وهي ظاهرة تنتشر إنتشاراً واسعا منذ قديم الزمن في نسبة كبيرة من مجتمعات العالم العربي وخاصة بين البدو وسكان الريف – ويتضح بشكل خاص في المجتمعات القبيلية والعشائرية في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي - وتتشابك في تشكيل هذه الظاهرة عديد من الظروفالإجتماعية والإقتصادية والإعتبارات الدينية والطائفية والأخلاقية وما يرتبط بها عادات وتقاليد انعكست على سلوك الأفراد وقراراتهم بالنسبة لإختيار شريك الحياة تفضيلا لذوي القربى من أبناء العم والعمة والخال والخالة وصلات القربى الديدة على مستوى أنساب الزوجين .
ولم يحد من إستمرارية وإنتشار تلك العادات والممارسات ما أكد الواقع نتائجه من تكرار حدوث حالات الإعاقة الجسمية والعقلية في تلك الأسر التي تتمسك بهذه الممارسات ورغم ما اثبتته البحوث من وجود العلاقة الترابطية بين زواج الأقارب وحالات الإعاقة من التخلف العقلي والصمم وكف البصر والتشوهات والشلل المخي وغيرها من أشكال الإعاقة ... تلك الحقيقة التي لم تخف على أقطاب الإسلام بدءا من الرسول عليه الصلاة والسلام الذي أكدته أحاديثه الشريفة ومنها " إغتربوا ولا تضووا " وحديث آخر " لا تزوجوا القرابة القريبة فإن الولد يأتي ضاوياً " .
ساحة النقاش