كيف يتابع الجمهور الحلقات المعادة بشغف البث المباشر ، !!!؟؟؟
كيف تتأرجح عواطف الجماهير بسرعة بين البطولة و الاجرام ، تندفع للافضل او للأسوأ ،؟
كيف يصدق الجماهير من يملك القوى الناعمة الجبارة التي تزرع الفرقة و تشتت الهدف ، و تعزف على أوتار سيكولوجية الجماهير و أقواتهم بشراسة ؟
ثم كيف نافست الجماهير الحكومات حين امتلكت هي الاخرى القوى الناعمة من شبكات التواصل الاجتماعي ، و الاعلام الجديد ، و مشاركة صناعة الاعلام التقليدي ، و اعتماد البرامج عليه بشكل اساسي
كيف يتساوى اثر القيمة في حشد الجماهير ، و يتساوى الإيجابي مع السلبي في دفع الجماهير و تغيير مشاعرهم و افكارهم ثم سلوكياتهم ، و يأتي اسم هتلر مصاحبا لاسم غاندي في تحريكهما للجماهير ؟
التي غيرت المفاهيم ولكن بدءا من عصرنا الحاضر- وفي العشرين سنة الأخيرة بشكل خاص - راح بعض الباحثين يهتمون بظاهرة جديدة هي الجماهير السياسية المؤطرة. وعلى أثر أعمال غوستاف لوبون وفرويد وتارد ظهر باحثون جدد اهتموا بدراسة الظاهرة من أمثال عالم الاجتماع الفرنسي المعروف جان بودريار وكتابه "في ظل الأغلبيات الصامتة"، ثم بول أديلمان المذكور آنفا و "إنسان الجماهير"، ثم سيرج موسكوفتشي و "عصر الجماهير".
وكل هؤلاء الباحثين يطرحون بأساليب مختلفة سؤالا رئيسيا يتعلق بالجماهير و صعودها القوي على مسرح التاريخ المعاصر. كما أن القادة المحركين للجماهير من أمثال: هتلر، موسوليني، ستالين، ماوتسي تونغ، غاندي، قد أصبحوا موضع تساؤل (نتحدث هنا عن التأثير و لا نتحدث عن حكم القيمة الإيجابي، فالمسافة القيمية بين غاندي و هتلر بعيدة قيميا لكن تتشابه القدرة على الحشد و التأثير ).
والسؤال الذي يطرحه علم الجماهير، أو علم النفس الجماعي، هو التالي: كيف أمكن لهؤلاء القادة أن يحشدوا و يجيشوا الجماهير بمثل هذا الحجم ؟
و دراسة سيكولوجية الجماهير تحتاج تحديثا عصريا مناسبا و جادا ، ليس فقط من اجل تطوير الاداء الاعلامي ، و لكن من اجل الحفاظ على كيان الدولة ،
