في طفولتي كنت شاهد عيان علي جمع من أهالينا الطيبين كانوا يحفرون في قطعة أرض لبناء منزل في شارع ضيق يقع وسط القرية .. وفجأة علا صوت أحدهم بالتكبير " الله أكبر" وهو يرمي بفأسه بعيداً ،كأن عقرب لدغه ، ثم مالبث الآخرون أن رددوا التكبير ، قائلين في نفس واحد وجدنا قُبَّة ، ولا بد أنها لولي من أولياء الله ، تجمع الناس حول القبة الغائرة في الأرض ، وتحولت حركتهم الي سكون ، بل خشوع ينم عن تبنيهم لنفس النتيجة ، هي قُبَّة شيخ !! ، ولم يذهب عقل أحد الي تفسير آخر ، كأن تكون القُبة قُبَّة لفُرن بلدي مثلاً، المهم ، انتهي الحاضرون الي الإحتكام الي الحاج علي ، ذلك الرجل المُعمر في نفس القرية ، ذهبوا اليه ، أخبروه عن القُبة ، سألوه لمن هذه القُبة ، فأجابهم المؤرخ ، إنها قُبَّة الشيخ المريسي ، وهنا علا صوتهم بالتكبير ، وما هي كرامات هذا الشيخ يا حاج علي ، قال لهم : إن بركاته تبدوا في "عُشر" البهائم ، فعندما يتقرب اليه صاحب البهيمة العصية علي الحمل بعد مقابلة البهيمة بالذكر من جنسها ، ويدور بالبهيمة سبع مرات حول البلد ، بعد صلاة الفجر ، فإن بهيمته تحمل بإذن الله !! .. لكن الحاج علي إستطرد مشدداً علي عدم فتح صاحب البهيمة لفمه أثناء دورانه بالبهيمة حول الشيخ ، حتي أنه لا يجب أن يرد سلاماً ألقاه عليه آخر ، وإلا بدأ السبعة أشواط مرة ثانية ، ثم أوصي الحاج علي ببناء الضريح ، والإحتفاء بمولد الشيخ كل عام ، علي أن يكون طعام الناس في مولده هو " أرز باللبن " !! .. كان هذا منذ خمسون عاماً ، فمالذي تغير للآن ؟؟ نفس الخرافة بصور مختلفة ، فهذا هو الشيخ عسران في قنا ، الذي يشفي الناس بالتدحرج حول ساحة ضريحه !!، وهذه نتائج دراسة قام بها المركز القومي للبحوث الإجتماعية :
- ٦٣٪ من المصريين يفكرون خرافياً ، منهم ١١٪ من المثقفين ، منهم ٥٠ ٪ من النساء
- يُنفق المصريون ١٥ مليار جنيه سنوياً في الحلول السحرية الخرافية .. 
فهل هذا يليق بالمصريين ؟؟؟؟