من الممكن تعريف الإعاقة بأنها الحالة التي تمنع " الكائن " من القيام بوظائفه الطبيعية كلياً أو جزئياً .
ومن الممكن أيضا تعريفها بطريقة أخرى بان نقول بأنها الحالة التي تمنع عضوا أو جهازا أو أكثر ، أو جزءا من عضو أو جهازا من أعضاء ، أو أجهزة الكائن ، من القيام بوظيفته جزئياً أو كلياً .
وإذا كان هذا التعريف المتقدم ، الذي أشرنا إليه ، يعتبر تعريفا شاملا ، أو شبه شامل ، ينطبق على اي كائن ، سواء كان كائنا حيا أو غير حي ، وسواء كان هذا الكائن نباتا أو حيوانا أو إنسانا .
إلا أن إهتمام هذا المؤتمر يدور حول الحد من الإعاقة في " الإنسان " .
الحد من الإعاقة في " الإنسان " موضوع واسع كبير متشعب ، يشمل الإنسان منذ ولادته – بل قبل ولادته – إلى نهاية الحياة .
وهو يشمله طفلا ، وصبيا ويافعا ورجلا مكتملا سواء كان كاهلا أو شيخا ، ويشمله أيضا سواء كان رجلا أو إمرأة ، وسواء كان يعمل أو لا يعمل ، وسواء كان قوة " منتجة " قد تم تكوينها ، أم قوة لم تتكون بعد ، وإنما في طريقها للتكوين .. أو تكونت فعلا ، وأتمت مهمتها ، وأدت رسالتها ، وانتهى بها المطاف .
والحد من الإعاقة في كل مرحلة من هذه المراحل الإنسانية ، له وسائله وله طرقه وله أساليبه ...
وفي هذه الورقة ، فسـوف يكون إهتمامنا مقصورا على موضوع الحد من الإعاقة في الإنسان العامل – صاحب المهنة ...
أي أن موضوع هذه الورقة سوف يكون : " الحد من الإعاقة المهنية " .
الحد من الإعاقة المهنية
والعلم الذي يهتم بموضوع " الحد من الإعاقة المهنية " – تم الإتفاق على أن يسمى " السلامة والصحة المهنية " “Occupational Safety and Health “ .
هذا العلم يهتم " بوقاية العامل المنتج من أي ضرر أو خطر قد يعوقه جزئيا أو كليا عن الإنتاج " .
أي أن هذا العلم هدفه ليس فقد " الحد من الإعاقة " ولكن هدفه المثالي هو " منع الإعاقة أصلا " .
• أكرر – " منع الإعاقة " .
منع الإعاقة ؟
كيف يتم ذلك ؟
إن الوسلية الوحيدة التي تملكها " السلامة المهنية " لمنع الإعاقة هي الوقاية : حيث الوقاية هنا ليست فقط خيرا من العلاج – بل إن الوقاية هنا محتمة حيث أن بعض أمراض المهنة لا علاج لها .
ذلك لأن الإعاقة بالنسبة للمشتغلين بالمهنة تحدث نتيجة للأسباب الآتية :
أسباب الإعاقة المهنية :
تعود الأسباب الرئيسية للإعاقة المهنية إلى ما يأتي :
1- الحوادث والإصابات المهنية .
2- الأمراض المهنية .
1- الحوادث والإصابات المهنية :
ثبت من الإحصاءات أن الإعاقة الناتجة عن حوادث وإصابات العمل أكثر من الإصابات التي تؤدي إلى الإعاقة بسبب الحرب خلال نفس الفترة من الزمن .
والحوادث قد تقع بسبب ظروف غير مأمونة Unsafe Conditions أو تصرفات غير مأمونة Unsafe Actions .
وهذه الإصابات قد تكون طفيفة ، وقد تكون شديدة تؤدي إلى عجـز جزئي أو كلي ، ومن ثم إلى إعاقة – واحيانا تكون قاتلة .
2- الأمراض المهنية :
الأمراض المهنية هي الأمراض التي تحدث للعامل بسبب تعرضه لبعض الأخطار المحتملة لبعض المهن ...
فمثلا عمال بعض المناجم قد يتعرضون لغبار مادة السيليكا الحرة ، وهذا قد يؤدي بمضي الوقت إلى مرض السيليكوزوس أو التحجر الرئوي ... وهذا المرض ليس له علاج . وقد يؤدي إلى عجز جزئي أو كلي وبالتالي إعاقة جزئية أو كاملة .
ومثل آخر ، بعض العمال الذين يعملون في مادة الأسبستوس أو يتعرضون للإشعاعات المؤنية .. الأمر الذي يعرضهم للإصابة بمرض السرطان المهني – وهذا المرض – مرة اخرى ليس له علاج – وقد يؤدي – بل حتما يؤدي – إلى عجز جزئي أو كل وبالتالي إلى إعاقة جزئية أو كلية ، بل قد يكون قاتلا ...
وهذه الأمراض المهنية مذكورة بالتفصيل والتحديد في جدول الأمراض المهنية الملحق بقانون التأمينات الإجتماعية وعددها 29 مرضا على سبيل التحديد ...
وسائل منع الإعاقة أو الحد منها :
تهدف وسائل منع الإعاقة أو الحد منها إلى حماية العامل ووقايته من مخاطر الحوادث والإصابات والأمراض المهنية ، وهذه الوسائل تتلخص في طرق رئيسية ثلاث :
أ) الوسائل الهندسية والتخطيطية :
من حيث إختيار موقع العمل Site selection
وحسن تصميم مكان العمل ، وتوفير الإضاءة والتهوية والحرارة المناسبة – وتهيئة جميع الظروف المأمونة للعمل ...
ب) الوسائل الصحية والطبية :
وتتلخص في
1. الفحص الطبي الإبتدائي Perimary .
2. والفحص الطبي الجوري Periodical .
ويهدف الفحص الإبتدائي إلى وضع العامل المناسب في المكان المناسب .
ويهدف الفحص الدوري إلى الإكتشاف المبكر للأمراض المهنية .. قبل إستفحال المرض .
ج) الوسائل الشخصية :
مثل إستعمال طرق ووسائل الوقاية الشخصية والإستعمال الصحيح لمهمات وأدوات وملابس الوثاية ..
ساحة النقاش