حتى اراك ،،
،،،
الشفرة ( تجدد او تبدد )
،،،،
لكل جيل شفرة متفق عليها ، والشفرة ، هي علم لإخفاء بعض البيانات عن طريق اعطائها رموزا غير مفهومة بحيث يتعذر على من لا يملك سر الشفرة فهم هذه المعلومات ، فهو علم تعمية وإخفاء وترميز وتكويد بأشكال ووسائل متنوعة ، المهم ان لا احد يملك سر الشفرة الا من أُخبر بها، ويبدو ان كل زمن يعطي سره لاصحابه ،،
الجيل هو مرحلة التعاقب الطبيعية من أب إلى ابن، و هو متوسط الفترة الزمنية بين ولادة الآباء وولادة أبنائهم ، ومدة الجيل كانت قديما تصل الى 33 سنة ، اما الان فهذه الثورة المعلوماتية الممتدة و التي عظمت التغيير صنعت اجيالا في حقب زمنية متقاربة ، حتى اننا قد نجد اخوة لا تزيد الفروق بينهم عن عامين او ثلاثة فتجدهم يمثلون اجيالا بافكار متنوعة تصل الى حد التضارب ،
في العصور القديمة لم تكن هناك اية افكار حول مفهوم الأجيال ، وصراعها ، واختلافها ، حين كانت الحياة محدودة الأبعاد ، لكن بتطور المواصلات ثم الاتصالات ، تسارعت الدنيا و تواصل الناس ، وعرفوا الكثير عن حياة غيرهم ، وحدثت طفرات ناتجة عن اختلاف مستويات المعرفة ، والانجازات العلمية وتطبيقاتها من اجهزة وآثار استخدامها على حياة الناس ،
واول من لفت النظر لوجود الأجيال ، كان كارل مانهايم وهو احد علماء الاجتماع ، من متخصصي علم اجتماع المعرفة ، وهو علم يهدف الى تحليل العلاقات بين الواقع والخلفيات التاريخية والاجتماعية ،
المهم انه كتب مقالا في عام 1923 حول مشكلة الأجيال وأوضح ان الناس يتأثرون بالبيئة الاجتماعية والحقبة التاريخية التي يعاصرونها والتي يشاركون فيها ، وتسيطر هذه الاحداث على حياتهم وفترة شبابهم ، بسبب ما مروا به وما شاركوا فيه من احداث ، هم يتغيرون عن الأجيال التي لم تكن جزءا في تلك الاحداث و يعطون فرصة لأجيال اخرى للتشكيل عن طريق احداث جديدة تحدث وتبرز بوجودهم ،،
و في الخمسينيات و الستينيات من القرن الماضي حدثت طفرة في بروز الفروق بين الأجيال ، في هذا التوقيت انتشر التليفزيون انتشارا شعبيا كبيرها في امريكا واوربا ، و تغير الذوق العام في الملابس والموسيقى بل وكافة الفنون ، تغيرت ملامح الاسرة والمجتمع ، والعلاقات والحريات ، وبدأت حملات التوعية المعرفية لتوعية الشباب بمشاكل عدم المساواة في الولايات المتحدة الامريكية واهمية ان يتم تغيير الأوضاع عن طريق الافراد و المجتمع المدني ،، وبدأوا يشاركون في حركات تقف ضد هذه الأوضاع ، لكنّ الكبار في التوقيت كانوا اقل مشاركة في هذا النشاط الاجتماعي ، الذي استمر بقوة الأثر لجيل جديد ، واتفاقهم بشفرة تتجدد فيما بينهم لصناعة احداث جديدة ،، ويستمرون حتى تحدث ،
يقاوم كل جيل الجيل الذي يسبقه والذي يليه ، والذي لا يتكيف مع الوضع الاقوى سواء كان للخلف او للأمام يصاب بإحباط كبير ،،
وهنا تصنع الجاهزية للتعلم ، وتقبل الافكار ، والمرونة ، فروقاً مؤثرة ، وترتبط الجاهزية بسد النقص في المعلومات او المهارات ، او على الاقل تقبل الافكار ، لمواجهة امور مستجدة ، الجاهزية هي استعداد وتهيئة ، ، و فاعلية الجاهزية في ان تبدأ قبل الضرورة والإلحاح ، ( مربع مهم غير عاجل في ادارة الوقت )،،
تبدأ الجاهزية بأن نعد انفسنا ونبني للتغيير (Built to Change ) ،،
تتحق القابلية للتغيير بتبني عدة وسائل ؛ ادارة الحياة و العمر لمعرفة كيف نحقق المصلحة بعيدة المدى ، نشر ثقافة التغيير وزرعها ، حشد الطاقة وتوجيهها نحو التغيير ، اهمية قياس مدى التغيير ، احداث انسجام تام بين كل الانشطة الحياتية وتنظيم العلاقات والمهمات اليومية بما لا يتعارض مع اجراء هذا التغيير ، قارن وضعك بمن هو افضل منك من أقرانك في قراراته وإجراءاته ، اعلاء اهمية التشابك والتواصل ، المعرفة حتى تحدد اتجاه التغيير فاجمع معلومات واعرف دائماً ، استرجع مواقف ومهارات اكتسبتها و تغييرات ناجحة قمت بها تذكرها دائماً لانها ستحفزك على الاستمرار ، كن مَرَحا ومستعدا ، مبدعا مجربا فكل تغيير يبدأ بتجربة ،ابدأ فورا و اكتسب مهارات ، يمكنك البدء بتغييرات غير مكلفة ، ثم تقييم ما قمت بتغييره ، اعلم ان تقبل امر التغيير كأمر طبيعي يحقق الرضا ،
ان تعرف انك محتاجا للتغيير شيء وان تتغير شيء آخر ، وان تعد نفسك للتغيير هو القرار والارادة ،
قابلية التغيير تقلل فجوة الأجيال و صراعها المحتد ، تحقق التناغم بيننا جميعا كبشر معاصرين لفترة زمنية واحدة مهما اختلفت أعمارنا ، خاصة اذا سار التغيير في اتجاه تحقيق المصالح ، لكنّ الكثير منا لم يتدرب على قبول التغيير ، والتغيير هو سنة الحياة ، هو الواقع وغير ذلك مجرد استثناءات .