وعلى وسائل الاتصال في العصر الحديث أن تدعم الشخصية العصرية، وأن تكون المضامين الإعلامية المقدمة من خلالها تناسب الشخصية الحديثة وتساعد على دعمها داخل الإنسان، وذلك عن طريق تحديث الخطاب الإعلامي الموجه للشباب خصوصاً باعتبارهم التربة الخصبة لنمو الأفكار الجديدة وانتشارها، وهناك بعض السمات التي لابد أن يتسم بها الإعلام العصري:

1. الإعلام العصري يقوم على المعلومات ويعتمد أساسا على التحليل وليس إعلام مواعظ وافتراضات عبثية.

2. يعتمد على وجود محررين مختصين بشئون التنمية.

3. ضرورة إيجاد قنوات اتصال بين هؤلاء المحررين وبين مصادر المعلومات من خبراء وهيئات حكومية ومنظمات بمختلف المستويات، فالإعلام الحالي يطلب من المحرر أو الإعلامي في الصحيفة أو المجلة أو الإذاعة أو التليفزيون إعداد وحشو تلك الوسيلة وهذا ما يتناقض مع الممارسة الإعلامية المتعارف عليها في الإعلام الدولي المتقدم.

4. ضرورة إشراك مجموعة من المحررين المتخصصين على فترة تمتد إلى أسابيع في البحث عن المصادر الصحيحة ثم جمع أكبر كمية من المعلومات الدقيقة عن الموضوع التنموي أو البيئي أو العلمي ومن ثم كتابته بطريقة تحليلية متأنية ذات نتائج يمكن أن يبنى عليها قرار حاسم.

 

 

 

مقترحات و توصيات :

١- سرعة انجاز اللائحة التنفيذية للقانون رقم ١٠ لسنة ٢٠١٨  ، حيث تم انجاز و بعضها و بقيت الكثير من البنود قيد الإصدار

٢- ضرورة تدريب  مجموعة من الاعلاميين و الصحفيين  المتخصصين  في قضايا ذوي الإعاقة و الاقزام  و تأهيلهم للعمل في موضوعات متعلقة باحتياجات ذوي الإعاقة و طرق تحفيزهم و مهارات الاتصال الاساسية التي تضمن تفعيل دورهم في المجتمع

٣- تشجيع مؤسسات المجتمع المدني للعمل على تحسين مهارات الاقزام و دمجهم في سوق العمل

٤- تشجيع رجال الاعمال على اقامة مشروعات قائمة على تشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة و الاقزام

٥- التوجيه بتغطية انشطة ذوي الاحتياجات الخاصة و الاقزام و تقديم النماذج الناجحة منهم للجمهور للاستفادة من خبراتهم و تحفيز باقي افراد المجتمع على التحدي و النجاح

٦- تكوين مجموعات متميزة من قادة الرأي المؤثرين من الاقزام  لنشر الافكار الجديدة و دعم الثقة بالذات لدى الاقزام و مواجهة العقاب و المصاعب بقوة و اصرار

٧- تفعيل نتائج الدراسات و الموتمرات و انشر ذلك لهم لمقاومة الاحباط و دعم المشاركة  لهذه الفئة في النقاشات الجادة  لتحسين نوعية الحياة و التطوير الذاتي و تنمية المجتمع

 

 

خاتمة :

تسعى المجتمعات الحديثة بخطوات جادة جادة نحو اشراك كل الافراد في عمليات التنمية الشاملة ، فلن تنجح حكومة دون شعب محفز و راغب في التغيير و التنمية و التطوير  و يستطيع  الإعلام ا توجيه الجهد الإنساني بما يحقق نمو المجتمع وأفراده، و  خلق الحوافز لدى كل فئات  المجتمع ليشاركوا فكريا و عمليا بالجهد  في تنفيذ خطط التنمية وبرامجها، لإن وسائل الإعلام تعد موسسات اجتماعية تربوية مؤثرة و ضاغطة على المجتمع لدفعه للتغيير اما في اتجاهات ايجابية  او  سلبية  و  يصل تأثيرها إلى قطاعات عريضة من فئات المجتمع، لذلك يجب استثمارها والإفادة منها لتنمية المهارات اللازمة للافكار الايجابية و دعم السلوك الافضل لاستثمار طاقات ثروة المجتمع البشرية

 

 

 

للسلوك الابتكاري، وتنمية الاتجاهات الايجابية، والتفكير الابتكاري في حل المشكلات، حيث تعتبر وسائل الإعلام من أهم مصادر المعرفة، بل ومن أقوى وسائل ووسائط التربية.

   لقد تغيرت بنى وسائل الإعلام المعاصر كذلك تغيرت آليات عمله وأساليب تأثيره وبناءا على توافر متغيرين في بيئتنا الإعلامية الوطنية يتمثلان في:

أ‌- الكادر البشرى المستعد للارتقاء والتطور.

ب‌- القاعدة المادية للتقنية الإعلامية المتعددة عالية التقنية والكم.

   ونتيجة المتغيرات التي تمت في البنية الإعلامية العالمية والتي تتمثل في:

1. الاهتمام بصناعة المعلومات والأخبار ذات الأهداف الضمنية والظاهرة.

2. التركيز على وسائل اتصالية تقنية نوعية ذات انتشار جغرافي واسع.

   لذلك فإننا لابد أن نتخذ العديد من الإجراءات من أهمها التأكيد على عدم الانجرار وراء الإعلام الترفيهي الإذاعي الهابط تمشياً مع المعطيات الدولية المعاصرة، لأن إعلامنا لابد أن يكون هادفاً يتواءم مع قضايا ومشكلات مجتمعنا التي تختلف في الكثير من جوانبها وأولوياتها عن المجتمعات الغربية. فإعلامنا مطالب بحث الناس وتحفيزهم على المعرفة والتغيير والتركيز على أهمية الثروة البشرية، حيث تراجعت الآن أهمية رأس المال المادي وتقدمت أهمية رأس المال البشرى أو العقلي، ولننظر إلى جهاز الهاتف المحمول نجد أنه مصنوع من مادة لا تزيد قيمتها على جنيهات قليلة بينما باقي ثمنه هو قيمة المعرفة التي أنتجته عبر عمل عقلي علمي. إن التغيير الجدي بالفعل هو تغيير في الذهنية السائدة، وهنا تكمن خطورة دور وسائل الإعلام.

   إن الإنسان في حاجة إلى كسر القواعد والخروج من القوالب حتى يحقق المجتمع الديناميكي القادر على التقدم ومجاراة التطور في كافة المجالات.

 

   إن الناس يتكيفون بسهولة، ويستطيعون أن يتعلموا، وأن يتغيروا بأكثر مما يظنه الكثيرون. فإذا عرفنا طريقة تفكيرنا، وعرفنا بنيان عقلنا، وعرفنا كيف نتغلب على العجز الملازم لعقلنا وتحيزاته، فإننا نستطيع بهذه المعرفة أن ننجح. ربما كان من المستحيل أن تتغير الطبيعة البشرية تغييرا كاملاً لكن بالتأكيد نستطيع أن نحمي أنفسنا من أن تحطمنا هذه الطبيعة. بل وأن نمد أنفسنا بقدرات جديدة. إن المشكلة تكمن في كيف نستطيع أن نبدأ التغيير وأن نقود خطواته من أجل التنمية البشرية.

 

،،

الملاحظ هو أن الإمكانات الهائلة لوسائل الإعلام ذات الانتشار عظيم الاتساع قد استغلت في أغلب الأحيان للإضرار بقدرة الناس على التفكير السليم. رغم ما يمكن أن تقدمه من موضوعات تخلق حالة من الإيجابية في اتجاهات وتفكير وسلوك الشباب ليشاركوا في بناء مجتمعهم،ومن المهم أن نتذكر أن السيطرة على العقول أو توجيه العقول تبدأ داخل الوطن، عن طريق ما يبثه لهم الإعلام المحلى من مضامين تساعدهم على التفكير وبناء رؤية حول الواقع الذي يعيشونه، وقد تم استغلال وسائل الإعلام في الأغلب من أجل خلق عقول نمطية بعد أن كانت تبشر بعهد تنتشر فيه المعلومات على أوسع نطاق، وليس معنى ذلك أن هذه الوسائل كانت شراً كلها، إذ أن البشر أصبحوا الآن أقدر بكثير على اكتساب المعلومات عما كانوا عليه في العصور الماضية.

     لذا فمن المهم استثمار هذا القرن من انتشار المعلومات في تحقيق الأهداف الاجتماعية ونشر خطط التنمية التي تعنى بتغيير المجتمع إلى الأفضل، وفى كل المجالات، سواء في قطاعات الإنتاج أو الخدمات. ويواكب هذا بطبيعة الحال تغيير في تفكير الأفراد وسلوكهم، لأنهم هم هدف التنمية الأساسي حيث أن الإنسان هو أثمن رأس مال.

    والشباب هم الركيزة الأساسية لبرامج التنمية والتحديث، ويمثل البحث في مشاكل الشباب بحثاً في مشاكل المجتمع التي تترك آثارها على الشباب.

    وهنا تقوم وسائل الإعلام بدور كبير في عملية التنمية، خاصة فيما يتعلق بتنمية الموارد البشرية، حيث إنه من الضروري خلال عملية التنمية البشرية أن يساعد الإعلام الناس على وضع هدف، وأن يدرب الناس عليه، ولابد أن يكون هذا الهدف محددا، وموضوعياً، وقابلاً للقياس. وأن يتم الاتفاق عليه، وكذلك أن يكون هدفاً له علاقة بهم. والشباب هم التربة الخصبة التي ينشدها المجتمع في عمليات التنمية .

   إن المجتمع والإعلام في حركة مستمرة وقبل أن تتحرك خطة التنمية من الإحصاءات والتنسيق إلى شكلها النهائي يكون الإعلام قد سبقها بأن يجعل المجتمع يحس بمرارة موقفه التنموي المتخلف وبضرورة تغيير هذا الموقف وخلق ثورة تطلعات بين أبناء هذا المجتمع, وانطلاقاً من هذه الرؤى يأتي الحديث عن الإعلام والتنمية. إن الإعلام التنموي من غير تخطيط سينتج إعلاماً تمتلك مؤسساته أحدث معدات التقنية الاتصالية من محطات إذاعة مسموعة ومرئية، ومطابع، واستوديوهات إنتاج، وقدرة على شراء البرامج حيثما توافرت، وبأي الأسعار، إلا أن ذلك كله سيصبح غير قادر ـ مع غياب خطة تنموية ـ أن يحقق الأهداف الوطنية المنشودة في تحويل المنجزات الكمية إلى منجزات نوعية وفى إنجاز البنى الأساسية للتنمية البشرية، إن التخطيط للإعلام التنموي يحتاج إلى مقومات أساسية أولها توافر المعلومات التي يمكن أن توفرها بحوث الاتصال وتحتاج إلى قائمين باتصال واعين ومدربين ويحتاج كذلك إلى وعى اجتماعي بالظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ومن هنا فإن هناك أهمية كبيرة لمجال البحوث حيث يوفر البحث العلمي المادة الأساسية للمعرفة العلمية.

 

التخطيط الإعلامي للتنمية البشرية

   عرف البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة "التنمية البشرية" بأنها عملية توسيع الخيارات المتاحة أمام الأفراد. وأوضح أول تقرير للتنمية البشرية عام 1990 بأن هذه الخيارات ليست نهائية وثابتة من حيث المبدأ وتتغير بمرور الزمن. وأصبحت الدورات التدريبية في هذا المجال تجد رواجاً كبيراً في أوساط الشباب الذي تأكد احتياجه لتطوير قدراته ومهاراته ليستطيع إثبات الذات والمنافسة. وقد زاد تأثير التكنولوجيا الحديثة، وخاصة في مجال العقول الإلكترونية والاتصالات، وأصبحت تساهم في تشكيل المجتمع الآن ثقافياً، واجتماعياً، واقتصادياً. ويمكن في ظل هذه السيطرة التكنولوجية العالمية أن يقوم الإعلام بدور مهم في المجتمع من خلال التأكيد على مفاهيم التنمية البشرية عن طريق توظيف المضامين الإعلامية في الصحف والإذاعات الموجهة للشباب في تدعيم وترسيخ هذه المفاهيم لديهم، ليتمكنوا من إعادة بناء أنفسهم، وتدعيم قيم الوقت ومهارات التواصل ومهارات المقابلة الشخصية وغيرها، خاصة أن المواد المطبوعة تمتاز بأنها تسمح للقارئ بالسيطرة على ظروف التعرض، وتتيح له الفرصة ليقرأ أكثر من مرة، وبتطور المادة المطبوعة، في أي طول وبأي تعقيد، تظهر الحاجة إليه، الأمر الذي يؤكد أن وسائل الاتصال المطبوعة يمكن أن تقدم للشباب مضامين التنمية البشرية.

   أما الإذاعات فقد أظهرت الدراسات أن الراديو يستطيع أن يصل إلى الجماعات الخاصة التي قد يصعب الوصول إليها عن طريق الوسائل الأخرى، وأظهرت كذلك أن نسبة الاستماع إلى إذاعة "الشباب والرياضة" تزداد في القرى عن الحضر، ولا يتوفر للشباب في الريف نفس الفرص التي تتوفر لأبناء المدن من التدريب على مهارات التنمية والتطوير. وقد أشارت الدراسات إلى أن إذاعة "الشباب والرياضة" تميل إلى مخاطبة الشباب بصفة عامة دون تحديد لقطاع معين منهم، وأنها تركز على نوعية محددة من القضايا في مقدمتها القضايا الأدبية، والتعليمية، والفنية، دون غيرها من القضايا.

   وتؤكد الخطط الإعلامية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون أهمية دور إذاعة "الشباب والرياضة" في تنمية الشباب المصري من خلال:

1. إبراز دور الحكومة في تنمية الشباب سياسياً، واقتصادياً، وثقافياً، واجتماعياً، وإيجاد فرص عمل جديدة، وتمويل مشروعات الشباب من خلال أنشطة الصندوق الاجتماعي للتنمية.

2. تنمية الإحساس بالانتماء والولاء للوطن.

3. إبراز العوامل التي تؤثر في سلوك الشباب في المجتمع من خلال طرح موضوعات التوازن والتماسك الأسري.

4. الاهتمام باحتياجات الشباب من فرص للعمل، والكسب، والمسكن الصحي الملائم.

5. بيان سبل الاستفادة من الشباب خلال العطلات الصيفية.

6. تبصير الشباب بالقضايا المجتمعية، والمشاكل التي تعوق مسيرة التنمية.

7. إعلاء قيمة العمل، مع غرس وتنمية قيمة العمل الحرفي.

8. الدعوة للاتجاه في مجال التثقيف إلى الأساليب الجديدة التي تجذب الشباب.

9. تشجيع الشباب على المشاركة في بناء الذات ثقافياً.

10. حث الشباب على الاهتمام بعلوم العصر ووسائله، كالكمبيوتر، واستخداماته، وأهميته.

11. إبراز جهود تنمية الشباب اجتماعياً من خلال طرح مشكلات الشباب، وأفكارهم، والمساهمة في تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، والتعرف على وجهات نظر الأجيال المختلفة تجاه القضايا المجتمعية، وتوعية الشباب في مواجهة التطرف الفكري. وتشجيع الشباب لاستثمار وقت الفراغ بالبرامج التي تنمي شخصياتهم، وتفجر طاقاتهم.

   كما صنفت الدراسات أيضا قضايا الثقافة والتعليم من القضايا الفرعية في الصحف الحكومية والحزبية والمستقلة التي تخصص لها صفحات داخلية متخصصة، بينما تتصدر القضايا السياسية الأولويات في الصفحات الأولى والصفحات الداخلية. الأمر الذي يؤكد ضرورة وضع قضايا الشباب وتطويرهم في مكانة أكثر أهمية، خاصة في الصحف والإذاعات الموجهة خصيصا لهم. وقد أوضح تقرير التنمية البشرية العربي أن أوجه القصور في التعليم والمعرفة لها عظيم الأثر على جوانب التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في مصر، وفي باقي دول العالم العربي، مما يلفت الانتباه لأهمية وضع أولويات جديدة للخطاب الموجه للشباب لمواجهة الواقع الجديد، والمتغيرات التي يشهدها المجتمع. حتى يتم رفع حالة المعرفة والتوعية بهذا المجال، حيث إن الفقر المعرفى هو أخطر أنواع الفقر التى يعانى منها العالم العربى الآن. لذلك فان التحدى الأساسى الذى يواجه العالم العربى هو الانتقال الى  مجتمع المعرفة الذى يستند على ثلاث ركائز أساسية هى:

1. اكتساب المعرفة.

2. انتاج المعرفة.

3. توظيف المعرفة فى خدمة تطور وتقدم المجتمع.

 

 

 

DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 162 مشاهدة
نشرت فى 5 أكتوبر 2018 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,698