حتى اراك
،،
المطابع والمواقع
،،
هل يجف الحبر ؟ وينتهي عصر الورق ؟ هل ظهر الجيل الذي يتعامل مع الكلمات والصور عبر شاشات فقط ، ؟
وهل يتحدى عصر الاعلام الاجتماعي ، نسبة أمية القراءة والكتابة في بلادنا ، ويساهم بدور في تقليلها بالأساليب الجديدة والمحفزة للرغبة في التواصل بأشكاله وألوانه ، واعتماده على اعلام المالتي ميديا ، وتحقيق المالتي ميديا ومقال المالتي ميديا ، وصحافة المواقع الالكترونية وصفحات الفيسبوك وقنوات اليوتيوب ؟
كان الخبر الرئيسي الذي تداولته الصحف صباح يوم السبت ٢٦ من مارس عام ٢٠١٦ هو ما أصدرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية ان اليوم هو اليوم الحاسم لآخر نسخة لعددها الورقى بعد 30 عاما على بدء إصدارها فى (1986)، لتتحول لصحيفة "ديجيتال" تصدر على الإنترنت،
وقبلها بأقل من أسبوع تحولت صحيفة "إندبندنت أون صنداى" النسخة الأسبوعية للإلكترونى فقط . وكانت المجموعة الإعلامية التى تمتلك صحيفة "إندبندنت" البريطانية وإصدارها الأسبوعى "إندبندنت أون صنداى" قد أعلنت وقف الإصدار الورقى للصحيفة منذ فبراير ٢٠١٦ ،
وفى افتتاحيتها الأخيرة، أكدت الصحيفة أننا سنتذكر هذا "التحول الجرىء" نحو الصحافة الرقمية بشكل كامل "كنموذج تحتذى به صحف أخرى فى العالم". وأضافت أن "اليوم توقفت المطابع، وجف الحبر، وقريبا لن يصدر الورق حفيفا". وتابعت "لكن مع إغلاق فصل، يفتح آخر، وستواصل ذى اندبندنت الازدهار".
هذا الخبر وغيره من الاخبار التي تشير الى تحولات كبيرة في طبيعة المجتمعات ، والناس ، و الاعلام في الشكل والمضمون ، يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل الاعلام والاعلاميين مع تزايد اعداد الخريجين ، ومنافسة كل من يستطيع انتاج المحتوى في كل اشكاله ، يطرح تساؤلات حول العالم في السنوات القادمة ، فالاعلام مؤشر كبير يقود المجتمعات نحو احداث كبيرة ،
التهديد بالتوقف لا يقف عند حدود ، بل الازمات المالية التي تواجه صناعة الاعلام الورقي يبدو انها ستجبر جريدة اللواء اللبنانية التي مر على تأسيسها أكثر من ستة عقود ، و تكافح من أجل استمرار النشر على خفض عدد الموظفين لسد العجز وتقليص النفقات ، الامر الذي يشير الى أزمة مالية كبرى قد تدفع هذه الجريدة العريقة وغيرها إلى الإغلاق في النشر الورقي والاكتفاء بالنسخة الالكترونية، وهل تحل النسخة الالكترونية المشاكل او تواجهها وتقلل الإنفاق ، ام اننا سنجد أزمات جديدة واساليب جديدة للمنافسة في انتاج المحتوى تؤدي لزيادة الإنفاق مرة أخرى ؟
اجيال جديدة تجبر المجتمعات والصناعات على التحول ،، اجيال لم تعد تسعى لاقتناء الصحف الورقية، وظهر جيل يكبر الان لم يعد يتعامل إلا مع الخبر الالكتروني ، والمعلومة والصورة ، وصحافة المالتي ميديا ، فتراجعت الطبعات الورقية وانخفضت عائداتها من الإعلانات التي هربت حيث الجمهور المؤثر في قرارات الشراء والبيع ، فاتجهت نحو شبكة الانترنت ،
سيشهد المستقبل القريب طرقا لكيفية تفاعل الصحافة الورقية مع الامر ، مع إعداد جيل جديد للعمل بمعطيات جديدة ، تغييرات ستؤدي هذا الى تغييرات اخرى متتالية ،،
شاركونا النقاش في صباح تك