التفكير عبادة (١)
الي متي يحتكر الأزهريون العلم بدين الله ، ويغلقون أبواب الحقيقة والحق ؟ الي متي يتحججون بالثوابت ويصرون علي فرض النص دون إعمال العقل ؟ فلا إسلام البحيري طعن في الرسول عليه صلاة الله وسلامه ، ولا طعن في القرآن ولا الصحابة ، ولا حتي في البخاري نفسه ، بل طعن إسلام فيمن يتقولون علي الرسول والصحابة ، ويهملون الفهم الصحيح لآيات الله الكريمات ، بل يحاول أن ينقي ما جاء عن الرسول في البخاري ، حينما لا عقل يقبله ولا قلب يستريح له ..فالبخاري من البشر ولا يجب أن يفرض إختياراته علي عقل المسلم ..فمن يبيحوا القتل هم الفشلة والطاعنون في ثوابت الله ودينه .. أما إذا كانت الثوابت في رأي الأزهريون هي التراث ، فما بالنا وقد أفسد التراث النص وتطبيقه ..وهم أنفسهم يعترفون أن هناك المدسوس في التراث ، وكيف يظل البخاري صحيحاً وهم يسلمون بما جاء به من اللامعقول ، والروايات التي تتعدي علي شخص الرسول وطهارة الدين الإسلامي ، في الوقت الذي يوجد فيه من تراث العقلانيين من شيوخ الأزهر ، مثل الشيخ محمد أبو زهرة والشيخ الغزالي من يرفض قتل المرتد ، مثلاً ، وقد ساروا علي نفس منهج إعمال العقل كما يسير عليه إسلام البحيري ، أم يريد الأزهريون أن يعيدونا الي العصور الوسطي من القهر الفكري وغلق العقول ، ويعيدونا الي محاكم التفتيش ، وتصيد الأخطاء الإنفعالية ، وبالتالي تكفير من يخالفهم ، وإهدار الدم ..إن منهج إسلام بحيري هو منهج يحترم العقل ويحفظ للمسلم كرامته وآدميته ويطهر التراث من الوباء الذي كان سبباً في تأخر الأمة ، وينزع بها الي التناحر والطائفية والتأخر العلمي ، وتسبب في قتل آلاف المسلمين الأبرياء عبر التاريخ وحتي الآن .. إسلام البحيري عندما يعلمنا أن نفكر مع الدين فهو يقيم الدين ويحي العقل ..ومن العيب والبعد عن دين الله أن يكذب شيوخ الأزهر ، ويأتون بتفريغ غير متسق مع سياق الحلقات ، ويضعون فيديوهات علي الفيس تحوي مقاطع مستهدفة من سياقات مختلفة للحلقات ، حتي يثيروا الرأي العام من منطلق مالا يقوله إسلام أو يؤمن به ، فأنا متابع للحلقات علي النحو الذي يسمح لي بأن أحكم علي ما قاله إسلام ومالم يقله .. وفي هذا الصدد يجب أن أبرز أمرين مهمين ، الأول : أن منهج إسلام في طرح رؤيته ومضمون مايقدمه ليس جديداً ، فكل هذا النقد قد قدمه غيره من قبل علي نحو شامل وغير شامل ، ومنهم عدنان الرفاعي ، هذا الذي طلب عدة مرات المناظرة مع كبار علماء الأزهر ، ولم يستجب له أحد ، وظل هجومهم عليه لفترة طويله، واتهمه شيوخ كبار في الأزهر بأنه قرآني ، وناكر للسنة !! .. أما الثاني ، فإني أعترض علي أسلوب إسلام بحيري في طرح أفكاره ، فقد جاءت لزماته وبعض ألفاظه مستفزة بعض الشئ .. مما أتاح للأزهريون أن يرصدوا توافه لفظية كثيرة يهاجموه من خلالها ، لكنهم في كل الأحوال لا يناقشون مضمونا ً .. بل يلعبون دور الطفل الأوتزمي الذي يتمركز حول ذاته ، فعلوم الدين يحتكروها ، ومدلول النص قد حنطوه ، وجعلوا من المغالطات والتفسيرات الشاذة وتطبيقاتها تراثاً معبوداً، بل جعلوا من البخاري نبيا ، وأضفوا علي محتوي ما أسموه صحيح البخاري قدسية لا مبرر لها .. وحتي وصل الأمر بقيادي في جماعة الصوفية أن يفتي بهدر دم إسلام البحيري !!.. فأي دين هذا الذي يكذب فيه المنتسبون له ؟ وأي دين هذا الذي يبيح تصفية المعارض ، بل المناقش والذي يستخدم عقله معه ؟ ..
المصدر: Educpsychology
نشرت فى 19 إبريل 2015
بواسطة Educpsychology
أ.د حمدي علي الفرماوي
موقع علمي سيكولوجي وثقافي يهدف الى: * نشر ماتيسر من انتاجي وانتاج تلاميذي العلمي والثقافي ( الكتب - الأبحاث - المقاييس النفسية - المقالات ) * مناقشة الظوامر السلوكية المستجدة في المجتمع والتواصل معها * مناقشة المغلوط في الثقافة النفسية * التواصل مع الجمهور من المثقفين والباحثين والمتخصصين من »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
108,729
ساحة النقاش