حينما أراد سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يترك السيدة هاجر وولدهما إسماعيل، في ذلك المكان الموحش ، بلا طعام ،ولا ماء و لا مأوى ، كان يعلم انها اختيار خاص جدا ،
و حينما اخبرها ان قد جاءه امر الله بتركهما في هذا المكان، فقالت بيقين العارفين : إذن لا يضيعنا، سندهااليقين بالله ، فصبرت و سعت ، حتى أرسل الله لها مدده و كشف عنها الضر و فرج الهم بحوله و قوته ،،،
المصرية امرأة خاصة جدا ، جمال هاديء ، و حضور مكثف عميق عمق الحضارة و التاريخ ، عمق التجارب التي صنعتها و حصنتها ، عمق أقوال الحكماء المصريين عن رعاية المرأة ووصاياهم لأبنائهم، والتي وُجدت على البرديات التي سجلت تلك الوصايا. منها ما قاله الحكيم بتاح حتب منذ حوالي العام 2400 ق.م: «إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك، اعتن بها.. ترعَ بيتك، أطعمها كما ينبغي، اكس ظهرها واستر عليها، عانقها وأوفي لها طلباتها، أفتح لها ذراعيك، وادعوها لإظهار حبك لها ، اشرح صدرها وادخل السعادة إلى قلبها بطول حياتها ، وإياك أن تقسو عليها، فان القسوة خراب للبيت الذي أسسته ، فهو بيت حياتك ، لقد اخترتها أمام الله و أنت مسئول عنها أمامه »؛
و هذا بعض ما قال الحكيم آني في القرن الرابع عشر قبل الميلاد .، موجهًا حديثه للرجال : «لا تكن رئيسًا متحكمًا لزوجتك في منزلها ، فهي سعيدة وأنت تشد أزرها، ويدك مع يدها ، أنت تعرف قيمة زوجتك وسعادتكما حين تكون يدك بجوارها.. فكل زوج ينبغي أن يتحلي بضبط النفس وهو يعامل زوجته».
أما الحكيم سنب-حتب فيوصي ابنه : «إذا أردت الله فأحب شريكه حياتك اعتن بها تعتن ببيتك وترعاك، قربها من قلبك فقد جعلها الإله تؤما لروحك، إذا أسعدتها أسعدت بيتك، وإذا أسعدت بيتك أسعدت نفسك زودها بكسوتها ووسائل زينتها وزهورها المفضلة وعطرها الخاص، فكل ذلك سينعكس عى بيتك ويعطر حياتك ويضفي عليها الضوء، إسعدها ما دمت حيًا فهي هبه الإله الذي استجاب لدعائك بها، فتقديس النعمة إرضاء للإله ومنعًا لزوالها».
،،،
مرت العصور ، من وصايا حكماء الحضارة ، الى وصايا الاعلام المرئي ببرامجه و افلامه و مسلسلاته ، و المسموع بقوالبه و اشكاله ، و المقروء بألوانه و أنواعه ، و شبكات التواصل الاجتماعي ، مرت العصور ، من ازدهار بالمرأة ، و عطاء للمرأة ، و تقدير للدور ، و تقديس للنعمة ، الى حال المصرية الذي لا يخفى على احد ،
ليس لدى اغلب المصريات وقت للتسويق و الترويج لنفسها و ما تنجزه في يومها ، نهارها و ليلها ، بل و ما يؤرق نومها ، لم تتقن المصرية فنون البيع و الدعاية و الاعلان ، تعودت ان تعمل ، ان تسد ثغرات تفتحها الازمات ، و توسعها التقلبات ، وسط مسئوليات طاحنة، نسيت المصرية نفسها ، بل انها قد تخالف قوانين الطبيعة و الحياة في ترتيب أولوياتها ،
يتناول الاعلام المصرية في كل حالاتها بالهزل والجد ، وقعت فريسة الازمة و الاحباط ، بين المحاولات و الاستسلام ، ينبغي ان نعين المرأة حتى تقوى لتعين الجميع ، قبل ان تفقد الأمل ، و تنصرف لنفسها دون غيرها و تبدأ مرحلة جديدة من العناية الزائدة بالذات ، وقتها سيدرك المجتمع انه طغى حتى باعت القضية ،، فانتبهوا .
نشرت في موقع التليفزيون الالكتروني