المرأة المصرية جمال هاديء و حضور عميق ١-٢
،،،،،
قد يبدو هذا الكلام معادا و معتادا ، و لا يصلح للتسويق او للفرجة الدرامية ، كلام واقعي جدا ، حقيقي ، يحدث يوميا ، فلا اثارة فيه ، و ربما لذلك لا نتحدث عنه ، و قد نتحدث بشغف اكبر عن النماذج التي يصدّرها الاعلام ، و تبيعها الدراما و تتبادلها صفحات الاعلام الاجتماعي ،، لكن المرأة المصرية الحقيقية صاحبة الجمال الهاديء و الحضور المكثف تظل ايضا صاحبة الأثر العميق ،،،
يوم المرأة المصرية ،، (و قليلات منهن تعيش تفاصيل مختلفة ، ) المرأة في كل أدوارها عطاء و محبة ،
،،،،،،،،،
بسرعة و انضباط 👮🏻♀️ ، يخرج زوجي الى عمله مبكرا جدا ، يشرب كوب ماء دافيء او لا يشرب ، حسب الوقت المتاح ، ( و كان قد جاء البيت متأخرا جدا ، بعد رحلة عمل شاقة ، نتحمّل معه بعضها ، و يتحمل وحده الرحلة كلها ، بما فيها و من فيها ،) أتابعه حتى يستقل سيارته ، و ينطلق ،
يخرج ابنائي لمدارسهم بعده بدقائق 🚶🏻♀️🚶🏻♀️🚶🏻 ، بعد حوالي ساعة من الاستعداد للاستيقاظ، و الدلال ، و المحاولات ، و المحايلات ، و تجهيز الطلبات ، اتابعهم حتى تأتي سيارة المدرسة فينطلقون ،،
ابقى لدقائق صامتة تماما استوعب ان جزءا مهما من اليوم مر بنجاح ،، اتنهد تنهيدة الصباح ، ادعو لهم جميعا بما تيسر ،، اصلي ، افكر ،، كيف ستبدأ خطتي لهذا اليوم 💪🏻🤔😴😇😍 ،،
ثم ،،
انطلق الى حفلة ديسكو في رأسي على نغمات اغنية امي مسافرة و هعمل حفلة 🎉🎊🎵🎶
اشرب الشاي باللبن ، مع دخان البخور ، و مختارات على اليوتيوب ،،
تنتهي النغمات لتحل محلها المسئوليات ،،
اجهز جزءا من طعام اليوم ، ارتب و الملم قدر ما استطيع ، و أنفذ الاجندة ، الى العمل ، او الى المطبخ مباشرة ،،
اذاكر دروسا عملية في ادارة الوقت و مربع ترتيب الاولويات ، أحدد ما سأفعله الان ، و اثناء هذا يمكنني القيام بذلك ، و بينهما يمكنني اجراء مكالمات صباحية ضرورية ،، أزيل اثار الكتب و الأوراق المتناثرة في كل مكان ، فحلم تخصيص الاماكن يبدو كمعركة محسومة النتائج لغير صالحي ،،
اكتب مقالي الذي حان موعد تسليمه ، اكتب نقاط محاضرات الاسبوع ، اعد موضوعات حلقات و برامج الاسبوع الاذاعية ، أراجع ما يمكن مراجعته ، اعود للمطبخ ، اتابع ما بدأته ،،
اعود للانترنت ، كمخبر قديم ينظر من وراء ثقب الجريدة في حساباتهم على مواقع الاعلام الاجتماعي ، ماذا كتبوا ، كيف يردون ، ماذا يقولون ، كيف يفكرون ، و الله هو الرقيب ، احاول تحديث عقلي لألحق بقطار التغيير فائق السرعة ، ، ابحث في مستجدات الدنيا ، و مايحدث ،، اهاتف اسرتي ،
اطلب حارس العمارة ، السوبر ماركت و المكوجي ، و ما يستجد ،،
تمر هذه ساعات كالدخان و العصافير و الأموال ، و الكحول ، مهما كثرت ،،
يدق الجرس ،، يأتي الابناء اولا ، و قبل ابيهم ، الذي يأتي بناء على مواعيد عمله ، في وقت لا يملك أحد رفاهية التحديد فيه ،
هنا تبدأ مرحلة من الذكاء الانفعالي و ادارة الغضب ، حين لا يعجب الغداء الجميع بنفس الدرجة ، تبدأ رحلة جديدة من الاقناع ، و النقاش ، والشد و الجذب ، بين انتصارات احدنا و انتصارات الاخر ، حيث لم يستمتع كل الأطراف بنوع الطعام 🍔🌮🥙🍳🍿 ( الذي لا ينافس قائمة الدليفري المتاحة على شاشات التاتش ) لكننا مقتنعين على الاقل اننا كافحنا الجوع مؤقتا ،، اسجد لله شكرا حين تمر هذه المرحلة بسلام ،
ندخل الى مرحلة مجيء مدرس او درس في مكان اخر ، او اي نشاط للانجاز ،، هذه مرحلة لا تكفي السطور لشرحها طبعا لكن الخيال المشترك بيننا يكمل الكثير من التفاصيل ،،
اثناء هذه المرحلة ندخل في نقاشات متعددة الأبعاد مع كل واحد على حده ، او مجتمعين حسب جاذبية الموضوع او الاهمية المشتركة ، و قبل ان أتجرأ على السؤال عن المذاكرة او المطلوب انجازه يبدأ الوقت في التبخر ،، احاول و يحاولون ،،احاول و يحاولون ،، و يحاولون ،،،،،حين تنتهي هذه المرحلة اكاد أطير من الفرحة غير المعلنة بالتأكيد ، فلا وقت لها الآن،،
كما بدأ اليوم بجهد الإيقاظ ينتهي هذا الفاصل منه بجهد الدفع الى النوم ، ترك الموبايل ، مكافحة الانترنت ، حرب الاعصاب ،
قد انتصر انا حين ينامون ، و قد استسلم قبل اعلان النتيجة ،
، يتحملون تقصيري بصبر ، احيانا جميل ، و بعشم شديد ، ، يمر اليوم بحب يتأرجح بين الاعلان و الاخفاء ، لكنه موجود في منطقة عميقة يزداد عمقها كل لحظة ، فينشدون الكمال كما أنشده ، ، و الكمال لله ، ،،،
يمر اليوم و ازداد حبا و يقينا ،، اعلم اني بهم ، و معهم ، و لهم ، اتعلم ادارة الوقت ، ، و ترتيب الاولويات و تحديد الهدف بدقة ، اتعلم ادارة الازمة ، و الصراع ، و قبول الاخر ، و فن الاستماع ، ،، يترسخ ما درسته عن الحوار و التحقيق و التقرير ، و صياغة الخبر ، و طرح السؤال ، و الدراما ، و كل علوم الاتصال و الاعلام ،،
وهكذا ،،،،،
كل عام و نحن نحبهم جدا و بحبهم نحيا ،