إعلام عين شمس، ابداع ومهنية
بدأت رحلتي مع الدراسات العليا في عام ١٩٩٦، و شهدت بداية الرحلة علاقة بأساتذتي الذين جمعتني بهم جدران مبنى كلية الاعلام جامعة القاهرة ، لكننا لم نقترب الا في مرحلة الدراسات العليا ، هذه المرحلة الحافلة بالتغيرات في حياة الانسان ، نعم لقد غيّرتني كثيرا هذه المرحلة ، كنت اتعلَّم بنهم كبير ، اكبر مما حدث لي طوال سنوات الدراسة الجامعية ، ، اقتربت اكثر من أساتذتي الأكابر علما ، تعلمت المرونة للتعلم ، وكيف تحصل على مفاتيح التعلم ، وكيف ان التعلم الحقيقي حين يبدأ فلانهاية له ، هؤلاء الاساتذة الذين اكتشفتهم حق الاكتشاف ، بعيدا عن انشغال فترة الدراسة الجامعية ، بعيدا عن الامتحانات التقليدية ، والانشطة الطلابية ، ومتعة الصحبة والاصدقاء ، والتدريب ، ،،
تبلورت علاقتي بأستاذتي التي اثرت كثيرا في مسار حياتي المهنية والإعلامية والشخصية ، والإنسانية ، الاستاذة الدكتورة سوزان القليني ،، الاستاذة التي تدير العلاقة بطلابها بجناحي الطيران المنطلق ، التحفيز ، والتفويض ، وتنقل حماسا وبهجة لا حدود لهما ، مواقفي معها منذ بدايتي حتى الان تبني أسسا وروابط فارقة ،
درست في جامعة القاهرة ، لكنني في جامعة عين شمس قمت بالتدريس والتدريب لأول مرة ، في قسم علوم الاتصال والإعلام بكلية الآداب بجامعة عين شمس ، برئاسة أستاذتي في عام ١٩٩٨ ، من يومها انطلقت نحو مزيد من التعلم ، والتعب والجهد ، وهي تدفع بحماس شديد ودون هوادة ، ولا هدنة ، والحقيقة انني لم يكن لي ان اكمل دراستي في مرحلة الماجستير والدكتوراة لولا هذه الدفعة ، والمسئولية التي كانت تتحملها استاذتي ، و تحملني المزيد منها عاما بعد عام ،
عجيبة هي ، في الوقت الذي تعتقد انها في قمة انشغالها عنك ، تفاجئك بأنك في القلب والعقل ، و خطة عمل مدروسة ، حتى تظن انك الوحيد ، ، وحين تصدق ذلك ، تجدها في مهرجان حب وتواصل دائم مع طلابها ومريديها ، ،،
في حضرتها البهجة ، والدعم ، وفي قسم الاعلام المقرب الى قلبي بوجودها حضرت مهرجان الإنتاج الإعلامي لإعلام عين شمس عام 2015 ، شهد المهرجان مشروعات التخرج لطلاب قسم علوم الاتصال والإعلام بكلية الآداب ، تنافس 27 عملا إعلاميا قدمها طلاب الشعب الثلاث 'الإذاعة والتليفزيون – العلاقات العامة والإعلان – الصحافة'، برئاسة الاستاذة الدكتورة سوزان القليني، وحضور رئيس الجامعة استاذي الاستاذ الدكتور حسين عيسى الذي تجمعني به لقاءات متباعدة لكنني اتعلَّم منه كيف يكون الاستاذ،،
طلبة القسم يعملون بأقصى طاقة ، نعم اعرف هذا الشعور جدا ، فقد طرت يوما ما ، كما أخبرتكم ، بجناحي التحفيز والتفويض ، فكانت اجمل فترات العمل والمذاكرة والجهد ، طلبة أنتجوا البرامج الاذاعية والتليفزيونية المبتكرة ، والموضوعات الصحفية المبدعة ، وحملات الاعلان والتوعية ، موضوعات وأداء ينافس عمل المحترفين ، بروح عصرية ، ورؤى ملهمة ، مع فريق عمل من الإشراف الراقي الذي يترك للطالب مساحات للابداع والتميز ، وأكدوا ان الابداع والتميز لا يتعارض مع المهنية والموضوعية والقواعد والدراسة ،
تحية لكل فرق العمل الذين أنتجوا هذه الموضوعات ، وأكدوا القيم الاعلامية ، وتحية خاصة لأستاذتي المتألقة الاستاذة الدكتورة سوزان القليني ، التي اتعلَّم منها العناوين والتفاصيل وما بين السطور .