كنت ذات يوم أسامر نفسي علي أكسر شيئا من وحدتي في ذاك النهار الطويل.
فقلت: ماذا لو فتحت عيني فرأيت المستقبل بعد قرون طويلة من الزمان، فرأيت الناس غير الناس والحال غير الحال.
ماذا لو وصلت هذه (التكنولوجيا) إلى حد لا يطاق؟
ماذا لو صار العالم كأسلاك الحاسوب أحمر وأزرق وأخضر؟!
ماذا لو صرنا لا نرى إلا أشجارا آلية؟!
ماذا لو صار كل شيء يعمل بجهاز التحكم!
ماذا لو صارت أغاني البشر بأصوات الرجال الآليين؟!
ماذا لو صارت المدارس (محوسبة) ؟
ماذا لو صارت عقول الناس تفكر وتفكر دون أن تتحرك؟.. حتما سنرى أجساما سمينة مترهلة من قلة الحركة، بل سنرى ما هو أعظم..
سنرى رؤوس الناس كبيرة جدا إلى حد أن القبعات المعتادة لن تناسبها!
سنرى توصيلات كثيرة تمد من هذه الرؤوس وإليها..
سنرى مناظر مفزعة فالحيوانات ستصبح كذلك أيضا..
ماذا لو رأينا بشرا مستنسخين؟
ماذا لو اخترعوا استئصالا للقلوب حتى لا يشعر الإنسان بشيء فيصير كالآلة؟!
ماذا لو طارت الأبقار؟!!
ماذا لو عادت القارات إلى ما كانت عليه؟
ماذا لو نسيت الأبجدية؟
ماذا لو صارت المنازل متحركة؟
ذهبت بالتفكير بعيدا بعيدا لكني عدت لفكرة (الرأس الكبير) شعرت بالخوف الشديد فور تخيلي شكل رؤوس البشر بعد عشرين قرنا على أقل تقدير وبدأت في رسم ذلك الشكل البشع، ولأنني لا أجيد الرسم بدت الصورة أبشع مما تخيلت بكثير..
ومع التسارع المخيف للأيام أجدني أعود لأفكر بـ(الرأس الكبير) وأخاف أن أشهد حقبة زمنية كهذه لأنها بالتأكيد ستكون بشعة بقدر بشاعة الرأس الكبير...........
ساحة النقاش