معنى المعالجة في معاجم اللغة العربية المعاصرة ، مرتبطة بالطب ، هي مجموعة وسائل العناية لاتقاء الأمراض ولمداواتها ، ويأتي مفهوم المعالجة الحرارية لتحسين خواص المعدن .
و تُعرف وحدة المعالجة المركزية اختصارا (CPU). (Central Processing Unit) أو يطلق عليها اختصارا المعالج (Processor) هي أحد مكونات الكمبيوتر ، التي تقوم بتفسير التعليمات ومعالجة البيانات ،،
و كلمة المعالجة الاعلامية تردنا الى المعنى الخطير للاعلام ، فالظلال الطبية للمعالجة واصلها اللغوي عالج ، توحي بالدور العلاجي المتوقع من وسائل الاعلام كلها ،
والعلاج بالمعرفة احد الأساليب العلاجية المهمة ، فالمعرفة تؤثر في الفهم و المعتقدات ، ثم السلوك ، ومن اهم طرق العلاج النفسي هو العلاج السُّلوكي المعرفي الذي يلجأ اليه المتخصصون لعلاج العديد من الأمراض النفسية ، مثل الاكتئاب والقلق ، وغيرها ،، و مساعدة المريض في إدراك وتفسير طريقة تفكيره السلبية بهدف تغيرها إلى أفكار أو قناعات إيجابية أكثر واقعية، هو أهم ما في هذه الطريقة ، ويستعمل هذا النوع من العلاج بصورة متزامنة مع بعض الأدوية لتحقيق الشفاء .
وهكذا الاعلام والمعالجة الاعلامية ،، انت تتلقى معلوماتك عن المسألة الصحية من الطبيب ، وتثق بمعلوماته لانه متخصص ، ومرت عليه حالات سابقة ، فيستطيع ان يشخص ، ثم يصف الدواء ، انت كذلك تتلقى البيانات و المعلومات والمعارف من الاعلام ،،،، و يبدو لي دائما ان الاعلام مهنة نقل المعرفة ، والعلم ، الاعلام يعلمك بالاخبار والاحداث ، يحلل ، يشرح ، يفسر ، له أدواته وقواعده ،،
تتضمن المعالجة التشخيص والمعرفة ، ثم وصف الحلول و العلاج، والمتابعة ،، كما ينبغي ان تكون الحال تماماً في مؤسساتنا الاعلامية وكأنها عيادات طبية ،،
،، المعالجة هي الطريقة المدعومة بالادوات المهنية والقواعد العملية، والعلمية ، من اشكال اعلامية متنوعة وقوالب صحفية وإذاعية راديو وفيديو ، وكذلك مهارات الصياغة وبلورة الافكار والاعداد ، والتقديم والإخراج لإظهار المحتوى الاعلامي في افضل صورة يتعامل معها الجمهور ليستطيع الفهم والمشاركة ، لتحقيق الأهداف المرجوة من وراء تقديم مضمون ما ، (تذكر ان سماعة ، أشعة ، تحاليل ، كلمات لها مرادفات اعلامية مثل المشاركة ، وقياس رجع الصدى و بحوث المشاهدين والمستمعين والقراء ، وتحليل المضمون ، ودراسات الأثر ، وغيرها ) ،،
والمعالجة الاعلامية اشمل من التغطية الاعلامية ، حيث تشكل التغطية مرحلة من المعالجة ،
هناك العديد من السمات المهنية للمعالجة الاعلامية تتمثل في ، المصداقية، والموضوعية، والدقة، والحالية، والعمق والشمول، وتتأثر هذه السمات بالاحداث والازمات ، والبيئة المجتمعية ، والنظام السياسي ، والاقتصادي ،
وكما يحدث في متابعة حالتك الصحية ، يحدث مع مؤسسات الاعلام انت لا تحجز كشفا عند الطبيب ثم تغادر وفقط ، بل انك تتخذ الإجراءات التالية للزيارة ، من تحاليل ، أشعة ، فحوصات ، أدوية ،، حتى لا تقع أسير تخمين طبيبك ، او أسير الرؤى المشوشة ، او أسير رغبتك ان الحالة بسيطة وان قرصا من الدواء كفيل بإتمام الشفاء ، و وتعود لتعرض ما وصلت له ليفسره الطبيب ، وهكذا لا ينبغي ان تجري المؤسسات وراء إشباع رغبات الجمهور الطيار ، المتحكم بالريموت في مصير رأسمال مؤسسات الاعلام ، وتخسر المتابعين ، بل ان جودة المعالجة تنقل الجمهور من جمهور طيار الى جمهور راغب في التعرض والمعرفة ، والعودة من جديد ، المعالجة الجيدة ، حتى لو تأخر الوقت ، وتباعدت مواسم الحصاد ، وجني الثمار ، تظل هي المنقذ المنتظر لمجتمع في حالة ما قبل الاحتضار ، اما الإنقاذ او النهاية .