لم تعد فكرة السفر ، والرحلات ، والانتقال مدهشة ، تطورات كبيرة تقنية جعلت الانتقال اقرب لكل انسان ، بل سفر المعرفة عبر وسايل انتشارها اصبح يفوق الخيال ،
نشط أدب الرحلات على أيدي الجغرافيين والمستكشفين الذين اهتموا بتسجيل كل ما تقع عليه عيونهم أو يصل إلى آذانهم ، في كل اشكال التدوين ، فكان تدوين رحلات ابن كبير الأندلسي ، و ابن بطوطة ، كما ظهر بجانب الرحلات الواقعية للرحالة رحلات افتراضية تمثلت في القصص الخيالية الشعبية مثل سندباد ، و ظهرت ملاحم تقوم على فكرة سفر البطل ، مثل ملحمة جلجاميش وأوديسا ، وأبو زيد الهلالي ،،
ادب الرحلات كان يقدم سجلاً مدوناً عن حياة الشعوب ، ، وسلوكهم وعاداتهم وتقاليدهم ونظمهم الاجتماعية والسياسية
ومع تقدم وسائل الانتقال وسهولة السفر وتداول المعلومات الا ان ادب الرحلات تراجع ، رغم استمرار بعض الأدباء في تقديم رحلاتهم وحكاياتهم ، ويبدو انه سيعود لمكانته ، مع انتشار تداول المعلومات في اشكال متنوعة من الكلام والصور والبيانات والخرائط ، ونقل التجارب الشخصية ، وعقد الموتمرات والندوات ، و تداول خبرات الشعوب ،
هل تنجح التطورات التقنية في تقديم معلومات حقيقية عن الشعوب بعيدة عن الصور النمطية السائدة ، وهل يمكن ان يستثمر المتخصصون الأدباء في ادب الرحلات كتاباتهم لتنقية الصورة المضللة التي يضفيها محتكرو الاعلام للعالم عن العالم ؟
شاركونا النقاش صباح تك