أساليب معاملة الطفل الكفيف
يحتاج الطفل إلى التدريب على مجموعة مترابطة من الحركات داخل المنزل كما يحتاج إلى التشجيع على ممارسة هذه الحركات خارج المنزل .
ويحتاج كل الأطفال الصغار إلى تدريب بسيط فى تناول طعامعم ، أما طفلك فسيحتاج الكثير منه ، وعند البدء فى تعليمه كيفية إستعمال الفنجان أو الكوب أو الملعقة ، ضعى يده عليها وساعديه على حملها فى فمه ، كررى ذلك كثيراً حتى يصبح هذا العمل تلقائياً ، قدمى الطعام للطفل فى وعاء له حواف أو فى (سلطانية) حتى يتجنب سكبه، وإحذرى من توبيخه إذا سكب الطعام أو بعضه .
دربى طفلك من وقت مبكر على إرتدائه لملابسه ، إبدأى معه بأسهل خطوة ، وهو رفع جوربه وعن طريق حاسة اللمس وتوجيه يديه ومصاحبة ذلك بوصف بسيط لطريقة إرتداء الملابس يقال له مثلاً "هكذا يلبس القميص ، هذا هو ذيل القميص ، يوضع هكذا فوق رأسك ثم ينزلق هكذا" .
اغرسى فى نفسيه الطفل الرغبة فى مساعدة نفسه عن طريق تعريفه بأنه يسعدك إذا فعل ذلك ، فالقيمة الإنفعالية للشعور بأن الفرد يسهم فى عمل ما ، ذات قيمة كبيرة لأولئك الذين يعتمدون على غيرهم فى نواح متعددة .
كما أن هناك فائدة عملية بجانب عملية الأداء نفسها وهى التحكم فى العمليات المعقدة مثل غلق وفتح الأزرار ، حيث تساعد على تنمية عضلات الأصابع الدقيقة التى سيكون فى حاجة لها مستقبلاً فى القراءة بطريقة برايل وفى إستعمال الآلة الكاتبة .
ويلعب الصوت دوراً حيوياً بالنسبة للأطفال المكفوفين ، فهو وسيلتهم الوحيدة للإتصال ، فهم لا يستطيعون الإستجابة لتعبيـرات الوجه أو حركات اليد من بعد .
من هنا تأتى أهمية أن تكون نغمة صوتك مرحة ومعبرة عما ترغبى فى الإفتصاح عنه ، ومن المهم أن تقدمى للطفل بعض الأغنيات والأصوات الجميلة للمقرئين للقرآن الكريم ، وإذا مارست الغناء فلن يشعر بالسرور فحسب بل سيشعر أيضاً بأنه قادر على أن يسهم بشئ يتعاون فيه مع والدته ووالده ، ومن أسباب تفضيل الموسيقى أن النغم يؤكد التناسق ويشعره بالأمن تبعاً لذلك وما يترتب على ذلك من توكيد الذات .
تحدثى مع طفلك منذ وقت مبكر فطفلك يعتمد كثيراً على الكلمات لأنها إحدى الوسائل الهامة لتعلم ما لا يراه، علميه كيف يتوجه إلى المصدر الذى يأتى من الأصوات التى يسمعها، وكونى عينيه عن طريق وصفك لأشياء يفهمها ويلمسها ويحسها ويشمها ويسمعها، علميه كيفية تركيب الألفاظ والأشياء لكى يحصل على ما نحصل عليه نحن بالبصر ، وبقدر إستطاعتك على توضيح هذه الإرتباطات سوف تتسع مدارك الطفل ويكون أكثر تحرراً من القلق .
لا تضجرى أو تتهربى من الإجابة على أسئلته لأنه يجب أن يسألل لكى يتعلم أكثر مما يصنع الطفل المبصر ، فإذا أردت أن يفعل شيئاً أو إذا أرسلته لإحضار شئ ، وضحى له ذلك بطريقة مبسطة وبالتفصيل بقدر المستطاع: "روح دلوقتى يا حبيى واغسل يديك وافتكر أن فوطتك متعلقة على يمين الحوض" أو "يا ترى تقدر تجيب لى الشنطة بتاعتـى اللى محطوطة على الترابيزة الصغيرة اللى بعد الكنبة الكبيرة" ... وهكــــذا .
اقرأى له كبى تنمى قدرته اللغوية وتوسعى أفقه، وتفضل الكتب الواقعية التى تمده بمعلومات عن طبيعة الأشياء ، يسرى له فرصة الإستماع إلى بعض التسجيلات الغنائية المناسبة لصغار الأطفال ، ويسرى له فرصة الإستماع إلى الراديو دون إفراط ، اصطحبيه إلى مختلف الأماكن واجعلى هذا التنقل جزءاً من تربيته، واشرحى له أو لا ما يتوقع أن يجده .
ويسرى له فرصة إكتساب خبراته عن طريق العمل ، فقد يمكنـك أن توجهـى يـده إلى زر جرس الباب عند زيارتـك لأحد الأقارب أو عند قدومك لمنزلك .
ومحل الفاكهة مكان آخر يمكنك إستغلاله فى التعلم ، اطلبى منه أن ينتقى البرتقال أو الخوخ وعندئذ سيتعرف على شكلهـا ورائحتها ويحس بها.
* * * * * *
المعوقــون بصريـــاً
المعوقون بصرياً مصطلح عام يشير إلى درجات متفاوتة من الفقدان البصرى ، تتراوح بين حالات العمى الكلى ممن لا يملكون الإحساس بالضوء ولا يرون شيئاً على الإطلاق ، ويتعين عليهم الإعتماد كلية على حواسهم الأخرى فى حياتهم اليومية ونعلمهم ... وحالات الإعاقة أو الإبصار الجزئى التى تتفاوت مقدرات أصحابها على التمييز البصرى للأشياء المرئية ، ويمكنهم الإفادة من بقايا بصرهم مهما كانت درجاتها فى التوجه والحركة ، وعمليات التعلم المدرسى سواء بإستخدام المعينات البصرية أم بدونها .
ساحة النقاش