authentication required

إحتكار الحقيقة مرفوض .. التفكير عبادة (٢)
*************************
تعصب الأزهريون لآرائهم ، ومناهضتهم لمعارضيهم ، ومنع العقل المسلم في التفكير مع النص .. وبالتالي تقديسهم لكل ما أنتجه الأولون السابقون ، يضعهم في نفس مصاف المنهج الإخواني المتطرف ، ومنهج كل من تفرع من جماعات متأسلمة ذات المنظور المتجمد .. الأزهريون لا يناقشون ، ويعتبرون أن كل من غاص في النص والتراث وأعمل عقله ليس متخصصاً إذا كان من غير الأزهريين ، أما إذا كان من خريجي الأزهر فيعتبرونه شارد الفكر ، ولكن في كل الأحوال فإن معارضيهم في نظرهم مأجورون ، وقد يحلون دمهم !! إذا جلست مع أحدهم بعيداً عن الميديا يقول لك بصوت هادئ ويعترف أن البخاري قد إخترقته الإسرائيليات ، ثم هو نفسه الذي ينكر ذلك أمام الناس وفي العلن !! يرددون علي المنابر دعوة عقيدة القرآن الي التفكير واستخدام العقل ، وهم أنفسهم الذين يجادلون ولا يتناقشون وينكرون علي العقل وظائفه ويسرعون بك الي مثالين يحذرون من خلالهما من استخدام العقل !! فيقولون لك لماذا لم يفكر العقل في مسح القدم من أعلي وعدم المسح عليها من أسفل ، ولماذا لم يفكر العقل في تقبيل الحجر الأسود .. هكذا تكون الحجة لديهم وعلي هذا المستوي ، فالتراث مقدس ، والبخاري صحيح ، وبما أن البخاري قد وصل لنا كما هو ولم يمسسه علماء الماضي ، فمن نحن حتي نفتش في ماهية ما جاء بالبخاري !!!! علما بأن من يسوق هذه الحجة علي يقين أن مافي التراث والبخاري من اللامعقول ، ظل في ستره ومسكوت عليه حتي ظهر من وظفه سلوكياً في السنوات الأخيرة ، فطفحت الفتاوي الشاذة واللا دينية مرتكزة علي نصوص في التراث ، وظهرت جماعات التطرّف الي أقصي التطرّف السلوكي من قتل وحرق وذبح وكانت وتظل مرجعيتهم الفاسدة في التراث المقدس لدي الأزهريين ، فإلي متي تظل دافعية الدس وليس التزكي مسيطرة ؟؟ والي متي لا ننتصر للموضوعية ليتعاظم التفكير الموجب ونزهو بثماره ؟؟ الأزهريون يعلمون أن دين الإسلام ليس فيه رجل الدين ، بمعني المعصوم والوسيط بين العبد وربه ، وليس أحد من عُبَّاد الله حجة علي الاسلام ، والأزهريون لا يسمحوا لأنفسهم بالإعتراف بأهمية وصول المسلم الي حالة من الثقافة الإسلامية ، تلك الثقافة التي قد تصل به الي مستوي ما من البحث والفحص والتفكير الأكاديمي في علوم الدين ، ولذلك ينكرون علي الآخرين من غير الأزهريين أن يبحثوا وينظروا في علوم الدين ، فتراهم يسرعون في مهاجمتك من قبيل أنك دخيل عليهم ، وأنك غير متخصص ، ولا يناقشونك فيما عرضت !! ولذلك يهاجمون من يتعرض للإعجاز العلمي في القرآن الكريم ومنهم الدكتور زغلول النجار ، وينكرون ماكتبته في معجزات مفاهيم البناء النفسي في قرآن الله الكريم ، رفضوا بحثا لي في المدينة المنورة عن سيكولوجية الوسطية ، ورفضوا أن ألقي بحثاً عن تربية التزكي في جامعة الباحة .. فهل أسلوب التعلم أو التدريس الأزهري هو السبب في تكوين هذه العقلية المتجمدة ، تلك التي تنتج عقولاً أخري متوالية من هذا النوع ؟؟ والمحزن أكثر وأكثر أن هذه العقلية هي نفسها السائدة بين المتخصصين في علوم الدين في العالم العربي .. إنها أزمة ومشكلة معرفية تعلمية ، يصاحبها مسيرة مظلمة ظالمة لدين الله وعباده المخلصين ..

المصدر: Educpsychology

ساحة النقاش

أ.د حمدي علي الفرماوي

Educpsychology
موقع علمي سيكولوجي وثقافي يهدف الى: * نشر ماتيسر من انتاجي وانتاج تلاميذي العلمي والثقافي ( الكتب - الأبحاث - المقاييس النفسية - المقالات ) * مناقشة الظوامر السلوكية المستجدة في المجتمع والتواصل معها * مناقشة المغلوط في الثقافة النفسية * التواصل مع الجمهور من المثقفين والباحثين والمتخصصين من »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

104,100