كنت قد ختمت المقالين السابقين بسؤال:- ما الذى دفع عمر إلى هذا كله؟!! والإجابة هى :الإعتزاز بالعقيدة،الذى قد غاب عن كثير منا فى هذه الآونة مع أننا لا ينصلح لنا حال فى دنيا ولا آخرة إلا به ولذلك نرى أنفسنا متخبطين فى ظلمات بعضها فوق بعضها إذا أخرج أحدنا يده لم يكد يرها إلا من جعل له الله نوراً،بل والأدهى والأمر من ذلك إذا سألت أحد الناس عن معنى هذه الكلمة تجد أن أكثرهم لا يعرف لها معنى أصلاً حتى يعمل بمقتضاه وقد يكون هذا الشخص المسئول يعد من المثقفين، ولذلك كان من الواجب علينا أن نبين معناها حتى يعرض كل منا نفسه على هذا المعنى ويرى هل نستحق التقدم والرقى أم لا ؟
فمعنى الإعتزاز هو : الإفتخار ، والعقيدة :هى ما يعتقده الإنسان ويؤمن به تمام الإيمان ،فهى مأخوذة من العقدة وكأن القلب يعقد عليها ويربط ، ولكن إذا كان المعنى هذا فكيف يتحقق الإعتزاز ؟ !
الإجابة قد تكون سهلة فى النطق والتعبير ولكنها ولكنها صعبة التطبيق تماماً إلا على من يسرها الله له فكل شئ عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ،فهذا الإعتزاز لا يتحقق إلا بالعمل لهل والتفانى من أجلها والتبيين للناس أنها السفينة التى من ركبها نجى من الطوفان ،ومن لم يركبها كان كابن نوح،وليكن لنا فى رسول الله أسوة حسنة فهو رافع لواء الإعتزاز صلى الله عليه وسلم ،فنرى كبار القوم يعرضون عليه إن أراد ملكاً ملكوه عليهم إن أراد مالأ أعطوه إن أراد نساءاً زوجوه أجمل نساءهم ،ولكن رسول الله لم يرد شيئا من هذا ولكنه أراد رفعة دينه فيرضى عنه ربه وتسعد به الدنيا ومن فيها فقال لعمه (والله يا عم لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الدين فلن أتركه حتى يظهره الله أو أهلك دونه) فنصره ربه ،ونرى عيسى عليه السلام متكلماً فى مهده قائلا بكل عزة وافتخار ( قال إنى عبد الله آتانى الكتاب وجعلنى نبياً وجعلنى مباركاً أينما كنت وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ًوبراً بوالدتى ولم يجعلنى جباراً عصياً والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً )قرآن كريم سورة مريم من الآية 33:30.
فما الذى دفع محمد وعيسى عليهما السلام إلى هذا إلا لاعتزاز والإفتخار بعقيدتهم.
فليجعل كل منا هذا الأمر نصب عينه ويقول لنفسه رفعة عقيدتى أهم شئ فى حياتى فهيا نعمل من أجلها.
محبكم فى الله :محمد جابر دلّول
ساحة النقاش