وعمق 70 سم وتترك معرضة للشمس وقبل الزراعة يتم ردم الخنادق بالطبقة العليا من تراب الخندق مع مخلوط من السماد البلدى أو السبلة بمعدل 100 م3 / فدان مضاف إليها سماد السوبر فوسفات بمعدل 500 كجم للفدان 250 + كجم كبريت زراعى للفدان على أن تخلط هذه الكمية مع بعضها جيداً ثم تروى الأرض رياً غزيراً ثم تترك لتجف الجفاف المناسب ثم يتم تحديد أماكن الجور فى وسط الخندق.
و تختلف كثافة الزراعة بين 1000 - 3000 نبات بالهكتار (400 - 1300 نبات بالفدان) في الطريقة الثلاثية, الخط المفرد أو الخط المزدوج. و تتوقف كثافة النباتات في وحدة المساحة تتوقف على الصنف و المناخ. و تستخدم الكثافة العالية في المناطق الحارة الجافة لتخليق مناخ دقيق و توفير ظل مناسب للحصول على أعلى محصول. و في هذا المجال تجب الإشارة إلى أن قوة البستان ترتبط بصفات المجموع الخضري للنباتات مثل دليل مساحة الورقة و المحصول. فعند الرغبة في الحصول على دورة نمو واحدة, تتبع الكثافة العالية (3000 نبات بالهكتار), أما في حالة ثلاثة دورات أو أكثر, ينصح باستخدام الكثافة الأقل (2000 نبات بالهكتار).
و كما سبقت الإشارة إلى أن مسافات الغرس تختلف طبقاً لعدة عوامل مثل الصنف, المناخ و قوة التربة؛ ففي حالة الأراضي القوية, تقل مسافة الغرس نظراً لأن فترة بقاء النبات بالتربة قصيرة. كذلك تتحد المسافة بين النباتات طبقاً لما إذا كانت الزراعة واسعة أم ضيقة كما يلي:
أ- الزراعــات الواسعــة
1- بالنسبة لأراضى الوادى التى تروى غمراً وتزرع بشتلات تقليدية على أبعاد 3.5 * 3.5 متر بالنسبة للأصناف القصيرة مثل الهندى والبسراى وعلى أبعاد 4 * 4 متر بالنسبة للأصناف الطويلة مثل المغربى والوليامز والجراندانان مع تربية ثلاث نباتات بجوار الأم كل عام .
2 - بالنسبة للأراضى الرملية والتى تروى بنظام الرى بالتنقيط فغالباً ماتزرع بشتلات ناتج زراعة الأنسجة وتزرع غالباً على أبعاد3 .5 * 3 متر مع زراعة نبات واحد فى الجورة ويحتاج الفدان إلى 400 نبات فى السنة الأولى على أن يربى ثلاث نباتات بجوار الأم كل عام .
ب- الزرعــات الضيقــة :
1 - بالنسبة لأراضى الوادى والتى تروى غمراً يتم زراعتها على أبعاد 2 x 2 متر بالنسبة للأصناف القصيرة وعلى أبعاد 2.5 x 2.5 متر بالنسبة للأصناف الطويلة مع تربية نبات واحد بجوار الأم كل عام .
2 - بالنسبة للأرضى الرملية والتى تروى بنظام بالتنقيط فيتم زراعتها بإحدى هذه الطرق :
1. الزراعة على أبعاد 3.5 x 3 م مع زراعة نباتين فى الجورة الواحدة بحيث يبعد النبات عن الآخر حوالى 50 سم وبذلك يحتاج الفدان إلى 800 نبات فى السنة الأولى على أن يربى نبات واحد بجوار الأم كل عام .
2. الزراعة على أبعاد 4 x 2.5 متر مع زراعة نباتين فى الجورة الواحدة بحيث يبعد النبات عن الآخر حوالى 50 سم وبذلك يحتاج الفدان إلى الفدان 840 نبات فى السنة الأولى على أن يربى نبات واحد بجوار الأم كل عام .
3. الزراعة على أبعاد 3 x 2.5 متر مع زراعة نبات واحد فى الجورة الواحدة ويحتاج الفدان فى هذه الحالة 560 نبات فى السنة الأولى على أن يربى نباتين بجوار الأم كل عام.
وتتميز طريقة الزراعة الضيقة بتكثيف النباتات فى السنة الأولى للزراعة مما يؤدى لزيادة إنتاج السنة الأولى بالتالى يعوض تكلفة الإنشاء كما يقلل من حجم الخسارة الناتجة من إزالة نباتات الجور المصابة بالأمراض الفيروسية التورد - التبرقش وخاصة فى الفسائل التقليدية والتى غالباً ماتكون بها نسبة من هذه النباتات الحاملة للفيروس حيث أنه يوجد بالجورة الواحدة نبات واحد للتربية بجوار الأم بدلاً من ثلاث نباتات بالجورة فى حالة الزراعة على مسافات واسعة وتتميز هذه الطريقة بسهولة اختيار الخلفة الواحدة بجوار الأم عند انتخاب الخلفات التربية ، ولكن مايؤخذ على هذه الطريقة هو ارتفاع تكلفة الإنشاء فى السنة الأولى للزراعة نظراً لزيادة عدد الخلفات اللازمة للزراعة كذلك زيادة تكلفة عمل الجور وزيادة كمية السماد البلدى اللازم للزراع.
* المعاملات الزراعية:
- الري:
يمكن مد النباتات بالماء بعدة طرق مثل الري بالغمر, الرش أو التنقيط. و يستخدم الري كمدد تكميلي للكميات الآتية من هطول الأمطار طبقاً لجدول محدد يعتمد على معدل هطول الأمطار و تكرار الهطول. و يعتمد هذا الجدول بصورة رئيسية على معدل البخر, مقدرة التربة على مسك الماء, عمق المجموع الجذري للنباتات و مقدرة النباتات على سحب و استخدام الماء. و في هذا الصدد يجب أن نشير لصفات نبات الموز التي تتلخص في النقاط التالية: (أ) جهد فقد الماء المرتفع و المرتبط بكبر مساحة نصل الورقة, (ب) المجموع الجذري الضحل - 90 ٪ من المجموع الجذري تتواجد في 30 سم السطحية من التربة, (ج) نقص المقدرة على امتصاص الماء من التربة الجافة و (د) الاستجابة الفسيولوجية السريعة لنقص الماء.
و يمكن القول بصفة عامة أن نباتات الموز تحتاج لمتطلبات مائية عالية مقارنة باحتياجات الكثير من الفواكه الأخرى و ذلك نظراً لصفات النبات السابق الإشارة إليها.
- التسميد:
تتبع برامج التسميد في الكثير من زراعات الموز الكبيرة (15 ٪ من الإنتاج العالمي) للحصول على أقصى إنتاجية. ولقد وصفت أعراض نقص العناصر بنصل و عنق الورقة. و قد أجريت التحاليل للعناصر المعدنية لتحديد مدى نقص العناصر و الكميات الكافية منها. و للحصول على نمو أمثل و محصول جيد, تضاف كميات كبيرة من هذه العناصر المعدنية اللازمة لذلك. و يحصل النبات على بعض احتياجاته من العناصر المعدنية من التربة و بقايا النباتات المتحللة و يحصل على الباقي من الأسمدة العضوية و المعدنية المضافة للتربة. و قد قدرت كميات العناصر التي تسحبها أو تستهلكها ثمار الموز الهندي (50 طن / هكتار / سنة) من التربة بحوالي 189 كيلوجرام نيتروجين, 29 كيلوجرام فسفور, 778 كيلوجرام بوتاسيوم و 101 كيلوجرام كالسيوم. و كنسبة من العناصر الكلية التي امتصتها النباتات, فإن هذه الكميات السابقة تعادل 49 ٪ من النيتروجين, 56 ٪ فسفور, 54٪ بوتاسيوم و 45 ٪ كالسيوم. تتغير الكميات الكبيرة من النيتروجين و البوتاسيوم طبقاً للحالة الغذائية للتربة و تركيز العناصر بها. و يتوقف معدل إضافة العناصر للتربة على المناخ, نوع التربة, الصنف, المعاملات الزراعية و المحصول.
ونظراً لكثافة المجموع الجذري, تضاف الأسمدة المعدنية بعيداً عن الساق الكاذبة, غالباً في الجهة المقابلة لأول خلفة. تضاف الكميات المقررة على ثلاثة أو أربعة دفعات خلال العام, وتزداد الجرعات إذا كان معدل هطول الأمطار مرتفعاً. وتجدر ملاحظة أن الأسمدة المضافة مع ماء الري أكثر فاعلية و تحكماً في الكميات المقررة. و قد يستمر التسميد مع ماء الري من خلال نظام الري بالتنقيط كل شهر, أسبوع أو حتى كل يوم طالما كان الري مستمراً. كذلك يستخدم التسميد ألورقي لتعويض نقص العناصر الصغرى.
و هناك أنواع مختلفة من المسمدات, فأكثر صور النيتروجين استخداماً هي, نترات الأمونيوم, كبريتات الأمونيوم و اليوريا. أما صور البوتاسيوم فهي, كلوريد البوتاسيوم, كبريتات البوتاسيوم و نترات البوتاسيوم. هذا و تختلف معدلات إضافة هذه الصور من منطقة لأخرى, ففي جنوب أفريقيا تضاف نترات البوتاسيوم بمعدل 100 كيلوجرام للهكتار, بينما تتصل هذه الكمية لحوالي 250 كيلوجرام للهكتار, في حين تتعدى 600 كيلوجرام في مناطق أخرى, مع الأخذ في الاعتبار الكميات التي تسحب بواسطة المحصول.
وفي برنامج تسميد الموز في الأراضي الصحراوية مع مياه الري بالتنقيط, يذكر الشاذلي (1999) أن المعدلات المقترحة وضعت على أساس أن مسافة الغرس 2 x 2 متر مع ترك نبات واحد بالجورة أو 3 x 3.5 متر مع ترك نباتين أو ثلاثة بالجورة. و يذكر أنه في حالة تسميد الموز في الأراضي الصحراوية من خلال الري بالتنقيط, فإ نه ينصح بإستخدام المعدلات السمادية التالية:
1 - بالنسبة للأسمدة النتروجينية: في بداية موسم النمو (شهر مارس), تسمد النباتنات من خلال الري بمعدل (5 كيلو جرام سلفات أو نترات أمونيوم / فدان في اليوم, يرتفع هذا المعدل كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع, ليصل إلى 5 - 20 كيلوجرام / فدان في اليوم , وذلك عن أشهرالصيف (يونية - يوليو - أغسطس), بعد ذلك تخفض تلك المعدلات تدريجياً حتى نهاية الموسم (أواخر شهر أكتوبر).
2 - الأسمدة البوتاسية:يضاف مقدار ثلثي كمية الأسمدة النتروجينية على صورة سلفات بوتاسيوم, مع مياه الري لكل فدان في اليوم و حتي نهاية الموسم.
3 - الأسمدة المغنيسيومية: تضاف المعدلات التالية (10 كيلوجرام سلفات مغنيسيوم / فدان /كل حوالي 1.5 شهر - أي خمسة دفعات طوال موسم النمو مع مياه الري بالتنقيط.
4 - الأسمدة الفوسفاتية: يوضع 2 كيلوجرام سوبر فوسفات لكل جورة, عند بداية الزراعة, كما يضاف 2 لتر حمض فوسفوريك / فدان إسبوعياً مع مياه الري, على أن تقسم تلك الكنية على دفعتين.
5 - الكبريت: عند بداية الزراعة يضاف حوالي 2 كيلوجرام كبريت زراعي لكل جورة.
6 - تضاف الأسمدة الكيماوية المركبة مثل سماد الكريستالون بمعدل نصف كيلوجرام/ فدان يومياً - إذا ما لوحظ ظهور أعراض نقص العناصر الكبرى (نيتروجين - فسفور - بوتاسيوم ) وذلك لمدة 2 - 3 أسابيع.
7 - أسمدة العناصر الصغرى: يمكن إضافة هذه العناصر بمعدل 500 جرام حديد مخلبي + 500 جرام زنك مخلبي + 500 جرام منجنيز مخلبي + 300 جرام يوريا رشاً على الأوراق مرة كل أسبوعين.
كما يذكر الشاذلي أن هناك ملاحظات على تسميد و ري نباتات الموز الناتجة من زراعة الأنسجة و المنزرعة بالأراضي الصحراوية تتمثل في الآتي:
1 - تزرع نباتات الموز الناتجة من زراعة الأنسجة في جور أبعادها 1 م x 1 م x 0.7 م.
2 - يجب ري الأرض قبل غرس النباتات في الجور بيومين.
3 - تسمد النباتات الناتجة من زراعة الأنسجة بداية من اليوم الثالث بعد الزراعة حيث تتميز هذه النباتات بامتلاكها جذورا جيدة, بخلاف مثيلاتها الناتجة من المشتل العادي و التي لا تحمل جذوراً, و التي عادة ما تبدأ في تكوين الجذور بعد الزراعة بحوالي 3 - 4 أسابيع ثم تسمد.
4 - يجب إ ضافة السماد البلدي عند الزراعة بمعدل ثمانية مقاطف - 4 منها لعمل فرشة في قاع الجورة و 4 مقاطف منها تخلط مع جزء من تراب الجورة + 0.5- 1 كيلوجرام سلفات نشادر + 0.5 - 1 كيلوجرام سلفات بوتاسيوم + 2 كيلوجرام سوبرفوسفات عادي + 0.5 كيلوجرام كبريت زراعي, يضاف هذا الخليط إلى الجورة.
5 - بالنسبة للزراعات الجديدة الناتجة من زراعة الأنسجة , يبدأ التسميد بمعدل 1.5 كيلوجرام سلفات أمونيوم بالتبادل في اليوم التالي مع 1.5 سلفات بوتاسيوم / فدان / يوم, تزداد هذه الكمية تدريجياً مع مياه الري, على أن يوضع في منتصف الأسبوع 2 لتر حمض فوسفوريك, ثم يوضع بعد ذلك مباشرة 400 جرام حديد فيروبلكس لكل فدان, بعد أسبوع يضاف 2 لتر حمض فوسفوريك + 1 كيلوجرام حديد مخلبي.
ملحوظة هامة: في اليوم الذي يضاف فيه مع مياه الري حديد أو جرين زد , لا تنضاف فيه أية أسمدة نتروجينية أو بوتاسية.
6 - ضرورة إستعمال سماد مركب مرتين مع مياه الري, و ذلك عند التكشف و مرة أخرى عند نزول السباطة بمعدل 0.5 - 1 كيلوجرام / 1م3 ماء ري.
٭ مكافحة الحشائش:
يشكل و جود الحشائش ببستان الموز مشكلة كبيرة, خاصة في المراحل الأولى من تأسيس البستان و قبل أن يتداخل المجموع الخضري للنباتات و يقترب من بعضه. و يجب التخلص من الحشائش عن طريق نزعها يدويا دونما الإضرار بالجذور المغذية السطحية لنباتات الموز, كما يمكن استخدم العزيق السطحي. و يمكن استخدام مبيدات الحشائش طالما كان ارتفاع المجموع الخضري للنبات بالبعد الكافي الذي يضمن عدم ملامسة المبيد له. و يفضل البعض زراعة محاصيل تغطية أو تغطية سطح التربة بشرائح من البلاستيك. وتجدر ملاحظة أن الإهمال في مكافحة الحشائش يؤثر سلبياً على المحصول.
٭ التقليم و التدعيم:
تنحصر عمليات التقليم في إزالة الأوراق الجافة و التي ضعف نشاطها و فقدت قدرتها الوظيفية, التخلص من الفسائل الزائدة للحفاظ على قوة النبات الأم المختار و التخلص من الأوراق التي تعوق نمو العنقود الزهري.
بعد بداية نمو الأزهار المؤنثة, يقوم بعض الزراع بإزالة طرف العنقود الزهري بغية توفير الغذاء اللازم لنمو الثمار. و تتم هذه العملية على درجات مختلفة؛ كإزالة البرعم المذكر, و التي يقصد بها إزالة مجموعة الأزهار المذكرة الطرفية, و تجرى هذه المعاملة بعد تكون الأصابع و هي لا زالت صغيرة, مع مراعاة ترك حوالي 30 سم أسفل آخر كف؛ أو إزالة الأزهار المذكرة بالإضافة للكف أو الكفين الأخيرين و التي تسمى بالكفوف الكاذبة أو العيوش, وذلك بهدف توفير المواد الغذائية لتشجيع و تنشيط نمو الكفوف المتكونة سابقاً ومن ثم زيادة المحصول. وعادة ما تزال الأقلام و الأجزاء الزهرية الموجودة بنهاية الثمرة بعد الجمع في محطات التعبئة, إلا أنها أحياناً ما تزال باليد بعد 8 - 12 يوماً من ظهور العنقود ألثمري أو السباطة لتقيل احتمال إصابة الثمار بمرض عفن طرف السيجار و خربشة الجلدة الخارجية للثمرة, كما و أن إزالة كف واحد أو كفين من النهاية الطرفية للسباطة يزيد من حجم الثمار المتكونة و يقلل من تزاحم الكفوف على السباطة.
كثيراً ما يميل النبات في اتجاه الأرض مما يؤدي لحدوث أضرار كبيرة للسباطة, و يحدث ذلك كنتيجة للتدعيم غير الجيد للنباتات, ضعف النبات ذاته, عدم تثبت الساق الحقيقية للنبات بالتربة جيداً نتيجة قدم البستان أو زيادة وزن و حجم السباطة عن المعتاد. و للتخلص من هذه المشكلة تدعم النباتات بوضع شعبة خشبية لكل نبات يتراوح طولها بين 1٫5 - 2٫5مترو بحيث تنتهي من أحد طرفيها بتفريعين يشكلان معاً حرف V و تنتهي من الطرف الآخر بقاعدة خشبية مستوية بطول 25 - 30 سم (هذه هي التي ستثبت على سطح التربة حتى لا تغوص الدعامة). تثبت قاعدة العنقود الزهري بين التفريعين بعد تغطية الأخيرين بوسادة من ورق الموز الجاف لحمايته.
٭ إزالة الأمهات و الكورمات:
عقب جمع المحصول, يموت النبات الأم, ومن ثم وجب التخلص منه باستئصاله نهائياً؛ و عادة ما تتم عملية الاستئصال بالتدريج حتى يمكن الاستفادة من الغذاء المخزن في النبات في تغذية الخلفات المختارة؛ تتم العملية بقطع الأوراق في المرحلة الأولى مع ترك الساق الكاذبة لفترة زمنية مناسبة تسمح بانتقال المواد الغذائية منه للكورمات أو السيقان الحقيقية, بعد ذلك بفترة يتم التخلص من السيقان الكاذبة.
و عندما تبلغ مزرعة الموز سن الثالثة أو الرابعة, تزال الكورمات أو القلقاسات بهدف تنظيف الأرض؛ وهذه المعاملة من الأهمية بمكان لمنع تعفن القلقاسات بالأرض, التخلص من نمو الكثير من الخلفات و تشجيع انتشار الجذور بالتربة, و تجدر ملاحظة عدم الإضرار بكورمات الخلفات المرباة أثناء التخلص من كورمات النباتات المزالة.
٭ اختيار الخلفات و تربية النباتات:
اختيار الفسائل عملية ضرورية كخطوة للتخلص من الأفراد غير المرغوبة و انتخاب الفسائل المناسبة التي تمثل الخلفة التي ستحمل المحصول التالي, و تكمن الإستراتيجية هنا في التخلص من الفسائل التي تستنفذ المدد الغذائي الآتي من النبات الأم, وترك مثل هذه الفسائل غير اللازمة يحد من المحصول. هذا الإجراء هام و حيوي جداً بالمناطق تحت الاستوائية. و اختيار الفسائل عامل محدد للإبقاء على المحصول المناسب, قوة نمو النباتات الباقية و مسافات الزراعة. هذا و يختلف موعد اختيار و تربية خلفات الموز في مصر تبعاً للكثير من الاعتبارات و التي من أهمها؛ أن المدة التي تنقضي ما بين ظهور الخلفات حول النبات الأم و تمام تكوين الثمار تتراوح بين 17 - 18 شهراً, و يتباين طول هذه الفترة تبعاً لاختلاف قوة النبات و الظروف البيئية المحيطة؛ يبدأ تزهير النبات بعد أن ينتهي من تكوين الأوراق, و تستغرق فترة النمو الخضري - الفترة مابين بداية ظهور الخلفة حول النبات الأم و وبداية ظهور العنقود الزهري - ( 13 - 15 شهراً)؛ أن الفترة اللازمة منذ خروج العنقود الزهري حتى تمام تكوين الثمار تتراوح بين 3 - 6 أشهر. يبدو مما سبق أنه ليس هناك ميعاداً محدداً لتزهير نباتات الموز و اكتمال تكوين الثمار.
بعد إزالة النبات الأم, يتبقى بالجورة الخلفات الثلاث التي ربيت في العام السابق, يونيو و يوليو في مصر (الخلفة الأولى), يبدأ بعد ذلك تربية خلفات جديدة في نفس الأشهر من السنة الثانية للزراعة و ذلك بترك نبات واحد بجوار كل فسيلة في الجورة, ومن ثم يوجد الآن بكل جورة ستة نباتات - 3 للخلفة الأولى و 3 للخلفة الثانية - تزهر نباتات الخلفة الأولى في يوليو و أغسطس من العام الثاني من الزراعة و يكتمل محصولها في نوفمبر من العام الثاني و يمتد لمارس من العام الثالث, حيث تزال نباتات الخلفة الأولى في هذه الشهر (عقب جمع المحصول), عنذئذ يتبقى بكل جورة ثلاثة نباتات تمثل الخلفة الثانية. في يونيو و يوليو من العام الثالث تربى نباتات الخلفة الثالثة و ذلك بترك فسيلة واحدة بجوار كل نبات كي يصبح بالجورة ستة نباتات... وهكذا. و قد يمتد عمر مزرعة الموز مابين 5 - 8 سنوات, و قد يزيد أو يقل عن ذلك تبعاً للعديد من العوامل.
٭ تغطية السباطات:
تستخدم أكياس البوليثيلين (سمك 30 - 40 ميكروميتر) في تغطية السباطات لتحسين المحصول و جودة الثمار, شكل (2). بعض هذه الأغطية تحوي بعض مبيدات الآفات لتقليل أضرار التربس و العناكب. و وجود الغطاء في حد ذاته يعمل على تخليق مناخ دقيق حول السباطة و يمنع من تلوث الثمار بالغبار و الأتربة و حدوث خدوش نتيجة احتكاك الأوراق بها. كما أن وجود الغطاء يعمل على رفع درجات الحرارة و نسبة الرطوبة حول الثمار و هذا غير مطلوب بالنسبة للمناطق تحت الاستوائية؛ أما في المناطق الاستوائية فتستخدم أكياس مثقبة تسمح بتوفير التهوية. و تجرى عملية التغطية بعد تساقط القنابات, و يجب أن يشمل الغطاء السباطة كاملة حتى 15 سم بعد الكف الأخير. و عادة ما يستخدم البوليثيلين الأزرق وذلك نظراً لأنه يمنع وصول الأشعة فوق البنفسجية للثمار, هذه الأشعة من شأنها تحويل لون الثمار من الأخضر للأصفر حتى قبل اكتمال نمو الثمرة, وهذا غير مرغوب, كما أن وجود الغطاء الأزرق يعمل على حفظ الحرارة حول الثمار و عدم تسربها مما يسرع من اكتمال نمو الثمر و انتظام نموها.
*المحصول وجمع و تداول الثمار:
تبدأ الأصابع في الزيادة في الوزن, كما يتحول شكلها من مضلع إلى مستدير عند عمل قطاع مستعرض بها. و تجمع الثمار التي ستصدر خضراء اللون و عند حوالي 75٪ من اكتمال نموها مع بقاء بعض التضليع, ويكون ذلك بعد 10 - 14 أسبوع من ظهور العنقود الثمري في المناطق الاستوائية و 9 أشهر في المناطق تحت الاستوائية الباردة و التي يكون عندها الإصبع الوسطي في المحيط الخارجي للكف الثاني قد وصل قطره إلى 31 - 41 مم. و تجدر ملاحظة أن الثمار التي تصل لمرحلة اكتمال نمو متقدمة تكون فترة تداولها بعد الجمع قصيرة و أكثر عرضة للفحة الشمس و الانشقاق أو التشقق.
و في الزراعات الصغيرة, يميل الزراع لجمع الثمار عندما تصل الثمار لمرحلة اكتمال نمو أكثر تقدما, مع وجود شيء قليل من التضليع أو حتى بعد استدارة الثمرة تماماً, و من أهم الأدلة المستخدمة لتحديد الوقت الأمثل لجمع الثمار بجانب تغير شكل القطاع المستعرض للثمرة؛ جفاف الأوراق, جفاف الأزهار الخنثى و المذكرة, تغير لون الثمار كمن الأخضر الداكن للأخضر الفاتح و عدد الأيام منذ ظهور العنقود الزهري. هذا و تختلف المدة أو الفترة ما بين ظهور العنقود الزهري و اكتمال نمو الثمار بين 7 و 24 أسبوعاً, و يتوقف ذلك على الصنف, الموسم, المعاملات الزراعية و الظروف البيئية. كذلك تستخدم بعض الدلائل الأخرى مثل, نسبة اللب للقشرة و صلابة الجلد.
و عند الجمع تفصل السباطة من النبات الأم وذلك عن طريق قطعها بسكين حاد مع ترك جزء من الحامل الثمري بطول حوالي 30 - 35 سم (يسمى هذا الجزء بالكرنافة), حتى يتمكن العامل من حمل السباطة؛ كمل يزال الجزء الطرفي من السباطة و الذي يجمل الأزهار الخنثى و المذكرة (يطلق علية اللغلوغ) و لا يترك منه إلا بضع سنتيمترات أسفل الكف المؤنث الأخير. بعد ذلك يقوم العمال بنقل السبائط إلى مكان ظليل جيد التهوية, يطلق عليه بيت التعبئة, كما و قد يتم نقل السبائط آلياً باستخدام نظام السلوك أو السيور المتحركة 'Overhead cable system', شكل (3).
بعد الجمع, وجب حماية السبائط من التعرض لأشعة الشمس المباشرة لدرأ خطر تعرض الثمار للفحة الشمس خلال النقل. بعد ذلك يقوم العمال بفصل الكفوف عن السبائط بواسطة سكين الموز الحادة النصل, بشرط قطع جزء من العزق يتصل بالكف. تنقل الكفوف و تغمر في ماء نظيف و ذلك للتخلص من المادة اللبنية التي تفرز من خلال جزء العزق المقطوع و المتصل بالكف, و للحيلولة بين تزايد أو تراكم جراثيم الفطريات في ماء الغسيل, وجب تغيير الماء باستمرار للعديد من المرات, بل ينصح بإضافة الكلور بنسب معينة لهذا الماء.
ترفع الكفوف من أحواض الغسيل, و في بعض الأحيان تقسم الكفوف إلى أجزاء يحوي كلٍ منها إصبعين, مع استبعاد الأصابع غير الجيدة. توضع الأجزاء المقطوعة في صواني و تمرر تحت صنابير الرش بمحلول مبيد الفطريات أو تغمر مباشرة في هذا المحلول, ثم توضع الصواني على سير ينقلها إلى مكان التعبئة, حيث توزن و تعبأ في عبوات من الكرتون مبطنة بالبلاستيك لحماية الثمار من الأضرار و منع فقد الماء منها. و يجب أن تكون التعبئة محكمة حتى لا تتعرض الثمار للرضوض خلال الشحن. هذا و يختلف حجم عبوات الكرتون و سعتها من 12 - 20 كيلوجرام. وقد تبرد الكراتين حتى درجة 13م° قبل شحنها للأسواق.
و تشحن الثمار الخضراء على درجة 13 - 14م° لتأخير نضجها. و تسبب درجات الحرارة الأقل من ذلك إصابة الثمار بأضرار البرودة و التي تتمثل أعراضها في تحول لون القشرة للرمادي المغبر, نضج غير جيد, ضعف تحول النشا لسكر, نكهة غير جيدة و القابلية العالية للفساد.
هذا و تختلف معايير الجودة القياسية للأسواق, خاصة فيما يتعلق بالثمار المصدرة, مع الوضع في الاعتبار ذوق و متطلبات المستهلك. و تشمل معايير التصدير, خلو الثمار من التشوهات, الحجم المناسب, طول و قطر الإصبع, حجم الجزء الذي يحمل الأصابع و وزن عبوة الكرتون.
و نظراً لأن ثمار موز التحلية تؤكل طازجة وذلك عندما يصل النشا إلى أقل مستوى له و ترتفع نسبة السكر و تتطور النكهة, و من ثم لابد من إنضاجها اصطناعياً؛ أما ثمار موز الطهي و التي تحتوي على مستويات عالية من النشا فهذه عادة ما تستهلك خضراء أو ناضجة ولكن بعد سلقها, تحميرها أو تحميصها.
وتتم خطوات إنضاج موز التحلية المزمع تصديره بواسطة متخصصين و تحت ظروف متحكم فيها وذلك قبل توزيع الثمار ونقلها للأسواق و المستهلكين. و تجدر ملاحظة أنه من الصعوبة بمكان التنبؤ بوقت صلاحية استهلال الثمار إذا ما تركت كي تنضج طبيعياً. ومن ثم كان الإنضاج الاصطناعي أمراً ضرورياً؛ و تحت ظروف الإنضاج المتحكم فيها, يسمح بانسياب غاز الإثيلين - المتولد عن بعض المركبات الكيميائية مثل الإثيفون - من أسطوانات خاصة. و تعامل الثمار بغاز الإثيلين بتركيز 100 جزء بالمليون لمدة 24 ساعة تحت درجات حرارة و رطوبة نسبية متحكم فيها, مع ضرورة توفير التهوية المناسبة لمنع تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون و تزايد نسبته. والتحكم في درجات الحرارة من الأهمية بمكان للسماح بنضج الثمار وفقاً لجدول زمني محدد حتى تصل الثمرة لمرحلة التلون الثالثة قبل التوزيع, وقد وجد أن درجات الحرارة المناسبة تختلف باختلاف الفترة الزمنية, فهي 19م° لمدة 4 أيام إلى 14.5م° لمدة 10 أيام.
* الأصناف:
يمكن وضع الموز الذي تستهلك ثماره داخل عدة مجموعات و تحت مجموعات, وقد قام سيموندزSimmonds ( 1960) بوضع أول مجموعة ثنائية الأساس الكروموسومي M. acuminata و التي أطلق عليها 'Sucrier'. تتصف نباتات هذه المجموعة بأن لون غمد الورقة بني داكن, الأوراق مصفرة اللون وخالية تقريبا من الشمع؛ السباطة صغيرة الحجم و كذلك الثمار, جلد الثمرة رقيق و اللب حلو. أصناف هذه المجموعة ذات أهمية خاصة في منطقة غينيا الجديدة أكثر من أي مكان آخر. ينتمي لهذه المجموعة الكثير من الأصناف التي من أهمها:
إصبع الست 'Lady Finger': ثماره صغيرة الحجم جدا؛ يبلغ ارتفاع النبات حوالي 7٫5 متر؛ الساق الكاذبة أسطوانية الشكل؛ المجموع الجذري كبير الحجم ومن ثم يدعم النبات ضد تأثير الرياح القوية. تحمل السباطة من 10 - 14 كف, يحمل كلٍ منها من 12 - 20 إصبع, يتراوح طول الثمرة بين 10 و 12٫5 سم:؛ الجلد رقيق, لونه أصفر فاتح و اللب حلو. تتحمل النباتات العطش و تقاوم مرض بنما, إلا أنها حساسة للإصابة بمرض تبقع الأوراق 'Sigatoka' سيجاتوكا. من الأصناف المنتشرة بأمريكا اللاتينية, كوينلاند و نيو ساوث ويلز.
و تأتي في المرتبة الثانية المجموعة التي يمثلها أحد أشهر أصناف الموز و أكثرها زراعة وهو:
جروميشيل 'Gros Michel': نشأ ببورما, إندونيسيا, تايلاند و سيريلانكا. وقد أدخل جزر المارتنيك في أوائل القرن التاسع عشر ثم لجامايكا بعد سنوات قليلة, و من هناك أنتقل إلى فيجي, نيكاراجوا, هاواي و أستراليا. النبات كبير الحجم و يصل لإرتفاعات عالية؛ السباطة كبيرة الحجم, طويلة؛ الثمرة كبيرة الحجم, صفراء اللون. كان هذا الصنف يحتل مركز الصدارة في وسط إفريقيا و أمريكا اللاتينية و جزر الكاريبي, ولكنه تراجع نظراً لسهولة إصابة النباتات بمرض بنما. و قد ظهر من هذا الصنف العديد من الطفرات.
و تشمل تحت مجموعة الموز الهندي 'Cavendish' بعض أصناف الموز الهامة مثل:
1 - دوراف كافنديش 'Dwarf Cavendish': أو الكافنديشي المتقزم, يزرع بالصين و في اماكن كثيرة و بجزر الكناري بصفة خاصة, وشرق و جنوب إفريقيا. يتراوح إرتفاع النبات بين 1٫2 - 2٫2م؛ الأوراق ذات أنصال عريضة و أعناق قصيرة. النبات يتحمل أو يقاوم تاثير الرياح؛ الثمرة متوسطة الحجم, جودتها عالية, القشرة رقيقة و من ثم وجب تداول الثمار بعناية.يمكن التعرف على نباتات هذا الصنف بسهولة و ذلك بسبب عدم سقوط القنابات و الأزهار المذكرة.
2 - جاينت كافنديش 'Giant Cavendish': و يسمى أيضا 'Mons Mari, 'Williams', 'Williams Hybrid', or 'Grand Naine', , غير معروف مكان نشأته, يشبه الصنف جرو ميشيل 'Gros Michel' و احتل مكان الصنف السابق بكولومبيا, أستراليا و الكثير من الزراعات بهاواي و إلى حدٍ ما بالإكوادور.من الأصناف التجارية بتايوان. يتراوح ارتفاع النبات بين 2٫7 - 4٫9م, يوجد على الساق الكاذبة بطع بنية سوداء اللون؛ السباطة كبيرة الحجم, إسطوانية؛ الثمرة أكبر حجماً من ثمرة الصنف السابق. تسقط القنابات و الأزهار المذكرة تاركة مسافة بين الثمار و البرعم الطرفي.
3 - الأسباني الأحمر'Red': يأخذ العديد من الأسماء منها 'Red Spanish' 'Red Cuban', 'Colorado'أو 'Lal Kela' , نشأ بالهند و تكثر زراعته هناك. النبات كبير الحجم ,يأخذ حوالي 18 شهراً من الزراعة و حتى جمع المحصول, النبات مقاوم جداً للأمراض؛ الساق الكاذبة, الأعناق, العرق الوسطي للنصل و كذلك قشرة الثمرة جميعها ذات لون أحمر قرمزي, يتحول في حالة الثمرة إلى البرتقالي المصفر عند النضج. السباطة مندمجة و قد تحمل اكثر من 100 ثمرة. الثمرة متوسطة الحجم,القشرة سميكة و اللب ذا نكهة قوية.
٭ الأفات و الأمراض:
تسبب الأمراض و الآفات الحشرية و الحيوانية غير الحشرية الكثير من الأضرار, ومن أهم الأمراض التي تهاجم نباتات الموز مرض السيجاتوكا الأسود الواسع الإنتشار,كذلك يسبب مرض بنما العديد من الأضرار خاصة للأصناف الحساسة مثل الصنف جرو ميشيل. كما أن هناك بعض الأمراض البكتيرية مثل مرض موكو, هذا بالإضافة لبعض الأمراض الفيروسية مثل مرض تورد القمة الذي ينتقل بواسطة حشرات المن, تظهر أعراضه على هيئة بقع خضراء داكنة على عنق و نصل الورقة لا تلبث أن تتصل ببعضها مكونة خطوط أو أشرطة, كما تكون الأوراق الحديثة أصغر حجماً عن الطبيعي و يسهل قصفها أو كسرها, كذلك يظهر اصفرار على حواف الأوراق, و بتطور الإصابة تتجمع الأوراق في قمة النبات على شكل وردة. و لمكافحة المرض, تقلع النباتات المصابة و تحرق كما تعرض الجور لأشعة الشمس و تطهر بالجير, كما و يجب مكافحة حشرة المن الناقلة للمرض.
كما تصاب النباتات بمرض التبرقش وهو مرض فيروسي آخر, تظهر الإصابة على صورة مساحات صفراء اللون على الأوراق الموجودة بقلب النبات, تتحول للون البني ثم تجف تلك المساحات و تصير الورقة سهلة الكسر وقد تموت القمة النامية أو قد تظل قصيرة و لا يثمر النبات. ولمكافحة هذا المرض ينصح بعدم زراعة الخضروات بين نباتات الموز.
و هناك مرض عفن طرف السيجار الذي يصيب الثمار الصغيرة, حيث تبدأ الإصابة بظهور حلقة سوداء اللون غير ظاهرة على طرف الثمرة من الناحية الزهرية و التي تظل عالقة بها دون أن تسقط في أغلب الأحوال. هذه الحلقة السوداء تكبر و تمتد و يتحول لون الأنسجة السوداء إلى الرمادي يشبه لون طرف السيجار المشتعل, و بتقدم الإصابة ينتشر الفطر على باقي أجزاء الثمرة و يتحول لونها للأسود كما تتحول الثمرة بأكملها لكتلة سوداء اللون جافة. و تجدر ملاحظة أن زيادة الرطوبة تشجع من انتشار المرض. و عادة ما يتم العلاج بإزالة الأجزاء الزهرية الملتصقة بالثمرة.<