وضعت منظمة الشفافية الدولية للفساد تعريفا للفساد بأنه (إساءة استعمال السلطة لتحقيق مكاسب خاصة، فهو استغلال السلطة الممنوحة سواء كان في القطاع العام أو الخاص لتحقيق مكاسب شخصية للفاسد او لذويه ، و كذلك يشمل الفساد الخروج عن القواعد الأخلاقية الصحيحة أو غياب أو تغييب الضوابط التي تحكم السلوك العملي ،
و تؤكد الدراسات التي تجريها المؤسسات الدولية و المحلية دور المرأة و التكنولوجيا في الحد من الفساد ، و لا تعميم في ذلك بالتأكيد لكنها مؤشرات مختبرة ،
فلا المرأة و لا التكنولوجيا معصومة من الأخطاء و المخاطر و المشاكل ، لكننا في اشد الحاجة للحد من الفساد بكل الطرق و التجارب و الافكار ،
تولت المرأة العديد من المناصب في مصر ، و سعت لإثبات وجودها الاداري و المهني ، و لعل التحديات التي تواجهها المرأة تجعلها اكثر التزاما و ارساء للقيم للحفاظ على حقوقها المكتسبة ، نعم هناك تجاوزات ادارية و اخطاء ترتكبها بعض النساء في مواقع قيادية لكن المؤشر العام يؤكد تراجع معدلات الفساد كلما تولت المرأة القيادة منها تراجع الرشوة ، و تراجع معدلات التزوير ، و تراجع معدلات تحقيق المصالح الذاتية من المناصب ، و غير ذلك من المؤشرات الدالة ،
و كذلك رغم ان التكنولوجيا احتلت ترتيبا يتقدم و يزداد يوما بعد يوم في معدلات الجرائم في العالم كله ، الا انها تظل اداة من ادوات مكافحة الفساد بطبيعة تكوينها الموضوعي الحاسم ، الهواتف الذكية ، و القدرات الهائلة على التتبع و تحديد المواقع ، و ميكنة المعاملات المالية للافراد ، و الصور الفوتوغرافية التي تلتقطها الأقمار الصناعية و تقدمها للمسئولين تكشف ماكان مستورا و خفيا في عصور سابقة ، فقد استطاع المحققون التابعون لمكتب نائب رئيس البنك الدولي لشؤون النزاهة إثبات عدم اكتمال مبنى تابع لمشروع يموله البنك الدولي في منطقة من مناطق الصراع الدولي ، و استطاعت التطبيقات التكنولوجية المتاحة كشف العديد من الانشطة المشبوهة ، و تبعية بعض الشركات التي اعتقد المسئولون انها متنافسة ، كشفت عمليات حصر البيانات عن تبعيتها لاشخاص تجمعهم صلات و مصالح مباشرة و لا تنافس و لا تنوع فيها ، و غيرها الكثير من الممارسات التي كشفتها التكنولوجيا بتطبيقاتها المتنوعة ،
فاهلا بالمرأة على رأس المؤسسات و الوزارات و اهلا بالتكنولوجيا ، و دعونا نحلم في مطلع العام بنتائج تحمل ما نتمنى ، بلا تطبيل و لا صيد في الماء العكر .
