حتى اراك
،،
خدعونا بقولهم : اعلام ،،
،،
،حتى الصراعات المسلحة تُفسَّر بطريقة مزدوجة من قبل الشهود والمراقبين والدول والأفراد والاعلام والتاريخ ،،، وهذا يمنحنا دليلا قويا على انه يتعب جدا من يبحث عن الحقيقة ،، واذا كان الاعلام مهنة البحث عن المتاعب ،، فهذا يشير الى انه مهنة البحث عن الحقائق ،، فهل يعرف احدنا الحقيقة ،،؟؟ما بالنا بمن يدعي انه يحتكرها ،،؟؟،،،هل نتحدث الان عن الحرب الاعلامية ؟ هل اتخذنا تجاهها اجراءات واستعدادات تليق بمعركة ،،؟ الاجابة متروكة لكم ،، او أقول لكم الاجابة مصر ،، فهل ترضون ؟؟!!اتخذت الحروب على مدى العصور ألاف الوجوه والأشكال ،، نعم إنها تلك "الحِرباء" التي تحدث عنها كارل فون كلاوزيفيتس Karl von Clausewitz وهو جنرال ومؤرخ حربي بروسي (بروسيا حالياً هي شرق ألمانيا وعدة أقاليم في غرب بولندا،،ولد سنة 1780 وتوفي سنة 1831 ) . تحدث كثيرا عن الحرب قبل مائتي عام ،، و تركت كتاباته حول الفلسفة والتكتيك والإستراتيجية أثرا عميقا في المجال العسكري في البلدان الغربية.و تدرس أفكاره في الأكاديميات العسكرية . يرى أنه من الصعب تحديد الحرب وتعريفها ،،،،وفي أفكاره ومعتقداته ايضا يرى الجيش سلاحا سياسيا لتحقيق السلام ،، يقول ان الحرب هى استمرار للسياسة ولكن بوسائل أخرى ) . أتدرون الان حجم ما تفعله السياسة في كل شيء ،،؟؟ فهل تترك الاعلام مهنة خالصة مخلصة للحقيقة ؟؟ في الحروب ينتصر دائماً من يتفوق ويصمد سلاحه في وجه أسلحة العدو ،، فمن الان ينتصر؟؟ وإعلاميا هل تتساوي كفتا الصراع على ارض الواقع او حتى على المواقع ،، ان حرب الاعلام التي أضيفت لها قوى لم تعد افتراضية قد تشير الى عدم رجحان ميزان أطراف المعركة إعلاميا وعلى الإنترنت لصالح طرف محدد فهل سيتركون الامر كذلك ،،؟؟!! توقعوا الألاعيب والأكاذيب ،، حرب ،،واعلام ،،وسياسة ،، وجنود ، وقوى مسلحة ، وجماعات وإرهاب ،، خدعونا حين قالوا حرب الاعلام بل هي الحرب ،، والاعلام احد أسلحتها .ولأسباب إنسانية تتعلق بتطور مفاهيم الكلام ،،نعم الكلام عن حقوق الانسان لم يعلنوها حربا ، حتى يأتينا الموت فجأة دون انتظاره ،، يأتينا ونحن نتصارع على آراء في موتنا وموت جيراننا ،، يأتينا ونحن نختلف ،تتشاجر ،نلوم ،ونشجب ونشمت ونغضب وندين ، ،، لم تعد اللغة المناسبة لنشرات الأخبار ان دولا تحارب دولا ،،بل ان اللغة الأنسب الان في الصراع التاريخي لقضايانا ان الدول تحارب نفسها ،، العجيب اننا ما زلنا على جناحي استقطاب حاد متعصب ،، نكره انفسنا وبعضنا ،،نكره شركاءنا في الوطن والموت ،، تعصبنا مريض بفيروسات يصنعها بإتقان من يتسيد الموقف ،، تعصب يطرحنا دائماً أرضا ،، فلا نرى شمسا ولا نتنفس هواء ،، كنت أتمنى الحياة ،، من الارض للسماء ،، كنت احب الشعر والأدب والاعلام والأحلام ،، والأفكار الطازجة المبهجة ،، كنت احب ان أسير في شوارع بلدي بأفكار تحلق لأبعد مدى ،، اضحك لأبسط الأسباب ،، وارى الناس أصدقاء ،، ، لكن كيف أطير انا يا ربٌ،ً ودمنا مباح ،،وحالي اصعب من مكسور الجناح ،، ؟؟!!
نّشرت في صحيفة المشهد