استمـرار التنمية المهنية والخلقية للمعلم والوصـول من
الهواية إلى الاحتراف لتطوير أداء الفرد والمواطن والإنسان
يجب الأخذ في الاعتبار أن التعليم يقوم على إسهام وتعاون أفراد وأناس مختلفين لإنجاز أهداف عامة داخل بيئة اجتماعية كبرى . ولهذا فإن العلم والتعليم مجتمع يجرى داخل المجتمع والواقع أن أشكلاً متباينة كثيرة من البحث العلمي والتربوي يتطلب إسهام وتعاون جميع الأفراد وكل الناس المختلفين سواء في التعدد والتنوع مثل التجريب والاختبار وتحليل معطيات العملية التعليمية وتقديم مشاريع الأبحاث التعليمية والإحالة إلى أبحاث تربوية أخرى ومشاريع تضيف موضوعات أبحاث تربوية جديدة وتعليم علماء المستقبل إضافة إلى ذلك هناك جوانب كثيرة من البحث العلمي والتربوي تجعل المعلمين في تفاعل مباشر بالمجتمع على اتساعه مثل كتابة التقارير عن نتائج الأبحاث التعليمية والتربوية وتقديم شهادة الجودة التعليمية وإجراء بحث دوري تربوي من أجل النهوض بالعملية التعليمية والتطور التعليمي . والعلم والتعليم في حد ذاته أكثر وأكبر من مجرد مؤسسة اجتماعية إنه أيضاً مهنة وليست كل مؤسسة اجتماعية مهنية ومادامت المؤسسة الاجتماعية هي على وجه التقريب أي نشاط ينشأ عن التزامات وأدوار اجتماعية فإن المؤسسات التعليمية والاجتماعية تتضمن نشاطات مختلفة . ويمكن أن تتحقق كل المعايير المرجوة في التعليم المؤسسي الاجتماعي وتبدو هذه المعايير مقيدة في وصف بعض الخصائص المميزة المشتركة بين المهن المختلفة في سوق العمل بعد التخرج وبعد إتاحة الفرصة لمخرجات التعليم بالجودة الكاملة بما يتطلب آليات السوق
· كيفية اتصال هذه المعايير بالمعلم والتعليم
(1) تُمكن المهن عامة الناس من إحراز أهداف ذات قيمة اجتماعية أو سلع وخدمات وفى الوقت ذاته يكون لدى المهنيين التزامات بإحراز هذه الأهداف فعلاً أما بالنسبة للمعلم فيساعد الناس والأفراد والمواطنين على نيل أهداف ذات قيمة اجتماعية مثل المعرفة والقوة العلمية
(2) تضمن المهن صراحة أو ضمناً معايير للكفاءة والسلوك تحكم النشاطات المهنية وهى تساعد في ضمان إنجاز المهنيين لما هو منتظر منهم وأن المهنة ككل تحقق الجودة والكفاءة والذي لا شك فيه أن الأعضاء غير الكفء أو اللاأخلاقيين في مهنة ما يخونون ثقة العامة من الناس ويقدمون سلعاً وخدمات مشكوكاً فيها وعندما ينتج المهنيون سلعاً وخدمات مشكوكاً فيها فإن الأذى يلحق بالفرد والمواطن والإنسان حيث أن كل هذه المهن هي حصاد للتعليم الرديء الذي يحصد نتائج اجتماعية مضرة بالمجتمع فيما التعليم الجيد والذي يمتلك معايير للكفاءة والسلوك المهني الأفضل للمجتمع
(3) يخضع المهنيون للتعليم والتدريب لفترة طويلة وبشكل رسمي وغير رسمي وذلك قبل أن يثبتوا في المهنة وهذا الجانب التعليمي والتدريبي يبدو ضرورياً ليؤكد أن هؤلاء الناس يستوفون معايير المهنة أما المعلمين فيخضعون للتعليم والتدريب فترة طويلة تتضمن دراسات تربوية وتخصصية في المجال التعليمي والتربوي وعلى الرغم من أن المعلمين قد لا يكون عليهم اجتياز اختبارات مهنية فإنه من المستحيل أن يظفر المعلم بالوظيفة دون أن يحمل في جعبته قدراً من المعرفة وبالمثل من تقنيات ومناهج متباينة(1)
.........................................................................
(1) ديفيد ب. رزنيك – ترجمة د. عبد النور عبد المنعم ** مراجعة أ.د. يمنى طريف الخولى – أخلاقيات العلم – عالم المعرفة – العدد 316 – 2005 -ص63
(4) تكون للمهن هيئة حاكمة لضمان استيفاء معايير المهنة وعلى الرغم من أن الهيئة الحاكمة في التعليم ليست بالقوة أو الصيغة الرسمية التي نجدها للهيئات الحاكمة في مهن أخرى فإن المعلم له هيئات حاكمة من قبيل وزارة التربية والتعليم – الهيئة العامة لجودة التعليم المجتمعات المدنية والمحلية ....... ألخ على قدر ما تدير الأمر وتضع معايير الكفاءة والسلوك الصحيح .
(5) المهن وظائف أو عمل والذين يمارسون أدواراً مهنية يكسبون المال للتعيش نظير الدور الذي يمارسونه لكن الوظيفة تبدوا أكثر من مجرد وسيلة لكسب العيش فأصحاب الوظيفة تُحدد هويتهم بأهداف هذه الوظيفة ويجدون في عملهم تأكيداً للذات أما بالنسبة للمعلم فعلى الرغم من أنه في فترة ما لم يكن أكثر هواية أو شغل شاغل لكنه الآن مهنة والحق أن بعض الكُتاب يحاجون بأن استشراء امتهان المعلم في عصرنا هذا يبدو مسئولاً إلى حد ما عن بعض السلوكيات غير الأخلاقية التي تحدث في العالم العربي .
(6) يفوز المهنيون بامتيازات معينة لكي يقوموا بتقديم سلعهم وخدماتهم ومع هذه الامتيازات تأتى المسئوليات والمصداقية حيث أن كثير من الناس يسلمون بامتيازات معينة للمهنيين لأنهم يثقون في أن المهنيين سوف يقدمون سلعهم وخدماتهم في إطار مسئول وأخلاقي كذلك الأمر بالنسبة إلى المعلمين حيث إن لهم أيضاً امتيازات معينة فللمعلمين الحق في إيجاد مباني مدرسية نظيفة وجديدة ومعامل متطورة وأن يكون لهم مصدقيه لدى الأفراد بالمجتمع وأنهم لديهم مسئوليات اجتماعية ولابد لهم من العيش الكريم والاحترام المهني والمجتمعي لهم
(7) ننظر غالباً إلى المهنيين على أنهم سلطات عقلية داخل مجال خبرتهم تماماً مثل رجال القانون الذين يُنظر إليهم على أنهم ذوو معرفة خاصة وخبرة قانونية وقدرة على إصدار الحكم الأمر كذلك بالنسبة إلى المعلمين الذين يُنظر إليهم أيضاً على أنهم ذوو معرفة خاصة وقدرة على إصدار الإحكام وأصحاب خبرة في مجال الظاهرة التي يدرسونها والواقع أنه في مجتمع اليوم نلاحظ أن السلطات العقلية دائماً تمدنا بالقطاع الأعظم من المعرفة التي نتعلمها من المعلمين في المدرسة وتلعب دوراً أساسياً في تحديد السياسة العامة . فالتعليم لم يكن دائماً مهنة بل رسالة لكنه بات يشبه المهن كثيراً وطبعاً العديد من الشخصيات الهامة في تاريخ العلم يصعب القول أنهم محترفون . والمعلم كمعلم يجب أن يتحلى بالهواية والإبداع والحرية في تناول المعرفة والعلوم المعرفية للعلم التي لا ينطبق عليها النموذج المهني التقليدي . ويقدم المعلم العلم مثل المهن الأخرى خدمات وأشياء ذات قيمة اجتماعية والباحثون في العلم يشيرون إلى هذه الأشياء وهذه الخدمات الجليلة على أنها أهداف أو غايات العلم ويمكن أن نعرّف الهدف بأنه النتيجة النهائية أو المحصلة التي يبحث عنها أفراد أو مجموعات وتلعب أهداف المهنة دورا مهماً في تحديد المهنة وفى تبرير معاييرها للسلوك المهني . وعلينا أن نميز بين أهداف المعلم والعلم الأكاديمي التقليدي وأهداف المعلم والعلم الذي يمارس في مواضع ليست أكاديمية أي العلم الصناعي أو العلم الفني أو العسكري ذلك لن المعلمين الذين يعملون طبقا للتعليم الأكاديمي غالباً ما يجرون تعليمهم تحت ظروف أو قيود ومعايير تخرج عن إطار العلم الأكاديمي .
من هذا المنطلق يتساءل بعض الباحثين ما هو هدف التعليم والعلم ومخرجات هذا العلم ؟ ولما كان الباحثين يحاولون إنجاز نتائج متباينة وواسعة المدى فليس هناك هدف مفرد يشكل بدوره الهدف الوحيد للمعلم وللعلم ويقسم البعض مخرجات التعليم والمعلم والعلم إلى مقولتين إلى أهداف معرفية وأهداف عملية .
· الأهداف المعرفية :
هي أنشطة تتقدم في ضوئها المعارف البشرية وتتضمن وصفاً دقيقاً للطبيعة ونظريات وفروضاً تفسيرية متنامية وحذف الخطأ والحياد وتعليم العلم للجيل القادم من العلماء وتبليغ الناس بالأفكار والوقائع العلمية
· الأهداف العلمية :
· فتتضمن حل مشاكل المجالات الآتية ( الهندسة الطب الاقتصاد الزراعة مجالات البحث التطبيقي ...... الخ ) وبطبيعة الحال نجد أن حل المشاكل المجتمعية العملية يجدي في تحسين الصحة العامة للأفراد وزيادة القوة التكنولوجية والسيطرة على البيئة المحلية للأفراد(2)
المعـايير العامـة المطلوبـة فـي المعلم
هناك معايير معينة مطلوبة كإطار للمعلم لكي يعطى بسخاء أهم هذه المعايير منها ( الأمانة – الحذر واليقظة – الانفتاحية – الحرية – التقدير – التعليم – الفعالية – احترام الذات ...ألخ )
نجد أن المعايير الأخلاقية هذه بنيت على أساس أهداف المهنة التي تتضمن البحث عن المعرفة واستبعاد الجهل وحل المشكلات التعليمية إضافة إلى ذلك هناك كثير من معايير السلوك في المهنة لها أيضاً أساس خلقي عام
...........................................................................
(2) نفس المصدر السابق – ص86
فعلى سبيل المثال اختلاق المعطيات عنصر لا أخلاقي في التعليم لأنه شكل من أشكال الكذب الذي هو خطأ خلقي ولأن لمعطيات المختلقة دائماً ما تسبب الأخطاء وتعصف بمناخ الأمانة التي تلعب دوراً هاماً في العلم لذا ينبغي على المعلمين أن يتحملوا المسئولية الاجتماعية من أجل الوفاء بالالتزامات الخلقية واستبقاء تأييد الأفراد للتعليم والعلم . هكذا نجد أن معايير الأخلاقيات في التعليم والعلم لها أساسان هما الخلق العام والعلم ويجب ألا ينتهك السلوك الأخلاقي في التعليم كما يجب أن يساهم في إنجاز الأهداف العلمية . ولهذا توضح أهم محاور أو مبادئ الأخلاقيات في التعليم التي تطبق في جوانب مختلفة من عمليات التعلم
· الأمـانـة :
ينبغي على المعلمين ألا يختلقوا المعطيات أو النتائج أو يكذبوها أو يحرفوها عليهم وأن يكونوا موضوعيين وغير منحازين وصادقين في سائر مناحي عملية التعلم هذا المبدأ هو أهم قاعدة في التعليم ذلك لأنه إن لم يتبع فيستحيل علينا أن ننجز أهداف المعلم والعلم فلا بحث عن المعرفة ولا حل المشكلات العملية للتعليم يمكن أن يمضى قدما إذا تفشى الخداع وأيضاً الأمانة المهنية والعلمية تزكى التعاون والصدق الضروريين للعملية التعليمية . لذا لابد أن يكون المعلمين قادرين على الثقة بعضهم ببعض لكن هذه الثقة تنهار متى افتقدت الأمانة المهنية (3)وفى النهاية تبرر الأمانة بناء على أسس خلقية منها : أن كل الناس بمن فيهم المعلمين يجب أن يكونوا صادقين ولكي يتم فهم الأمانة في العلم وأصحاب العلم ينبغي أن نميز بين عدم الأمانة والخطأ إذ إنهما يفضيان إلى نتائج مماثلة لكنهما ينبعان من دوافع مختلفة منها الفعل غير الأمين دائماً يقصد خداع متلق يتوقع أن يُخبر بالصدق والخداع يمكن أن يحدث عندما يكذب الشخص أو يحتفظ بمعلومات أو يحرف المعلومات .
....................................................................................(3) committee on the conduct of science 1994, whitbeck 1995b
إذن عدم الأمانة لا يحدث عندما لا يتوقع المستمع أن يخبر بالصدق وهناك أنواع عديدة من عدم الأمانة في المعلم والعلم تتضمن إنتاج المعطيات وتحليلها اختلاق المعطيات يحدث عندما يلفق المعلمين معطيات معينة ويحدث التكذيب عندما يغير المعلمين المعطيات أو النتائج . يرى معظم المعلمين أن الاختلاق والكذب في بعض المعطيات التعليمية انتهاكاً خطيراً للأخلاقيات التعليمية لكن هناك شيئاً من عدم الاتفاق حول خطورة التحريف لأن الخط الفاصل بين تحريف المعطيات ومنهجية البحث الجيد أحياناً يكون غامضاً . فالمعلمين أحياناً لديهم أسباب معقولة لحذف أو تجاهل معطيات متواترة الأمر الذي يجعل قدراً معيناً من تقليم المعطيات يمكن أن يكون جزءاً من الممارسة التعليمية والعلمية الجيدة . وبما أن الخط الفاصل بين التأويل الدقيق وبين التحريف ليس واضحاً تماماً كان علينا أن نتساءل : كيف يكون الرد عندما نجد أحداً من المعلمين يؤول معطيات أو نتائج بطريقة لا أخلاقية ؟ إن تأويل المعطيات بشكل صحيح ينطوي على تدريب على إصدار الحكم المنهجي العلمي الصحيح وينبغي علينا أن نثق بحكم المعلمين القائم على الخبرة وذلك لتحديد ما إذا كان الفعل يدخل في حيز التحريف أم لا .
ومع ذلك فما دام الخبراء أنفسهم قد لا يتفقون وبخاصة أنهم على قمة الهرم التعليمي في صناعة القرارات التربوية والتعليمية ونجدهم في حالة تخبط أحياناً وكذب مغلف أحياناً أخرى فسوف نتجه أيضاً إلى دوافع أو مقاصد المعلمين لكي نحدد ما إذا كانوا يسلكون طريقاً خطأ أولاً . فلو أن هناك معلماً قلم المعطيات التعليمية بقصد خداع الناس فإن هذا المعلم غير أمين ولو أنه قلم المعطيات بقصد التعاون أو الكذب أو الخداع فهو عندئذ يكون غير أميناً .
وعلى الرغم من الأمانة تحتل مكاناً مهماً في إنتاج وتحليل وتقرير المعطيات العلمية فإنها تطبق أيضاً في جوانب أخرى عديدة لمهن أخرى .
· الحـذر واليقظـة :
يجب أن يتجنب المعلمين الأخطاء في العملية التعليمية وخصوصاً في عرض النتائج العلمية عليهم أن يعملوا على تقليل الأخطاء البشرية والتجريبية والمنهجية إلى حدها الأدنى ويتجنبوا خداع الذات والانحياز وصراع المصالح والحذر مثل الأمانة يرقى بأهداف المعلم والعلم من حيث أن الأخطاء يمكن أن تعوق تقدم المعرفة تماماً مثلما تفعل الأكاذيب الصريحة لأن الافتقار إلى الحذر وعدم الأمانة ليس الشيء نفسه مادام الافتقار إلى الحذر لا يتضمن نية الخداع . إن الحذر يبدو في غاية الأهمية أيضاً في إبراز التعاون والصدق بين المعلمين والاستخدام الفعال للمصادر التعليمية والتربوية . كثيرون من المعلمين لا ينظرون إلى الخطأ التعليمي على أنه جريمة خطيرة تتعلق بمستقبل صناعة أجيال بشرية وأخطاء ترتكب ضد العلم على الرغم من أن الأخطاء أكثر تفشياً من الخداع وتزيف الحقائق التاريخية مثلاً وعندما نجد معلم يرتكب مجموعة أخطاء تربوية فربما ينظر إليه على أنه معلم غير كفء وليس معلم معدوم الخلق ومع ذلك حتى وإن لم يكن الإهمال خطيرا مثل عدم الأمانة يظل من المهم جداً أن نتجنبه لأن الأخطاء يمكن أن تبدد الموارد البشرية وتعمل على تآكل الصدق وتفضي إلى نتائج اجتماعية مذمومة والأخطاء في العملية التعليمية تحدث قدراً هائلاً من الأذى(4) فمثلاً ( جرعة دواء غير محسوبة بدقة من الممكن أن تقتل عشرات من المواطنين وخلل في تصميم كوبري قد يقتل المئات هكذا ) على الرغم من أن بعض الأخطاء يمكن أن تعالج من حيث هي أخطاء أمينة أو عدم كفاءة لكن الأخطاء الخطيرة والمتكررة من الممكن أن
...........................................................................
(4) نفس المصدر السابق – ص92
ننظر إليها بوصفها صورة من عدم الاكتراث واللامبالاة أما الاستجابة الملائمة لاكتشاف خطأ في العملية التعليمية فتكون في التصويب أو تصحيح الخطأ . وعلى الرغم من أن الأخطاء والانجازات سوف تحدث دائماً في العمليات التعليمية فإن نظام المناقشة المفتوحة للأفكار التربوية والنتائج من الممكن أن تقلل من أثر الأخطاء إلى الحد الأدنى وتقود المجتمع التعليمي إلى الحقيقة . هكذا على الرغم من أن المعلمين ربما يقعون في أخطاء كثيرة فإن من الممكن للمعلم أن يصحح نفسه .
· الانـفتـاحيـة :
ينبغي أن يشارك المعلمين في النتائج والمعطيات والمناهج والأفكار والتقنيات والأدوات . إن مبدأ الانفتاحية للمعلمين يدفع تطور المعرفة بأن يجعل المعلمين يراجعون وينقدون أعمال بعضهم البعض لأن الانفتاح في العلم يحول دون أن يصبح العلم دوجماطيقياً لا نقدياً ومنحازاً . إنها أيضاً تساهم في تقديم العملية التعليمية وذلك بأن تساعد في بناء مناخ من التعاون والصدق في العلم وبأن تجعل المعلمين يستخدمون الموارد البشرية بفاعلية يمكن اكتساب المعرفة بفاعلية أكثر عندما يعمل المعلمين معاً بدلاً من الانعزالية وعندما يشاركون في المعطيات التعليمية وعندما يتآكل التأييد الشعبي للمعلم يمكن للمهنة التعليمية أن تعانى نتائج عكسية ولما كانت المشاركة في المعطيات والمصادر تؤلف صورة من صور المساعدة فإن المعلمين عليهم التزام خلقي عام هو تجنب الانطواء العلمي إضافة إلى واجبهم التعليمي والتربوي الذي يحتم عليهم الانفتاح
· الحـريـة :
ينبغي أن يكون المعلمين أحراراً في أن يقوموا بالبحث في أي مشكلة أو فرض تعليمي أو تربوي ينبغي عليهم أن يتتبعوا الأفكار الجديدة وينتقدون الأفكار القديمة . والواقع أن مبدأ الحرية يدفع إنجاز الأهداف التعليمية بطرق عديدة :
أولاً : تلعب الحرية دوراً مهماً في انتشار المعرفة بأن تجعل المعلمين يتتبعون الأفكار الجديدة ويعملون على حل مشكلات جديدة
ثـانيـاً : تلعب الحرية الفكرية دوراً مهماً في تنمية الإبداع العلمي والتربوي . حيث نجد أن الإبداع يتيبس في البيئات الاستبدادية والسلطوية والمحكومة بشدة وعندما تحاول المجتمعات تحجيم التطور التعليمي أو توجيهه إلى مسارات معينة فإنها تخاطر بتقويض العملية التعليمية والتربوية نفسها .
ثـالثـاً : تلعب الحرية دوراً مهماً في إقرار صلاحية المعرفة العلمية بأن تتيح للمعلمين نقد وتحدى الأفكار والفروض القديمة للعملية التعليمية إذن مثل الانفتاحية تساعد المعلم والعلم على الخروج من الجمود والقطعية الدوجماطيقية . وعلى الرغم من أن مبدأ الحرية مبدأ حاسم بالنسبة للمعلم والعلم فإنه يمكن إقامة الحجة على إمكان صياغة الحد الأدنى من القيود على الحرية تحت قيود الفعل وقيود التمويل وقيود الفكر والمناقشة . ومن الأهمية بمكان أن نفهم الفروق بين هذه القيود والسبب أن لها تشعبات أخلاقية وخلقية متباينة
· التقـديـر :
يجب أن يكون التقدير حيثما يستحق ولا يكون حيثما لا يستحق لأن التقدير يزكى روح التعاون والثقة والمسؤولية ويؤكد مبدأ المنافسة الشريفة العادلة بين الأفراد ومن هذه التقديرات مثلاً المكافآت للمعلم والاعتراف بالفضل والتكريم والوجاهة الاجتماعية والمال فضلاً عن التشجيع المستمر له وتقديم الجوائز التي تحفزه على العطاء والاستمرار . وعندما لا يؤخذ بمبدأ التقدير للمعلم صانع العملية التعليمية فربما تقل دوافع المعلمين في العطاء وربما يمتنعون عن المشاركة في إعطاء المعلومات وبذل الجهد في شرح المعلومة العلمية للطلاب .
هكذا يجب اعتبار المسؤولية والتقدير وجهين لعملة واحدة يلقى الفرد التقدير على جزئية من جزئيات المنهج التعليمي . ويمكن صياغة التقدير على أسس خلقية عامة ومن معايير العدل المهنية تقضى بأن كل الناس بمن فيهم المعلمين ينبغي أن يلقوا الجزاء العادل لقاء إسهاماتهم وجهودهم . والواقع أن العمل القائم على المجاملة نموذج للسلوك اللاأخلاقى .
· التعليـم :
يجب على المعلمين أن يعلّموا علماء المستقبل من الأفراد والمواطنين ويتأكدوا من أنهم تعلموا كيف يمارسون العلم الجيد ويجب على المعلمين أن يعلموا العامة ويبلغوهم بأمر العلم لأن التعليم ينطوي على حشد من التعليمات الصورية والتدريب والنصح والإرشاد . . ومبدأ التعليم مهم جداً في العلم والسبب أن المهنة التعليمية ستتعثر وتكون في طريقها إلى النهاية إن لم تجند وتدرب وتعلم الأعضاء الجدد من المعلمين ويعتبر التجنيد بالغ الأهمية في جذب أناس جدد للمهنة التعليمية وعلى الرغم من أن التدريس الرسمي للعلم يبدو ماثلاً في المرحلة الثانوية والمرحلة الإعدادية فإن المعلمين لا ينغمسون عادة في هذا النطاق من تعليم العلم لكثرة المناهج والمحتوى التعليمي والحشو الزائد (5). ومع ذلك على المعلمين واجب أن يقدموا اقتراحاتهم ويغذوا العلم الذي يدرس في هذه المستويات الدنيا كما يلتزمون بتعليم هؤلاء الذين يسعون إلى تدريس العلم وخصوصاً في المرحلة الثانوية . أما بالنسبة إلى التدريب فهو نمط من التعاليم غير الرسمية ويتضمن المحاكاة والممارسة العملية واحتراف المهنة إضافة إلى ذلك يتضمن التدريب اكتساب مهارات متباينة
...........................................................................
(5) نفس المصدر السابق – ص95
وفهم حدسي للممارسة التعليمية والعلمية . لذا فإن المعلم المتدرب جيداً لديه معرفة بموضوعية تتجاوز نطاق ما يمكن أن يتعلمه من الكتب الدراسية أو المحاضرات . والواقع أن المعلمين لديهم أيضاً التزام بدعم وتعزيز تعليم جمهور العامة من الأفراد والمواطنين وذلك من خلال المقالات والموضوعات التي تنشر في المجلات والجرائد والحضور في برامج الفضائيات وهذا أيضاً جانب مهم في تعليم العلم مادام الفرد والمواطن والإنسان في حاجة إلى اكتساب تفهم للعلم ومادام المعلم يستند إلى الدعم الشعبي فإنه يستفيد عندما يكون لدى العامة فهم جيد له . ومن ثم يعانى المعلم عندما تحيط به حوائط من الجهل . وعلى الرغم من أن التعليم مبدأ مهم في الحياة المجتمعية فإن المعلمين على اختلاف تخصصاتهم يمكن لهم أن يشاركوا في العلم بطرق متباينة منهم يعنى بالتعليم بالدراسات الحرة وآخرون يهتمون بتعليم في المراحل قبل الجامعية
· المسؤولية الاجتماعية :
يجب على المعلمين أن يتجنبوا الإضرار بالمجتمع كما يجب عليهم تحقيق منافع اجتماعية . إن الفكرة العامة الكامنة في هذا المبدأ هي مسؤولية المعلمين تجاه المجتمع . ومن هذا المنطلق يجب على المعلمين ألا يشرعوا في أنشطة لا تؤدى إلى تعليم هادف بحيث ينتاب الناس قلق من عواقب مثل هذه الأنشطة أو من تأثير العلم في المجتمع . فالمسؤولية الاجتماعية تنطوي على أن المعلمين لديهم التزام بأن يجروا أنشطة وابتكارات تعليمية وتربوية ذات قيمة اجتماعية بأن يشاركوا في مناقشات واستفسارات وحوارات علمية سياسية اقتصادية ثقافية اجتماعية بيئية صحية ..........ألخ وأن يساعدوا في وضع سياسة تعليمية سليمة ومتطورة وأن يفضحوا زيف المناهج التعليمية التافه .
بعض المعلمين ربما يرفضون فكرة المسؤولية الاجتماعية على أساس أن المعلمين يتعين عليهم السعي للمعرفة وترك التدبر في النتائج الاجتماعية للعلم . وهناك أسباب عديدة تجعل المعلمين ملزمين بالمسؤولية تجاه التأثيرات الاجتماعية للمجتمع
أولاً : أن المعلمين غير مسئولين عن النتائج غير المتوقعة للأنشطة التعليمية فإنهم مسئولين عن المشاركة في الإبداع الفكري لأي نشاط يستخدم .
ثـانيـاً : المعلمين أعضاء في المجتمع وعليهم واجبات خلقية تجاه الآخرين مثل تحقيق الخبرات ودفع وإبداء المنفعة المجتمعية ويتوقع من المعلمين من حيث هم أصحاب مهنة تعليمية أن ينتجوا سلعاً وخدمات ذات قيمة اجتماعية وهم يخولون دائماً نفوذاً تجاه المسئولية الاجتماعية بحيث تجلل وتكلل بالثقة الشعبية للناس والأفراد بالمجتمع لأن التعليم المسئول اجتماعياً يلقى تأييدا شعبياً والتعليم الغير مسئول اجتماعياً يدمر تأييد العامة له وعن طريق خدمة المجتمع يستطيع المعلمين أن يحاربوا الصور السلبية لهؤلاء المعلمين الذين يتنصلون من المسئولية الاجتماعية .وبعد كل ما تقدم في هذا المضمار ينبغي علينا أن نلاحظ أن المسئولية الاجتماعية تشبه مبدأ التعليم من حيث أن بعض المعلمين ربما يقررون في وقت ما تنحية المسئوليات الاجتماعية جانباً من أجل الوصول إلى أهداف أخرى . فبعض المعلمين ربما يرغبون في أن يكونوا أقل صراحة من أحرين وأقل رغبة في الإعلان عن عملهم والبعض منهم قد يختارون مسارات مهنية تثمر من الضمانات الاجتماعية لهم مثل ( الدروس الخصوصية ) وهكذا فالمسئولية الاجتماعية إذن التزام مشترك من الممكن أن يواجهه معلمين مختلفون في أوقات متباينة .
· الاحترام المتبادل :
يجب أن يتعامل المعلمين بعضهم البعض باحترام وإبعاد الأنانية والحقد والغل فيما بينهم . على الرغم من أن هذا المبدأ من الممكن تسويقه على أساس الخلق العام فإنه من الممكن أيضاً تسويقه من حيث إنه يبدو مهماً لإحراز الموضوعية العلمية لأن المجتمع التعليمي يقوم على أساس التعاون والثقة اللذين ينهاران عندما يفقد المعلمين احترامهم بعضهم البعض . من دون الاحترام المتبادل يتفكك البناء الاجتماعي للعلم ومن ثم يتباطأ كثيراً تحقيق الأهداف التعليمية بالإضافة إلى ذلك يسعى هذا المبدأ أيضاً إلى إرشاد المعلمين ألا يؤذى أحدهم الأخر أو يحقد عليه سواء بدنياً أو نفسياً كما يجب على المعلمين أن يحترموا فيما بينهم الخصوصية الشخصية ... ألخ
الخصائص الأخلاقية للمعلم أداة مؤثرة في صناعة البشر
تعتبر مهنة التدريس من المهن الفنية الدقيقة التي تحتاج إلى إعداد جيد يتوفر فيمن يقوم بها . إنها مهنة لها أصولها وعلم له مقوماته وفن له مواهبه فضلاً على أنها عملية تعليمية تربوية تقوم على أسس وقواعد ونظريات وهى عملية بناء وتكوين الأجيال المتعاقبة .إن المهنة التربوية والتعليمية هي في حد ذاتها مسئولية لابد وأن تتطلب فيمن يمارسها الكثير من الإمكانيات والصلاحيات إذ ينبغي أن يعد إعداداً مهنياً وفنياً ووظيفياً وثقافياً ونفسياً واجتماعياً إعداداً يمكنه من القيام بدوره في الحياة بنجاح وبخاصة في إعداد الفرد والمواطن والإنسان العربي . لابد من إعداده وفقاً لسعه أفقه وعمق إدراكه للمتغيرات والتطورات الحياتية المجتمعية وذكاؤه وقدوته الصحيحة للآخرين وبخاصة ممن يتتلمذ على يده ثم زيادة معلوماته وفهمه لطبيعة عمله والتعرف على كيفية التغلب على ما قد يعترضه من صعوبات
في ظل التطورات والتغيرات المتلاحقة باستمرار ولقد أوضحت العديد من الدراسات والبحوث في المجال التعليمي أهمية الخبرة التربوية لتكوين النمو الشخصي والمهني للمعلم وأكدت على الحراك المهني professional movement للمعلمين عبر الأيام والأزمان والتغير في تكيف سلوك المعلم طبقاً لتطور المراحل التعليمية فأشارت إحدى الدراسات التربوية إلى وجود سمات شخصية ومزاجية وخلقية لازمة لنجاح المعلم في أداء مهنته وأن هذه السمات يمكن قياسها ووجود فروق بين المعلمين في صفات التعاون والقيادة والتعاطف والتمكن العلمي والثقافي وسعة الأفق . ومن حيث الإخلاص في العمل والعدالة والمساهمة في حل المشكلات وفى المرونة اتجاه المهنة وما يتعلق بها .
وفى دراسة بحثية تربوية اتضح فيها وجود فروق دالة بين المعلمين ذوى الفعالية وغير ذوى الفعالية في مقياس مهارات التدريس لصالح ذوى الفعالية . من هنا نؤكد على إذا كانت مهنة التعليم تعتبر من أكثر المهن طلباً وسعياً للبناء والبعد عن الهدم بالمفهوم النفسي حيث أن سلوك المعلم عادة يتم اكتسابه للطلاب .
ولهذا نجد في الغالب الأعم تطابق بين سلوك المعلم وأدائه وبين سلوك الطلاب كما يمتص عادة الطلاب من المعلمين اتجاهاتهم وقيمهم وأفكارهم يصل أحياناً كما يسمى " بعبادة الأبطال " وكذا الحال بالنسبة لانحرافهم وتحيزاتهم فالمعلم قدوة وتنعكس شخصيته شعورياً ولاشعورياً على طلابه وبالقدر الذي يكون فيه المعلم سوياً من الوجهة النفسية بنفس القدر نتوقع التطابق النفسي بين الطلاب (6). من هنا تأتى أهمية الاهتمام بشخصية المعلم وتنمية خصائصه الشخصية لأنها تنعكس على الطلاب .
...........................................................................
(6) محاضرات في علم النفس التعليمي – الخصائص الشخصية والمهنية للمعلم – إعداد الدكتور نبيل محمد زايد – جامعة الزقازيق – ص214
وإذا كانت المعرفة بالشيء لا تعنى القدرة على نقل المعرفة للآخرين من هنا نجد عالماً بارزاً في مجال ما إلا أنه قد لا يصلح لمهنة التعليم لافتقاره إلى القدرة على نقل تلك المعارف إلى المتعلمين . ولهذا تبرز أهمية الإعداد المهني للمعلم ويتخلص هذا الإعداد في إمداد المعلم بالثقافة النفسية والتربوية بحيث تتضمن الفهم الواعي والعميق بمطالب كل مرحلة وطرق تدريس ذات الفعالية وطرق تناول المقررات والمناهج والعوامل المؤثرة في التحصيل والفهم
الخصـائـص الشخصيـة للمعلم
· الاتزان الانفعالي :
ويقصد به البشاشة والمرح والتفاؤل وثبات السلوك والصبر والمرونة وتقبل النقد . وهناك من الأفراد من يميلون بطبعهم إلى المرح والتفاؤل أو إلى الاكتئاب والانقباض وآخرون معرّوضون إلى ارتفاعات وانقباضات في حالتهم الانفعالية الغالبة ونوعاً أخر يستثار انفعالياً لأقل الأسباب بيد أن الشخصية السوية لا تتقلب بين الحالات المزاجية والمتباينة بغير سبب يدعو إلى ذلك .
والمعلم يحتاج لكثير من المساعدات لأنه يواجه أثناء عمله بفعاليات انفعالية وأن مهنته الشاقة وتصرفات الطلاب التي تخرج عن اللياقة في مواطن كثيرة يمكن أن تسبب له ضيقاً وتوتراً وأحياناً خروج عن النص .
فيجب أن يحاول المعلم تصريف هذا الضيق والتوتر تصريفاً سوياً عن طريق انشراح صدره وتفاؤله ومرحه وصبره ومرونته وألا يلجأ إلى التهديد والوعيد للطلاب أو تأنيبهم وتوبيخهم حتى يكون تصريفه لتوتره بطريقة سليمة ويجب عليه أن يتقبل النقد ويحاول أن يطور نفسه باستمرار .
· المظهر الشخصي :
(1) المظهر العام
مثل حسن الزى والنظافة وحسن اختيار ألوان الثياب وحسن الهندام والاعتدال في السير
(2) الصحة الجيدة :
المعلم المريض لا يستطيع القيام بوظيفته ولاشك أن المرض يصرفه عن أداء واجبه وعلى المعلم أن يكون خالياً من العاهات والعيوب الشائنة مثل الثأثأة أو الصمم والعور لأن هذه العاهات من طبيعتها أن تجعله يقصر في وظيفته وتعرضه لسخرية الطلاب ونقدهم
(3) الصوت والحديث :
على المعلم أن يكون صوته مقبولاً واضح النبرات وحديثه مهذباً وكلماته عذبه ويتمتع باللياقة في الحديث وأن يتحرر من الكلمات المتكررة في سلوك التدريس
· الحيوية والنشاط في العمل :
ويقصد بها القدرة على الاحتمال والتحمل في العمل والشغب بالمهنة والصدق والإخلاص في أدائها والقدرة على بذل الجهد المستمر وتحمل المسئولية لأن المعلم النشط المجدد والمنظم الذي يثير اهتمام الطلاب سوف يؤثر على سلوكهم وعليهم بصورة كبيرة .
· الخلق الحسن :
وتشمل الخصائص الخلقية للمعلم من حسن الخلق والطباع الحسنة والالتزام بقواعد السلوك الأخلاقي والإحساس بالقيم والاعتراف بالخطأ والاستقامة والبعد عن المحرمات وإتقان القول والعمل وأن يتصف بالعدل والإنصاف وعدم التحيز
في معاملته لمن يحبه ومن يكرهه وألا يعكس أوجه الظلم الذي قد يقع عليه و على الآخرين حيث أن بناء الأخلاق والقيم هو أساس العملية التعليمية والتربوية . ولاشك في أن ما تعانيه الإنسانية اليوم من كذب ونفاق ورياء وصراع وكسل وأنانية وغرور واعتداء على حقوق الغير والحسد والبغضاء بين الأفراد مثل هذه الصفات السيئة تشكل عقبات في سبيل بناء التربية الأخلاقية السليمة . لذلك لابد من توافر الجو الأخلاقي النقي بين المعلمين وأن يكون العمل التربوي الأخلاقي إيجابياً في غرف الدراسة . فالمعلم لابد أن يدرك أنه أثناء معاملته مع طلابه فهو في ذات الوقت يكونهم خلقياً حيث يتأثرون به لأن المعلم مؤثر فعال في نفوس الطلاب
· القدوة والقيادة :
ينظر دائماً إلى المعلم كقدوة لطلابه وينظر إليه بأنه هو القائد الفعال الذي يرشد ويساعد التلاميذ على اكتساب المهارات والمعارف والاتجاهات والقيم التي تمكنهم من التكيف مع مجتمعاتهم حتى يصبحوا مواطنين فاعلين ومندمجين في المواطنة الصحيحة(7) ولهذا فلابد للمعلم أن يتصف بصفات القائد التي منها :
(1) معرفته بالفروق الفردية وتشجيعه للأفكار الجديدة لجميع الأفراد .
(2) الرغبة في أن يكون قدوة نشطة .
(3) أن يكون لديه استعداد للتفاهم بنزاهة بين الطلاب .
(4) التعرف على بعض الصراعات التي تنشأ بين المعلم وطلابه وبين طالب وأخر ومحاولة حلها .
(5) القدرة على رؤية الأحكام في مضمونها النهائي .
...........................................................................
(7) نفس المصدر السابق – محاضرات في علم النفس التعليمي – ص219
لهذا يجب على القائد الجيد من المعلمين أن يكون صاحب شخصية قوية مؤكداً لذاته قادراً على مواجهة المواقف المختلفة داخل الحجرة الدراسية .
(6) قادراً على الأخذ بزمام المبادرة والمسئولية ولا يلقى العبء على مدير المدرسة
(7) معالجة الأمور بنفسه وأن يؤسس أحكامه على أساس دليل واقعي وأن يتسم بوضوح الرؤية والبصيرة .
· المشاركة المجتمعية والتعاون :
إن شخصية الفرد هي نتاج ذلك التفاعل بين الفرد وبيئته الاجتماعية ويتوقف مدى تكيف الفرد على مقدار التوافق والاتزان القائم بينه وبين بيئته وكذلك الأدوار التي يلعبها في جماعته . فالمعلم يجد نفسه في المدرسة بين جماعة من المعلمين من تخصصات مختلفة ومن أعمار مختلفة ومن أمزجة أو سمات شخصية مختلفة وعليه أن يعرف أن تعاون هؤلاء جميعاً أمر أساسي لا مفر منه من أجل التفاهم بقصد إيجاد أسس ثابتة للتعامل مع الطلاب وعلاج مشكلاتهم وتعتبر المشاركة المجتمعية لجميع أعضاء هيئة التدريس من المعلمين ذات أهمية في هذا الصدد حيث أن المعلم في عمله عضو في فريق �
ساحة النقاش