COLORS OF LIFE

أنا من حراء قبست نور عقيدتي،، وعرفت منهاجي بدار الأرقم..

في خضم الأحداث السياسية العربية، والأحوال العالمية المضطربة نلحظ وسط الأحداث قضية مهمة تتكرر دون أن نشعر بها ربما، وهي قضية "انعدام ثقة الشعوب بقادتها"، ففي حين أجبر التونسيون –بن علي- على الفرار تاركا البلاد، نرى المصريين يحاولون تكرار نفس الحدث، ويطالبون بإقالة الحكومة، وهم يرون ربما أن –مبارك- لن يستطيع إكمال مسيرته، فهو قد انتبه أخيرا عقب الاحتجاجات أنه لم يعين نائبا له منذ 30عاما من توليه، لكن الشارع يدلي بأقوال تنفي تصديقه لمبارك بعد محاولات فاشلة لإعادة البلاد إلى سابق عهدها، فقد أصبح الشارع يحكم نفسه بنفسه وهو يحاول الإثبات لمبارك، ونائبه، وهذا الذي كلف بإعادة تشكيل الحكومة أنهم باتوا مسنين لا يستطيعون الإمساك بزمام الحكم بعد الآن!
وفي السودان بات الوضع غريبا بعض الشيء فقبائل الجنوب تختار الانفصال حلا لمشكلاتها، في حين لا يرغب أكثر أهالي المناطق الأخرى بالانفصال حتى لا تنقسم البلاد، ويتناحر أهلها، فهم يدركون أن تلك التضحيات التي قدمها آباؤهم لا تستحق الشتات والفرقة، ويدركون أيضا أن الانفصال كان بيعة للبلاد لم يقبض ثمنها سوى القادة وحدهم!
وفي عروس المملكة العربية السعودية (جدة) هذه المدينة العريقة التي ربما كانت عراقتها وقدمها سببا رئيسيا في عدم تحملها للضربتين المؤلمتين، وانكسارها رغم كل الظروف المحيطة بها، وإفصاح أهلها أخيرا عن غضبهم الذي استمر سنتين دون مجيب، فالعروس الكسيرة لم تتمكن من النهوض من صدمتها حتى أجبرت على الانتكاس مرة أخرى، لكن الجيد هو التجاوب السريع للمرة الثانية على التوالي من الحكومة والأمراء، وفي حين يعلق الشعب آماله بين الخوف من عدم الوفاء بالوعود، والرجاء الصادق بإصلاح الوضع، نرى (جدة) عروسا تنهار بعد صدمتين مؤلمتين ربما تحتاج بعدهما لفترة نقاهة طويلة بعض الشيء حتى تستعيد عافيتها.
وهناك في أدنى جنوب الجزيرة العربية في (اليمن) التي تعاني نقصا حادا في الموارد التموينية لشعبها الذي أنهكت قواه النزاعات الطائفية المميتة التي باتت تهدد أمن البلاد ونماءها، نرى صمتا قاتلا من حكومة البلاد الممثلة في رئيسها ووزرائها، وكأن أمر البلاد لا يعنيهم، فيدرك العالم أجمع أن نتيجة ذلك الصمت هو أن (اليمن) تتجه نحو خط الفقر عاما بعد عام، والأخطر هو أنها باتت المرشحة الأولى للانتفاضة القادمة نظرا لما تعانيه من فقر، وجهل، وبطالة ونقص في مياه الشرب.
وفي (لبنان) نرى مشاكل سياسية جمة لا يمكننا اكتشاف أسبابها لأن حكومة البلاد تعزي كل مشكلة تحدث في البلاد إلى قضية اغتيال "الحريري" القائد الأسبق للدولة!
وفي (فلسطين) و(العراق) نرى الأوضاع الأمنية تتجه نحو الأسوأ دائما، وأعمال التفجيرات والقتل باتت حدثا عاديا ربما لا يمثل أدنى مشكلة لدى حكومات هذه البلدان، فهل هذا مؤشر لتخلي الحكام عن البلاد للمحتل؟ أم أن البلدان والشعوب لا تمثل أهمية كبرى لقادتها بقدر ما يمثل إرضاء المحتل الهدف الأسمى لأولئك القادة؟ كل تلك تساؤلات عرضت منذ سنين خلت لم تجد مجيبا حتى الآن.
مشكلات هنا وهناك كلها تهدد أمن الدول العربية ونماءها ورخاءها، ولسان الحال يقول أن هذا العام في شهره الثاني (شهر الانهيار) لم يكن سوى بداية مشكلات نأمل أن تستمر إذا كانت لصالح حريات الشعوب العربية المضطهدة!
لكن السؤال المحير هو أنه في حال استمرت هذه الانتفاضات من قبل الشعوب هل سنرى حيا في (جدة) يحتضن منازل الرؤساء المخلوعين إلى جانب منزل (بن علي)؟!

المصدر: بقلمي
EsraaAlqorashi

c.o.l ;)

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 9 أغسطس 2011 بواسطة EsraaAlqorashi

ساحة النقاش

colors of life

EsraaAlqorashi
colors of life نحن بانتظارك.. لتبدع! »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

13,676