عرفت مصر الراديو في أوائل القرن العشرين مواكبة للدنيا وتطوراتها ، عن طريق الإذاعات الاهلية التي استثمرها التجار و الهواة لترويج سلعهم و افكارهم ، حتى كان الارسال الرسمي للاذاعة المصرية في الحادي و الثلاثين من مايو عام ١٩٣٤ ، و منع الإذاعات الاهلية ، هذا التاريخ الذي خلدته مصر باعتباره عيدا للإعلاميين ، و التف الناس حول الاذاعة المصرية وعشقوا برامجها وتعلقوا بنجومها الذين تألقوا بلا منافس حتى ظهور التليفزيون وانتشاره ، الذي سحب البساط قليلا من الاذاعة لكنها تسترده بكل قوة ، بقواعد وأصول ، ومهارات اساسية للعمل الاذاعي ، لتبني العلاقة والثقة مع المواطن المصري والوطن ،
علاقة الاذاعة المصرية اتخذت ابعادا جديدة من يقين المسيولين بدورها ، فقد أعلن محمد انور السادات احد الضباط الأحرار وقتها بيان الثورة من الاذاعة ، عرفت ثورة 23 من يوليو 1952 أهمية الإذاعة في مخاطبة الرأي العام، فقدمت البرامج و الاغاني و الدراما و الاخبار ، قدمت للناس التحليل و التفسير ساعدها في ذلك تفرد الراديو بالسرعة و المواكبة ، و في العام التالي لثورة يوليو أنشئت اذاعة صوت العرب لدعم مفاهيم الوحدة العربية والأفكار الثورية ومقاومة الاستعمار ، تم استخدام الاذاعة ببرامجها و نشراتها الإخبارية في دعم عمل المناضلين العرب في دول المغرب العربي و جبهات التحرير في افريقيا ، و ثورة اليمن ، و دعم دول الخليج بافكار الاستقلال ،، لقد ورثت الأجيال الحالية الراديو بسمعة نقية الى حد كبير ، حتى حين عاصرنا احداث ثورة يناير ٢٠١١ و ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كانت الاذاعة و اَهلها يجدون قبولا خاصا لدى الرأي العام ،
أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا في دورتها الـ67 في يناير عام 2013، إعلان اليونسكو لليوم العالمي للإذاعة، الذي اعتمده المؤتمر العام لليونسكو في دورته الـ36، وأعلن بموجبه أن يوم 13 فبراير هو اليوم العالمي للإذاعة، وهو اليوم الذي أنشأت فيه الأمم المتحدة إذاعة الأمم المتحدة في عام 1946 ، مؤكدة أنه «في زمن نشهد فيه تراجعًا في النقاش البناء في المجتمع المدني، وتشكيكًا كبيرًا في مصداقية المعلومات، تعد الإذاعة أداة فريدة لتوحيد المجتمعات وتعزيز الحوار الإيجابي من أجل إحداث التغيير، و تذكرنا بأهمية الإصغاء لبعضنا البعض مرة أخرى».
انقذت موجات الراديو مع اكتشافها مئات البشر على متن السفن الغارقة ، و كانت قصص وحكايات الذين أنقذتهم موجات الراديو ملهمة لكل الفنون ، و لا ينسى الجمهور حكايات تيتانيك اشهر السفن التي خلدتها السينما ،
ثم انتشر جهاز الراديو كوسيلة اعلامية يلتف حولها الناس في كل الدنيا باحثين عن الخبر ، والثقافة ، والمعرفة ، والعلم ، والترفيه ، متخطية الحدود والحواجز ، مؤثرة في العقول والقلوب بأقل التكاليف
الراديو ، وسيلة تحب الحياة وتقاوم كل تهديد ، وحين اعتقد الجمهور وصناع الاعلام ان انتشار التليفزيون سيهدد حياة الراديو ، استطاع الراديو و عشاقه ان يجدوا ميزات تنافسية تجعل الراديو يقف ويصمد ويستمر ،
ومع انتشار الكمبيوتر و شبكة الانترنت ، واجهزة التليفونات الذكية ، كانت قبلة الحياة للراديو الذي أكد وجوده في كل مكان ، وفي كل وقت ، مع تطور المحطات الاذاعية ، وظهور راديو الانترنت والتفاف الشباب حول انتاج المواد الصوتية بفنون عصرية محدثة ،