حين دق هاتفه بصوت نغمات رنين لأغنية وردة ،، ( ناس ما بتحبش راحتنا) ،، ارتبك جدا ،،،، فقد كان المتصل انا ،، وظلت وردة تغنيها ،، وتتفنن في الطرب ،،نظر الى موبايله ،، وانا اجلس في نفس السيارة لكن في المقعد الخلفي ،، وهو لا يستطيع السيطرة على هذا الارتباك العظيم ،،
،،،
ضحكت من قلبي على الموقف الدرامي العجيب ،،فأنا اتصلت به بطريق الخطأ لاكتشف ان الرنة التي اختارها ليميز اتصالي به هي تلك الاغنية ( ناس ما بتحبش راحتنا) ،، بينما لم يتوقف هو عن الكلام وطرح المبررات ،، التي تفسر ان هذا الرنة ليست لي وان هذا التليفون تملكه اخته وهو اخذه منها اليوم ،، وان هذه رنة الجميع عندها ،، وأقسم على ذلك ،، وانا مازلت اضحك ،،
،،
هذا الشاب الذي استخرج رخصة قيادة حديثاً وقرر ان يعمل سائقا في أوقات محددة ،،لم اغضب منه لأني في الحقيقة أصدقه ،، واستمراري في الضحك كان على مواقف افتراضية يمكن ان يتعرض لها الانسان لمجرد سوء الظن ،،
،،،،،،،
ومعنى ظنَّ الشَّيء ظنًّا: علمه بغير يقين،والظِّنة: التهمة. والظَّنين: المتهم الذي تظن به التهمة، ومصدره الظنة، والجمع الظنن. ورجل ظنين: متهم من قوم أظناء ،،،
طبيعي ان المجتمعات التي تمر بأزمات معينة والمجتمعات التي تزيد فيها أعداد السكان تزيد معها المشاكل الاجتماعية ويصبح لديها شك وحالة من سوء الظن بكل شيء ، وقد تتحول هذه الحالة إلى عداء للآخرين وللمجتمع ،،
سوء الظن يختلف عن "الحرص"، الذي ينبغي علينا اتباعه ، فالحرص واجب في مواجهة ظروف الحياة،
، سوء الظن هو التهم والتخوين للناس سواء كان في غير محله او في محله ،، والأفضل من سوء الظن هو ان نتدرب على حسن الظن اما اذا انتابت المجتمع التجارب المريرة وتكرار التأكد من مواقع الظن فالافضل هو فتح باب العديد من الاحتمالات ،،
اترككم الان مع تصورات درامية لما كان يمكن ان يحدث لو تعاملت مع السائق الشاب بسوء ظن ،، بل وافتحوا آفاق التصورات لو كانت التي تجلس مع هذا الشاب زوجته او خطيبته او كان امام رئيسه في العمل او حتى احد الاصدقاء ،،