لم أكن من هواة الاستماع لنشرات الأخبار ولا مواجيز الانباء ،، كنت لا احسها ،،استشعر انها تقدم عالما لا اعرفه ،، مع هذا لم افكر ابدا الا انني سأعمل يوما ما مذيعة بالإذاعة المصرية ،، حين بدأت التدريب العملي كان أساتذتنا ينظرون الى نشرة الأخبار باعتبارها التدريب الأساسي ،، كأنك تتعلم الأبجدية لأي لغة ،،التدريب المقدس ،، تدربت للضرورة ،، وقلت في نفسي أتدرب فقط لكنني لن اقرأها ،، وسبحان الله ، تمر الأيام لتصبح قراءة نشر الأخبار مهمة من مهامي الاساسية ،،
اي الم يمكنه ان يعتصر قلبك ،، وانت في موقف لا تحسد عليه ،، مذيع على الهواء تقرأ نشرة الأخبار والخبر الابرز غالبا دماء وسقوط و ضحايا ،، اي الم خاصة لو كنت مثلي تحس الكلمة فعلا ،، فحين تقرأ لسع تشعر بالنار ، وقتل تشعر بالقتل ،، ومات تشعر بالموت ،، وان كنا اعتدنا قراءة مفردات قتل و ضرب وتهديد فيما يخص فلسطين ، العربي ، اسرائيل ،، ويبدو ان احدا فهم ذلك جيدا فقرر صناعة اخرى للأخبار ،، ،،،، أبريل عام 2003 . قبل ثلاثة اسابيع من هذا التاريخ ، بدأت القوات الأمريكية بالتحرك بإتجاه العاصمة العراقية بغداد ،، كان جورج بوش. رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
مقتل الآلاف من القوات المسلحة العراقية وعدد قليل من القوات الأمريكية، حسب ما كانت تنقله وسائل الإعلام الأمريكية، كما قتل العديد من المقاتلين الذين وفدوا العراق قبيل عملية الغزو، وقتل العديد منهم،
،، ثم يأتيك الخبر ،، سقوط بغداد ،، كيف اقرأه ،،؟؟!! مهما حدثوك عن الحياد ،، لا حياد لدي الان ، هو خبر ،، نعم خبر ينبغي ان اقرأه دون ان اسأل المستمعين هل انا في حلم ،هل يستطيع أحدكم ان يكسر الحاجز بيننا ،،، ليخبرني أحدكم انه الكابوس ،،؟؟؟!!
اتماسك لإنجاز القراءة ،، ان القراءة فعل أليم ،، تأكدت من ذلك تماماً ،، كنت أدرك انني وانا اقرأ اني افعل ،، ،،،،فجر يوم عيد الأضحى ،، (العاشر من ذي الحجة ) الموافق 30-12-2006. تنفيذ حكم الإعدام بحق صدام حسين ،، تم. تسليمه للحكومة العراقية من قبل حرسه الأمريكي تلافياً لجدل قانوني في الولايات المتحدة الامريكية التي أعتبرته أسير حرب،،
استنكر المراقبون من جميع الاتجاهات والانتماءات السياسية هذا الاستعجال المستغرب لتنفيذ حكم الإعدام. في اول ايام العيد ،
كنت على الهواء صباح ذات اليوم ،وليخبرني أحدكم ما رأيكم في حكامكم ،،، مهما حدثتكم ومهما اختلفت آراؤنا السياسية وجدالنا ،، فقد تألمت ألما عظيما صباح عيد ،،،، ومهما كان الرأي ،هل فرح احد وانا اطالعه صبيحة العيد ،، ،،فكيف أقولها ،، صباح ال،،،،خير ، وكل عام انتم ب ،،،،،،، خير ،، فأي خير ،،،و من قبلها و من بعدها يتجدد الألم في عملية يومية ، قلبي يؤلمني و غصة في الحلق ولا مكان بالمعدة للثريد ،، اللهم أرزقني نشرة اخبار انتظرها يااااااااااا الله .