شجرة التماريللو 'tamarillo' أو شجرة الطماطم 'tree tomato'
أ.د. عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - جمهورية مصر العربية
المنشأ و مناطق الزراعة:
الموطن الأصلي لأشجار التماريللو هي مناطق الإنديز بالإكوادور, كولومبيا, بيرو, شيلي و بوليفيا, و حالياً تزرع الأشجار في الحدائق و البساتين الصغيرة للإنتاج المحلي, و أصبحت تُعد واحدة من أشهر الثمار في تلك المناطق. و هناك مساحات أخرى تتبع المناطق تحت الاستوائية تزرع بها أشجار التماريللو مثل رواندا, جنوب أفريقيا, بعض مناطق الهند, نيبال, هونج كونج, الصين, الولايات المتحدة , أستراليا و نيوزيلاند. كذلك نجحت زراعة الأشجار في الأراضي المرتفعة في ماليزيا, الفلبين و بورتوريكو, و في المناطق الحارة الاستوائية المنخفضة, تعطي الأشجار ثماراً صغيرة الحجم , كما يندر عقد الثمار. و قبل حلول عام 1967, كانت تعرف النباتات باسم شجرة الطماطم "tree tomato".
الاستخدامات:
يمكن استخدام الثمار في عمل الكومبوت, و إضافتها إلى الصلصات و الكاري, كما تدخل في عمل الحلويات و فطيرة التفاح.
يمكن إضافة Tamarillos كنكهة تخمر ثانوية لشاي Kombucha ذا الطعم اللاذع و منعش. جيث يتم هرس الثمرة مع خلط 3 ثمار إلى 1 لتر من كومبوتشا ، ومع ذلك يجب الحرص على عدم السماح للكثير من غاز ثاني أكسيد الكربون بالتراكم في زجاجات مغلقة أثناء التخمر الثانوي. يمكن لمحتوى سكر الثمار الطازج المضافة إلى Kombucha من إنتاج سريع لثاني أكسيد الكربون في التخمر الثانوي خلال 48-72 ساعة فقط.
و في كولومبيا, الإكوادور, بنما و أجزاء من إندونيسيا , عادة ما يتم خلط الثمار بالماء و السكر لعمل العصير. و في نيبال, تستخدم الثمار في عمل المخلل خلال أشهر الخريف و الشتاء و كذلك الحال في بعض مناطق الهند, و في كولومبيا تخلط الثمار مع الفلفل الحار لعمل صلصة حارة تستهلك مع الأطباق و الوجبات المحلية, تسمي الصلصة ‘aji'التي تستخدم مع جميع الوجبات.
لب الثمرة ذاع طعم لاذع و درجات مختلفة من الحلاوة و ذا طعم يمكن أن يضاهي طعم ثمار الكيوي فروت, الطماطم, الجوافة أو الباشون فروت, الجلد و اللب المجاور له ذا طعم مر و عادة لا يؤكل طازج. و تفضل الأسواق الأوروبية استيراد الطرز الحمراء و القرمزية على الرغم من أن ثمارها أكثر حموضة, إلا أن لونها مفضل لدى تلك الدول.
أما فيما يتعلق بالاستخدامات التصنيعية, الثمرة غنية جداً بالبيكتينات التي تتصف بخواص المواد الحافظة, غير أنها تتأكسد و تفقد لونها إذا لم تعامل, غير أن الطرز الصفراء أكثر ملائمة للاستخدامات التصنيعية.
التلقيح و الإخصاب:
يمكن للشجرة أن تعقد ثماراً دون الحاجة إلى التلقيح الخلطي, غير أن الأزهار ذات رائحة عطرية تعمل على جذب الحشرات, و يبدو أن التلقيح الخلطي يحسن من عقد الثمار. يمكن حدوث تهجين بين أشجار التماريللو ' Tamarillos' مع العديد من النباتات التابعة للعائلة ' Solanaceae', غير أن ثمار الهجن الناتجة تكون عقيمة و غير صالحة للأكل في بعض الحالات.
المناخ الملائم و التربة المناسبة:
تفضل الشجرة المناخ الشبه استوائي عن المناخ الاستوائي, الذي يتراوح به معدل هطول الأمطار السنوي بين 600 - 400 مل, و متوسط درجة حرارة سنوية بين 15º و 20º م, غير أن الشجرة يمكنها تحمل البرد ( أقل من - 2º م) و تحمل جهد العطش. يفترض أن عقد الثمار يتأثر بدرجات الحرارة الليلية, و تجدر ملاحظة أن المناطق التي تزرع بها الموالح تناسب أيضاً زراعة أشجار التماريللو مثل مناخ البحر المتوسط . تنمو الأشجار بصورة أفضل في التربة الخفيفة, العميقة و الخصبة, و مع ذلك يفضل التربة المسامية حيث أن النباتات لا تتحمل الغمر بالمياه, و تنمو النباتات بصورة طبيعية في الأراضي التي تتراوح بها قيمة pH بين 5 حتى 8.5.
التكاثر:
يمكن إكثار النباتات بواسطة البذور و العقل, غير أن النباتات الناتجة عن البذور عادة ما تكون قائمة النمو و كثيرة التفريع, في حين أن النباتات الناتجة عن طريق العقل تعطي نباتات أقصر (شجيرات قصيرة) و أفرع منخفضة متدلية. تجب ملاحظة أن الأشجار الناتجة عن البذور لا تمثل الصنف, إلا إذا اتخذت الاحتياطات في انتقاء البذور من الثمار الحمراء ذات اللب الأسود أو الثمار الصفراء ذات اللب الأصفر, هذه البذور قد تمثل لحد ما الصنف المأخوذة منه. و تجدر معرفة أن إكثار النباتات بواسطة البذور, تُعد الطريقة السهلة و النموذجية في حالة الظروف البيئية المحمية, و مع ذلك فإنه في حالة البساتين التي تضم أشجار العديد من الأصناف, سوف يحدث التلقيح الخلطي و من ثم تختلف صفات الصنف. و يمكن من إسراع عملية إنبات البذور و ذلك بغسلها و تجفيفها ثم وضعها في مجمد لمدة 24 ساعة قبل زراعتها. و في حالة العقل, تجهز العقلة من خشب عمره 1 - 2 سنة, و بسمك 0.83 سم إلى 2.5 سم و بطول 45 - 75 سم. تزال الأوراق ثم تقطع من قاعدتها تحت برعم مباشرة, كما يمكن زراعة العقل في الأرض المستديمة مباشرة مع عدم السماح للنباتات بالإثمار في أول عام. و لابد للنباتات الناتجة من العقل أن تبقى بالمشتل حتى يبلغ ارتفاعها بين 0.5 - 1.0 متر.
الزراعة (الموقع):
الشجرة صغيرة الحجم و جذابة بدرجة كافية لتناسب زراعتها في أي جزء من الحديقة المنزلية, طالما كان الموقع جيد الصرف, كما تعطي الشجرة أفضل نمو تحت ضوء الشمس الكامل, باستثناء حالات الحرارة المرتفعة و الجفاف, التي يصبح فيها التظليل الجزئي أمراً مفضلاً, كما يستلزم الأمر حماية الأشجار من الرياح القوية.
و تتوقف مسافات غرس الأشجار على النظام المتبع في الزراعة, ففي نيوزيلاند و مع إتباع نظم الإنتاج الميكانيكية, تزرع الأشجار في صفوف فردية بحيث تكون المسافة بين الشجرة و الأخرى حوالي 1 - 1.5 متر و حوالي 4.5 - 5.0 متر بين الصف و الآخر. و في حالة المناطق التي تتبع الزراعة التقليدية, تزداد كثافة الأشجار في وحدة المساحة, و ترجع إستراتيجية الزراعات الكثيفة لحماية الأشجار من الرياح, و في حالة الأراضي الرديئة الصرف تزرع الأشجار على خطوط.
الري:
من أجل الإنتاج الأمثل و المستقر, لابد من مد الأشجار باحتياجاتها من الماء و المغذيات عند الحاجة. و تحتاج النباتات لمدد مائي مستمر و ذلك نظراً لمجموعها الجذري الضحل, و من ثم فإن تعرض النباتات لجهد العطش تكون نتيجته نقص النمو, نقص حجم الثمار و نقص الإنتاجية.
يوضح الشكل: 1 - شكل الشجرة, 2 - الأوراق, 3 - الثمار الحمراء, 4 - الثمار البرتقالية, 5 - الثمار الصفراء و 6 - قطع طولي و آخر مستعرض في الثمرة.
التسميد:
معدل السماد الموصي به هو أن يضاف لكل هكتار 170 كيلوجرام نيتروجين, 45 كيلوجرام فسفور, 130 - 190 بوتاسيوم و ذلك في حالة نظام الزراعات الكثيفة المتبعة في نيوزيلاند. يضاف الفسفور و البوتاسيوم في بداية الموسم, أما إضافة النيتروجين فتوزع على مدار العام. و في بعض المناطق يوصى بإضافة السماد المركب (NPK) بمعدل 0.27 - 0.91 كيلوجرام / شجرة, على أن يضاف نصف الكمية في أول الربيع و يضاف النصف الآخر في منتصف الصيف, كما أنه من المفيد أيضاً إضافة السوبرفسفات في أواخر الشتاء مرة كل ثاني عام و ذلك بمعدل 0.27 كيلوجرام / شجرة.
التقليم:
يمكن أن يساعد التقليم في التحكم في حجم الثمار, حجم النبات, مواعيد جمع الثمار و تسهيل عملية الجمع. فقطع قمم النباتات الصغيرة يؤدي إلى الحصول على ارتفاع مرغوب للفرع, و بمجرد أن تأخذ الشجرة الشكل المناسب, يقتصر التقليم على إزالة الخشب الكبير أو الميت و كذلك الأفرع التي حملت (أثمرت) سابقاً , حيث أن تلك الأفرع التي أثمرت سابقاً سوف تنتج ثماراً صغيرة الحجم و قليلة الجودة في العام التالي. و تجب ملاحظة أن التقليم الخفيف ينتج عنه ثماراً ذات حجم متوسط, في حين أن التقليم الشديد ينتج عنه ثماراً ذات حجم كبير. كما أنه لابد من إزالة الأفرخ القاعدية. في حالة نمو النباتات داخل الصوب, فإن التقليم يمنع النمو الخضري الكثيف. و عند بلوغ الشجرة ارتفاع 1 - 1.5 متر, فإنه من الحكمة قطع الجذور من جانب واحد و إمالة الشجرة في اتجاه الجانب المقابل (في اتجاه الشمس و بزاوية 30 - 45 درجة) , هذه المعاملة تسمح بنمو الأفرع الثمرية على طول الجذع بدلاً من خروجها على قمة الجذع فقط.
التغطية:
نظراً لحساسية النباتات لجهد العطش (نقص الماء), وجد أن تغطية التربة تعمل على احتفاظها بمحتواها الرطوبي, كما أنها تقلل من نمو الحشائش, حيث أنه من الصعب عزق أو حرث التربة للتخلص من الحشائش وذلك نظراً لحساسية الجذور الضحلة.
حماية النباتات:
لابد من حماية النباتات من أخطار الرياح, حيث أن المجموع الجذري الضحل (السطحي) لا يقدم الحماية و الثبات اللازمين للنباتات, كما أن الأفرع الجانبية هشة و قابلة للكسر بسهولة خاصة عندما تحمل الكثير من الثمار.
جمع الثمار:
لا تنضج جميع الثمار في وقت واحد, و من ثم كان من الضروري جمع الثمار عدة مرات. و في المناخ الذي يحدث به تغيرات سنوية بسيطة, يمكن للشجرة أن تزهر و تعقد ثماراً خلال العام. و في نيوزيلاند الذي يتصف مناخها بمواسم واضحة تنضج الثمار في الخريف. و جمع الثمار غير المكتملة النمو و معاملتها بالإثيلين لإنضاجها في غرف متحكم في جوها يعد أمراً ممكناً مع حدوث أقل نقص في جودتها يعد أمراً ممكناً. و كما هو معروف أن الأفرع الجانبية غضة يمكن كسرها بسهولة عند حملها للكثير من الثمار, من ثم فإن جمع الثمار قبل اكتمال نموها يساعد في تقليل هذا الخطر و يسمح بتخزين الثمار لمدة تتعدى 20 يوماً على درجة حرارة الغرفة. بصفة عامة تكون الثمار صالحة للجمع عند ظهور اللون الأصفر أو الأحمر عليها تبعاً للصنف. تجمع الثمار و ذلك عن طريق سحب الثمرة من الشجرة باستخدام الأصابع مع ترك العنق متصل بالثمرة. و يمكن تخزين الثمار في غرف مبردة لمدة تتعدى 10 أسابيع, مع ملاحظة أن انخفاض درجة الحرارة عن 3.3º م تسبب تشوه لون الجلد.
الشجرة سريعة النمو جداً و قادرة على حمل الثمار بعد 1.5 - 2 سنة من زراعتها. النبات غير حساس لطول النهار. لا تنضج الثمار بتناغم مرة واحدة, إلا إذا أجري تقليمها. يمكن للشجرة الواحدة حمل حوالي 20 كيلوجرام من الثمار في العام (15 - 17 طن / هكتار).
الأصناف:
1. الإكوادوري البرتقالي: الثمرة متوسطة الحجم, برتقالية اللون, حجمها أكبر من بيضة الدجاجة, لون اللب برتقالي فاتح, قوامه كريمي, أقل حموضة من لب الصنف روبي رد, اللب ممتاز للاستهلاك الطازج, كما يصلح لأغراض الطهي.
2. جولدماين: صنف فاخر نشأ في نيوزيلاند, الثمرة كبيرة الحجم جداً, لون الثمرة ذهبي - أصفر. اللب ذهبي اللون ذا نكهة قوية, غير حامضي و ذا جودة أكلية عالية.
3. إينكا جولد: أحد الأصناف الصفراء الثمار, يقال أن الثمار أقل حموضة عن ثمار الطرز الحمراء, يقال أنه عند طهي الثمار, تبدو رائحتها تشبه نكهة المشمش.
4. أوراتيا رد: أحد الأصناف الحمراء ذا الثمار الكبيرة الحجم, الثمرة بيضية إلى كروية الشكل, اللب ذا طعم حامضي حاد, تصلح الثمار للأكل الطازج, كما أنها ممتازة لعمل المربى و للحفظ.
5. روزامير: الثمرة كبيرة الحجم بشكل غير طبيعي, وزنها يتعدى 84 جرام, لون الجلد أحمر زاهي. تنضج الثمار بداية من ديسمبر و حتى أبريل, لذيذة للاستهلاك الطازج. النبات قوي و غزير الحمل. نشأ هذا الصنف في سان رفايل بكاليفورنيا.
6. روبي رد: الثمرة كبيرة الحجم, لونها أحمر براق. اللب لونه أحمر داكن, مز و ذا نكهة عالية, يمكن أكل الثمار طازجة, غير أنها جيدة جداً في أغراض الطهي. إذا سمح للثمار أن تنضج بعد جمعها لمدة 1 - 3 أسابيع, يصير اللب قليل الحموضة. يعد من الأصناف الرئيسية الصالحة للتصدير في نيوزيلاند.
7. صوليد جولد: الثمرة كبيرة الحجم و ذات شكل بيضاوي. لون الجلد أخضر - برتقالي. اللب طري و أقل حموضة عن لب الصنف أوراتيا رد, جيدة جداً للاستهلاك الطازج, كما أنها ذات جودة مقبولة للطهي.
8. الأصفر: حجم الثمرة و شكلها أكبر من ثمرة البرقوق. اللب أصفر اللون, نكهته أفضل من نكهة لب ثمار الطرز الحمراء. يعد الطراز الأصفر الأقدم زراعة في نيوزيلاند.
الآفات و الأمراض:
على الرغم من اعتبار النباتات مقاومة للآفات بصفة عامة, إلا أنها أحياناً ما تهاجم ببعض الآفات مثل المن الأخضر و ذبابة الفاكهة التي تهاجم الثمار في بعض المناطق و تشكل أحد المشاكل, كما تمثل الديدان الثعبانية (النيماتودا) مشكلة أخرى. و من أهم الأمراض التي تصيب النباتات, البياض الدقيقي و الذي ربما يتسبب في سقوط خطير للأوراق إذا لم يقاوم, كذلك لوحظ أن النباتات مقاومة لفيروس تبرقش أوراق الدخان, غير أنها حساسة لفيروس تبرقش الخيار و البطاطس. و مرض الموت الخلفي - غير معروف الأصل - يعد في بعض الأوقات مميت للأزهار, العنقود الثمري, الأفرخ و النموات الحديثة, كذلك يجب ملاحظة النباتات المنزرعة في أواني خاصة و المنزرعة بالداخل حيث أنها يمكن أن تصاب ببعض الآفات المنزلية مثل البق الدقيقي, الحشرات القشرية القطنية و الذبابة البيضاء.
المصادر:
Facciola, Stephen. Cornucopia: a Source Book of Edible Plants. Kampong Publications, 1990. 204-208.
Heiser, Charles B. Jr. The Fascinating World of the Nightshades. Dover Publications, 1987. Republication of 1969 edition. pp. 111-115.
Hume, E. P.; Winters, H. F. 1949. "The "Palo de Tomate" or Tree Tomato". Economic Botany. 3 (3): 140-142.
Morton, Julia F. Fruits of Warm Climates. Creative Resources Systems, Inc. 1987. pp. 437-440.
National Research Council .1989. Lost Crops of the Incas. Washington D.C.: National Academy Press. pp. 307-316.
Ortho Books. All About Citrus and Subtropical Fruits. Chevron Chemical Co. 1985. pp. 70-71.
Prohens, J.; Ruiz, J.J.; Nuez, F. 1996. "Advancing the Tamarillo Harvest by Induced Postharvest Ripening". HortScience. 31 (1): 109-111.
Prohens, Jaime; Nuez, Fernando .2001. "The Tamarillo (Cyphomandra betacea): A Review of a Promising Small Fruit Crop". Small Fruits Review. 1 (2): 43-68.