هناك أوقات لا ينتظر الاعلامي فيها قرارات رسمية لإعلان الحداد،، فهناك من المسئولية الذاتية والإحساس العام تجاه احداث بلدنا ، ما يجبرنا على الالتزام بالضوابط والمعايير ،، حين يعلن الحداد رسميا لأسباب سياسية ، يحترم ،، لكن لا يشترط ان كواليس العمل ، تشمل الحداد ، فالناس تعيش حياتها ، يبتهجون ، ويأكلون ويشربون ،،
يقرر الحداد الوطني رئيس الدولة او رييس الحكومة ، تكريما للمتوفى او المتوفين والمعروفين للرأي العام ، او شخصيات غير معروفة لكنهم قاموا بعمل بطولي او راحوا ضحايا حوادث مروعة ، تبدأ المراسم بجنازة رسمية يزامنها تغيرات في خريطة الاعلام للدولة حيث يتلى القرآن ، و تلغى الاحتفالات وإذاعة الاغنيات الصاخبة ، وغيرها ،، و يتم وضع شارات سوداء ، على الشاشات او صور المتوفى او المتوفين ،، ويتم تنكيس الاعلام ،( وهناك دول لا تنكس اعلامها السعودية ، والعراق ، وقبرص ) لكن الحداد الشعبي ،، اقوى ،، وأثره على الاداء الاعلامي كبير ،، فبيئة الاتصال ، والوضع العام ، والحزن الحقيقي كلها عوامل تفرض حالة من المشاعر التي لا يعنيها وجود الشارة السوداء التي تعلن الحداد على شاشات ، او إلغاء لبعض البرامج وإذاعة اخرى ،، هي حالة من التعامل الخاص مع ايام عصيبة ، حتى كواليس العمل يسودها حالة غريبة من الصمت او الكلام المختصر ، واحيانا الفتي والتحليلات السياسية والاستراتيجية في تسميع ساذج لما دار على الفضائيات ، وفي الحوارات الخاصة ، الحداد الشعبي ، مؤثر جدا ، ( اللهم فرج كروبنا ، يارب) ، حتى لو لم يتخذ بشأنه المسئولون قرارا ، لأسباب تخصهم ، (لا اعلمها ربما منها سياسات خارجية ، واقتصاد دولي ، وشئون تخص معنويات الشعوب والجيوش ،) ، لا يعني الحداد الرسمي او الشعبي توقفا عن العمل ، فالعمل مصالح وأمانات ، لكنها حالة من الحزن تخيم على النفوس ، والقلوب ، و تدعو للتفكر والتدبر والتراحم والاخلاص بين الناس ، موت الأبرياء ، موت الشهداء ،، مشهد اليم ، بطولة لن تكتمل الا بدور الأحياء بإخلاصهم و عملهم و رفضهم لكل فساد ،، كن شهيدا على عمل صالح نافع ، لك في الدنيا ، فرج الله كربنا ، وحفظ بلدنا ،،و لا حول ولا قوة الا بالله ،،
،،لا تيأس
حتى حين يبلغ الاحباط مما يحيطنا مداه ،، فالله خير حافظا ،،
وقم بعملك مخلصا ، أمينا على ما أؤتمنت عليه ،،
،،
هذا وقت عصيب
اللهم احفظ مصر
ارضها ، وجيشها ، وشعبها ،،
نيلها ، وزرعها ، وأمنها واقتصادها ،،
اللهم احفظ مصر ، تحت ارضها ، وفوق سماها ،،
اللهم احفظ مصر ،،
كل من عليها ،، وما عليها ياااااااارب