إحتكارالحقيقة مرفوض .. التفكير عبادة (٣)
**************************
نعم لا أحد يحتكر الحقيقة ، حتي ولو كان متخصصاً ، وبالذات في علوم الدين ، لماذا ؟ لأنه يمكن أن يسامحك الله في أنك متخصص في الطب وليس مثقفاً في الهندسة .. أو متخصص في الهندسة وليس مثقفاً في الطب ..وهكذا .. لكن ليس لديك عذر ألا تكون مثقفاً في دينك بالرغم من تخصصك في أي مجال آخر..بل مفكراً في دينك وأحكامه .. أقصد من ذلك أنه رغم أننا لايجب أن ننكر علي أساتذة علوم الدين علمهم.. فإنهم بالنسبة لك كمسلم مستشارون وموضحون ، ولا يفرضون عليك توجهاً سلوكياً معيناً.. أو حكماً دينياً ..مهمتهم أن يطرحوا عليك كل الإختيارات ، ولا يفرضون إختياراً لك ( هذا المنهج هو منهج الدكتور سعد الدين الهلالي ، مثلاً ) ولكن للأسف يوجد ٩٩٪ من أئمة العلوم الدينية يمارسون الفرض والقهر في الأحكام وتوجهات الفقه.. وهم يعلمون أن كل قضية أو موقف يمكن الحكم عليه بواحد من عشرة أحكام ، لا يظهرون منها غير القليل جداً ، ( حرام / حلال / كبائر / مكروه ) وعليك أيضا أن تؤمن أنه كلما كنت علي صلة بربك فستختار الأفضل والأخير والملائم لك ولظروفك وأسرارك التي لا يعرفها الا أنت .. ذلك لأن العلم بالدِّين هو الوحيد الذي أساسه في فطرتك .. من هنا كان المتخصص في علوم الدين ليس كغيره من المتخصصين ، إذ أن تخصصه لا يعفيني من الفحص والتدبر والإستنتاج ، والتفكير ، فهذا ماكلفك به دينك ..من هنا كان التفكير عبادة .. أليس كذلك ؟ ، فبصيرتك الدينية الفطرية ، تستنتج وتحقق في دينك ، أما بصيرتك ليست فطرية مع التخصصات الأخري ، فسوف يسامحك الناس علي جهلك بالهندسة ، ولكن لن يسامحك الله ولا الناس علي جهلك بدينك .. ولأن ذلك يجعلك ضحية لذوي النفوس الضعيفة الذين شوهوا أحكام الدين ومبادئ الشرع ..والذين دخلوا عليك تشويهاً ومغالطة من باب إصرارك علي عدم التفكير ، وتكون مؤمناً ضعيفا .. والمؤمن القوي خير وأحب الي الله من المؤمن الضعيف .. لذلك لا تحاول أن تحرجني وتقهرني عندما تقول أن علماء الأمة القدامي لم يعترضوا علي مايعترض عليه الأبسط منهم اليوم ، أقول لك ، أننا والله لسنا أقل من الأئمة والسابقون عقلاً وتفكيرا، ولكن الأمة فضلت الإستكانة للسلف علي إعمال العقل ، ثم أن الممارسات الشاذة الحالية للإرهاب المتأسلم أصبح يفرض علي المسلم الآن أن يبحث عن مصادر تبريرات هذه الفئة الشاذة لسلوكهم وتوجهاتهم ، لقد طفحت رائحة الأحكام الزائفة وتشويهات الدين عندما تم توظيفها من قـِبل تجار
الدين والمتأسلمين والإرهابيين ، والطائفيين .. أليس كذلك ؟؟
نشرت فى 19 إبريل 2015
بواسطة Educpsychology
أ.د حمدي علي الفرماوي
موقع علمي سيكولوجي وثقافي يهدف الى: * نشر ماتيسر من انتاجي وانتاج تلاميذي العلمي والثقافي ( الكتب - الأبحاث - المقاييس النفسية - المقالات ) * مناقشة الظوامر السلوكية المستجدة في المجتمع والتواصل معها * مناقشة المغلوط في الثقافة النفسية * التواصل مع الجمهور من المثقفين والباحثين والمتخصصين من »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
108,705
ساحة النقاش