الشكوى ( المشكلة و الحل )

الشكوى   ،، حين يقل الرضا يترك فراغا في القلب لا تحل محله الا الشكوى ،

تتعدد اسباب الشكوى و اهدافها :- 
-الشكوى للبحث و للوصول لنتيجة و حلول 
-الشكوى لمجرد التنفيس
-الشكوى للتبرير
-الشكوى لصد الحسد و الحقد
.....
يكتم بعض  الناس الظروف السلبية ، او يقعون اسرى  تكرار التركيز على السلبيات ، و كلاهما يحمل المخاطر على نفوسنا ،
فالشكوى مهمة اذا كنا نبحث عن حلول ، حتى التنفيس و الفضفضة من الامور المشروعة لكن لها شروطها ،
 فمجرد الكلام بالشكوى هو اضعف درجات التنفيس عن ما يمر بالانسان من مشاعر سلبية نتيجة مواقف او أشخاص يملأون حياته بل و يملكونه
بينما يعتبر البكاء اقوى تنفيس عن الشكوى  ، هو وسيلة فطرية للتنفيس ، أما  القرب من الله و الشكوى له ، فلا كلام بعده ،،،

و مفتاح البداية  للتعامل مع الشكوى هو تحمل المسئولية عن موضوعها ، 

ثم اختيار المستشار المناسب لتحقيق هدف الشكوى ،  فلا تسلم نفسك لانسان تخصه بشكواك دون اسباب ،
حين تتكرر الشكوى ، فكل ما نفعله  مجرد تفريغ  ، لابد ان نفكر في الجانب الإيجابي بعد الحل و لا نقف عند حدود الشكوى فرؤية واضحة للحل كفيلة بتحديد الطريق ،  و سؤالك المهم ، ماذا يحدث الان  ، ماذا تطلب لتكف عن الشكوى و تنتهي تماماً ، ؟  ،

- يمكننا ان نقوم بمحاولة الاستفادة من مهارات التعبير الوظيفي ، فالشكوى و كتابة الشكوى من مهارات التعبير الكتابية التي تقوم بوظيفة مهمة و لها عناصر محددة ، فيكتب الشاكي  الشكوى  معبرا عن الضرر الذي اصابه ، و موجها شكواه الى جهة اختصاص محددة ايضا  ، و لابد ان يشمل موضوع الشكوى على عدة عناصر ، اهمها التاريخ  فكل شكوى لها تاريخ ، ليست مفتوحة المدى ، لاحظ هذه مهمة جدا ، 
ثم اسم المشتكى اليه و صفته الموضوعية المتصلة مباشرة بحل الشكوى ،و موضوع الشكوى  ، و يُبدأ بالتحية ، ثم الشكوى بالتفصيل  و يُبين بها المشتكى منه سواء كان موقفا او شخصا و الموضوع بالتفصيل ، ثم الخاتمة و بها اسم الشاكي و عنوانه و في بعض الحالات تكون هناك مرفقات للشكوى مثل اوراق ، صور ، ملفات تدعم حق الشاكي  ،( هذه المعرفة بنموذج الشكوى مهمة لتكون مرشدا  جيدا و دليلا لك اثناء  الشكوى ،
 
التحلي بالصبر الجميل ، الذي يحث الانسان على الرضا و الشكوى لله 
، واذا اضطررت للشكوى لانسان فلابد ان تكون الشكوى بهدف المعاونة على زوال سبب الشكوى ، و زوال الضرر ، الذهاب لطبيب شكوى لا تنقص من اجر الصبر ، شكوى المظلوم حاله لمن يعينه على استرداد حقه ، و الشكوى لمن نظن ان زوال الشكوى و حلول الفرج على يديه ، 
الشكوى لغير الله مذلة ، انما اشكو  كما  كانت شكوى  سيدنا يعقوب ، فماذا كانت  ؟ قال ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ ( سورة يوسف الآية: 86 )
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
( سورة هود )

ليست الدعوة هنا لإنكار الشكوى لكن لمحاصرتها ، لا نلبسها لباس الشكر و الحمد ، لكن نبحث عن مواطن و نعم للشكر ، البحث عن الفرحة ، انتشال القلب و الروح من مر الشكوى
الاصدقاء الحقيقيون الذين لا يجترون معنا الام الشكوى بل يصنعون معنا احداث البهجة ، ينبغي ان نخرج من ضيق الشكوى الى كوّن فسيح ، لا اشكو لتتحول الشكوى الى جماعة من الشكايين يقتلون أوقاتهم مع بقاء شكواهم ليجدوا ما يمكن ان يكون حديث الغد ، لكن اشكو بحثا عن مخرج ، محدد لشكواي زمنها و مكانها 
قد لا تتغير الظروف ، و لا يتحسن الأشخاص الذين نشكوهم لكن قلوبنا تتدرب على استقبال مختلف لحالات الشكوى ،
نختبر وقت الشكوى يقيننا بالله ، هل ننجح؟؟

اي شكوى نحن  جزء منها ، شركاء لنا ما لنا و علينا ما علينا ،
قبل أن تشكو، من انسان  او من موقف ، او من عمل تعمله ، قبل ان تلقي باللوم ، و اللعنات ، كن موضوعيا ، و اسأل نفسك ماذا فعلت ، قبل ان تشكو ، ؟ كن واضحا محددا ،،،

انفسنا تأخذنا الى الظنون بحسنها و  سوءاتها ، أوقاتنا معظمها فكرة ، نغرق في التفكير  فيما حدث في الماضي او ما يحدث في المستقبل ، في حين ان   ما نستطيع فعله هو الان  ،، فلا ينبغي ان نضيع اللحظة الحالية كما ضاعت الماضية ، و ندفع في مستقبلنا ثمن أوقاتنا التي ضيعناها ، الشكوى ، تأكل القلب و الروح ، اذا لم تكن محددة الوقت و محددة الأشخاص التي انتقيهم للشكوى بهدف الحل ،
 ان الافكار داخلنا تسلط علينا ،

قبول الذات و الحياة  و قدر من الحب و تحقيق الانجازات،  من مداخل الرضا الاساسية ، وكلما زاد الرضا لم تجد الشكوى لها مكانا،، 

ووصفت منظمة الصحة العالمية في 1995 الرضا عن الحياة بأنه مجموعة معتقدات الانسان  عن موقعه في الحياة  و عن أهدافه وتوقعاته ومعاييره واهتماماته في ضوء السياق الثقافي ومنظومة القيم في المجتمع الذي يعيش فيه  ، و كلما حقق التوافق بين هذه المجموعات كلما حل الرضا محل الشكوى . 

 

المصدر: د / نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 240 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2016 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

589,898