قياسا للتعامل مع مشاكل انقطاع المياه وأكوام القمامة ، والاسعار ، والغش ، والثانوية العامة ،  والفساد ، هل يبدو الامر رفاهية حين احدثكم عن التعامل مع مشاكل الانترنت ؟

على اية حال ، اذا كنت قد جربت الاتصال باي شكاوى او استفسارات لاي شركة فمؤكد انك تعرف كم المعاناة من اجراء اتصال هاتفي ، في الوقت الذي ينبغي ان ينهي العميل مصالحه بطرق اسهل ، مازلنا نتلقى اسوء الخدمات بفتور شديد ، وأعصاب في ثلاجات ،، واساليب مصطنعة لتطويل المحادثات ، كما في دراما المسلسلات الرديئة ،

افهم ان جزءا مهما من تدريب  الشباب للرد على استفسارات وشكاوى العملاء ، هو هدوء الاعصاب لكن ليس لدرجة تضييع وقت العميل الذي عانى قبل ان يصل اليك مر المعاناة من اعلانات وموسيقى وعروض ومفاجأت ومكافآت ،

مؤكد انك تحدثت مع مصطفى ، ويحيى ، شيماء ، سمر ، عبد الرحمن ، و عشرات من الشباب لا ذنب لهم الا انهم يتحملون عبء الرد ، بقوالب محفوظة لعملاء غالبا غاضبين ، 

من السبب ، وما السبب في عدم انتظام الخدمة او سوء الخدمة ؟ ، ابحثوا ووضحوا ، من شهر ابريل وحتى اخر اغسطس استمرت مشكلتي انا وغيري مع كبرى شركات تقديم خدمات الانترنت ، وبعد ان نصحني موظف بتقديم شكوى تعويض عن فترات عدم انتظام الخدمة ، سجلت الشكوى ، و سمحت الشركة بقيمة تعويضية تصل لثلاثة ايام ، من معاناة وصلت الى شهور ، تعجبت لكن لدي حالة اصرار لأكتشف ماذا سيحدث ؟؟! (وراهم )، لمتابعة ما تصل له الأمور ، ولم تصل الأمور الا لتخلي الشركة عن مسئوليتها في القيمة التعويضية ، التي لم اطلبها نقودا بل طلبتها خدمة منتظمة ، 

 ، طالبت بالثلاثة  ايام ، فرد الموظف : تم رفض الطلب لان العطل لم يكن بسبب الشركة  ، وربما يكون بسببٍ ما لدى العميل او السنترال ، يا سيدي انا العميل و ليس لدي اي عطل انتم توقفون الخدمة وانتم تعيدونها ، ثم يا ايها الشاب الذي تتولى مسئولية الرد ، من هم السنترال ؟  ، اليست شركتكم والمصرية للاتصالات يد واحدة ، قال : لا هما إداراتان ، ولا املك اي تفاصيل ، اي استفسار اخر يا فندم ، لا انتهت الاستفسارات ولم يبق الا الشكوى للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ، وعلى صفحات الجرائد ،،

 ولنكتب للسيد المسئول رئيس مجلس الادارة او سيادة الوزير المختص ، وكافة المسئولين ، نعم ، تبذلون جهدا وتدفعون اموالا  للتطوير ، وتكسبون اموالا  ، و تدفعون  قيمة اعلانات الصحف والطرق ، والراديو والتليفزيون ، لكن التكلفة الاكبر التي تدفعونها ولن تعوضها تكلفة ، ولا يصلحها اعلان ولا تحسنها دعاية ، يدفعها المسئولون في فترات توليهم ، من سوء السمعة وسوء الاداء ، 

جربوا واستمعوا لعينات عشوائية من مكالمات العملاء التي تعلنون انها مسجلة لضمان مستوى الخدمة ، وتعاملوا مع المشاكل ، ليست المشكلة في أدب آلي يتعامل به الموظف لضمان الخدمة بل الخدمة هي حسن تقديم الخدمة ،

ارجوكم اوقفوا هذه الموسيقى ، والاعلانات ، والعروض التي تسبق رد موظفيكم على عملاء يحتاجون للخدمة لأداء أعمالهم ، اوقفوا هذا الاسلوب البشري الآلي الممل في تلقي الشكاوى ، اوقفوا الاستهتار بعقول الناس ، وإعصابهم وأوقاتهم ( وكروت شحنهم) ، حلوا المشاكل ، دربوا موظفيكم ان سمعة شركتهم هي سمعتهم الشخصية ، هي اكل عيشهم ، ووظائفهم ، و جربوا ان تكونوا عملاء عاديين تقضون الأوقات المريرة في اتصالات مجهدة حتى تقديم  ابسط  الحقوق ،  الخدمات  المدفوعة بأعلى مما تستحق لننجز اعمالنا الذكية . 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 102 مشاهدة
نشرت فى 31 أغسطس 2015 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,867