سيداتي سادتي ،، قدّم الزعيم مصطفى كامل السيدات على السادة في مؤتمرات الحزب الوطني ، بعد ما حرصت المرأة على الحضور والمشاركة ، وكانت افكار قاسم امين ورفاعة الطهطاوي أثرت في نقاشات المجتمع ، بين مؤيد وغاضب ، وظللنا نرددها اعلاميا ، هكذا ( و الحقيقة انه لا سيدات ولا سادة في مجتمع مازال ينظر لأبسط حقوقه الإنسانية باعتبارها رفاهية ، فالهم واحد ، لكن مشاكل المرأة مضاعفة ،،،،)
الذين تربوا على ان المرأة آلة تعمل دون ان تفصل ، واذا فصلت لأسباب إنسانية ، او حتى كالآلات التي يضطر أصحابها لإغلاقها حفاظا على عمرها الافتراضي ، حمّلها الجميع هم التقصير ، و ضعف اداء الدور ،، والحقيقة اننا لم نحدد ما هو هذا الدور ؟؟
بالتأكيد توجد استثناءات لكن في الأغلب هي ركن البيت الاساسي ، توقظ النائم ، وتصرخ حتى ينام الساهرون ، و تتصل بالمتأخرين عن موعدهم ، و تكلم المدرسة ، والسوبر ماركت ، والمكوجي ، والطبيب ، والمدرس ، تطبخ ، تغسل ، تنشر ، ترتب ، تبحث عن اوراق ضائعة ، ومفاتيح مفقودة ، ورخصة السيارة ، و ضمان الثلاجة ، مسئولة عن درجات الأبناء ، عن مظهرهم ، وهواياتهم ، ونفسياتهم ، مسئولة عن جمع نفايات المنزل ، وأزرار القميص المقطوعة ، عن فرد الستائر و لمها ، عن ضحك أفراد الاسرة ، وتكشيرهم ، عن اخلاقهم ، وسلوكهم ، اذا دق الهاتف ترد ، اذا دق جرس الباب تفتح ، وووو ،، ،،
ثم اذا حدث خلل في المنظومة كلها تحملت النتائج ، و عاملوها كآثمة ، متهمة ، مقصرة ، والمسكينة تدافع عن نفسها بكل الطرق ، و تتحدث عن انجازات يومها ،،
في المحافل يتحدثون عن عملها ، ومشاركتها ، ومناصبها ، و إبداعها ، نعم قد تبدع وتعمل وتنجح وتتفوق ، ويتحدثون ، يتحدثون عن القيم الدينية التي أنصفت المرأة ، و الحضارات القديمة التي نبغت فيها المرأة ، والحقيقة ان مجرد أحاديثهم المتكررة تعني انها مازالت تحت السيطرة ، وان كل شيء على غير ما يرام ، و رغم تطور الدور و الأهداف ، والمجتمع والتكنولوجيا ، هل انصفها المحيطون ؟
سيداتي وسادتي :
انصفوها بمشاعركم ، وأفكاركم ، قبل كلامكم ومؤتمراتكم واحتفالاتكم ، حتى يجيء مارس الذي انتظره ، ولا يحتفل احد فيه بيوم المرأة العالمي والمحلي وعيد الام ، و لاتحتاج فيه لهذه الاحتفالات ، بل تشعر فيه المرأة بإنسانيتها ، بوجودها الآدمي ، لا تنتظر هدية الاسرة ، او مؤتمرات سيدات الاعمال و جلسات الفنادق ، بل تحقق رضاها الداخلي ، وتنجح نجاحات متوازية ، تتخلص من اتهامات تحاصر يومها وتؤرق نومها ،، ،
قد ينصف بعضهم كل النساء عدا النساء اللاتي وضعتهن أقدارهم في علاقات مقربة جدا ، فصار القرب حد سيف ، و البعد لطفا و لينا.
سيداتي وسادتي :
الواقع اقوى من كل احتفالاتكم .