هل تخلص أحدكم من فساد مباشر يعيشه أو يراه في اي مكان يوجد فيه ، في العمل، في المدرسة ، في الجامعة ، في مصلحة او مؤسسة ما دخلتها لتنهي أمرا ، ؟؟!!  

الفساد في اللغة ،، من  (فسد) ضد صَلُح ،، ويأتي التعبير على معانٍ عدة بحسب موقعه. و يصبح الفساد بمفهومه العام هو التغير من الحالة المثالية إلى حالة دونها . .والتعريف العام لمفهوم الفساد عربياً بأنه اللهو وأخذ المال ، ظلماً من دون وجه حق، 

يعرف معجم أوكسفورد الإنجليزي الفساد بانه "انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة". وقد يعنى الفساد : التلف إذا ارتبط المعنى بسلعة ما وهو لفظ شامل لكافة النواحى السلبية في الحياة.

ومن أخطر انواع الفساد هو الفساد الاداري ، وفساد الناس اللي فوق ،، الذي بالتبعية يؤدي الى رواج ثقافة الفساد العامة ،، و تفشي ظاهرة الاستيلاء غير المشروع على اموال  او منشآت او حتى مناصب و ما ادت إليه من إلغاء للمنافسة المشروعة، وإبعاد الكفاءات المــــهنية من سوق العمل والتنافس، ويصب كل ذلك في نهاية الامر بما يؤسس للفساد في الادارات الرسمية والمؤسسات الخاصة ،، والفساد السياسي هو إساءة استخدام السلطة العامة ،،  من قبل النخب الحاكمة ،، و تنتشر الرشوة والابتزاز، المحسوبية، والاختلاس ،،والهدايا من أموال الدولة التي هو أموال المواطن ،،  ،،ببساطة  الفساد هو  إساءة استغلال السلطة المؤتمنه من اجل المصلحة الشخصية.

ولذلك فان وضع الشخص المناسب في الموقع المناسب  هو اقوى أسلحة محاربة الفساد ، بغض النظر عن توجهه وقبيلته..  ولا تنسى الروايات التي قيلت عن جاسوس حطم الاتحاد السوفييتي حيث عمل على توظيف كوادر غير مؤهلة في المواقع العليا مما أدى بالدولة بعد تراكم الامر للتفكك.. يمكن ان نتذكر مقولة نابليون بونابرت ( جاسوس واحد في المكان المناسب أفضل من ألف جندي في ساحة المعركة ) وعدم الكفاءة وسوء الاداء والأخلاق اخطر من التجسس ،، تدمر دولا دون ادلة إدانة كافية للمحاسبة ،، 

والفساد الاعلامي في الوسائل كافة - الا من رحم ربي - الاذاعة التليفزيون الصحف الاعلام الالكتروني ،،  لا تنسى كم الأخبار التي ترد عن تحويل مسئولين للتحقيقات بسبب الرشاوى او فريق عمل برنامج ما بسبب ظهور ضيوف في برامجهم نظير مبالغ مالية يدفعها الضيف ، او إعلانات تذاع بالمخالفة  دون تحصيل إيراداتها ،، او انتشار المحسوبيات والوساطات لظهور مذيع وحرمان اخر وفقا لأهواء خاصة او مصالح ،،  او  تكون ملكية وسائل الإعلام وراء الدفاع عن مصالح البعض وغسيل سمعة البعض وتشويه سمعة البعض ،، وضياع القيم الاجتماعية ،، و سيطرة برامج المسابقات و الحظ و اخبار النجوم في مجالات النجومية المعروفة الشائعة فقط  ، وبرامج  تسطيح مفاهيم الدين ، واحباط الناس وتفكيك المجتمعات ،،  وضياع  القواعد والمعايير حتى اصبح المجتمع يمر بواحدة من اخطر المراحل في التغيير وهي مرحلة الشك ،، 

الاعلام يمكنه ان يكون الأداة الاولى لمحاربة الفساد والفاسدين ، والمفسدين ، لا ان يكون جزءا من المنظومة ،، ،، 

اترككم لتذكر الفساد المباشر الذي تتعرضون له ،،وأضافة  ما ترونه مكملا للرؤية،،،،، قاوموه ،،حاربوه ،، ولو حتى داخل انفسنا،،

 

الاخطر والاكثر أساءة لكل جهود  التنمية والتطوير ، . إن الغاية النهائية للنشاط الانمائي والاقتصادي التنموي هي خلق مجتمع متكامل، لمواطنيه حقوق في العمل وفرص متكافئة للابداع في مناخ ديموقراطي وحر، وعليهم واجبات يمليها عليهم شرف الانتماء والمواطنة. انطلاقا من كل هذه الاعتبارات كان لا بد من إطلاق المنظمة العربية لمكافحة الفساد لبرنامج "شركاء في النزاهة" الرامي إلى خلق شراكة فاعلة بين مؤسسات القطاع العام العربية والمصارف وشركات التمويل والمؤسسات العقارية والتجارية تهدف إلى تعزيز وتدعيم مشاركة المجتمعات المدنية العربية في مكافحة الفساد، وخاصة في المجالات التي تتطلب التعاون والتنسيق بين القطاعين العام والخاص في أقطارنا العربية.

ومن مفاعيل هذه الشراكة، أن تؤكد الجهات الموقعة على ميثاق "شركاء في النزاهة" التزامها لمعايير وقيم ومبادئ وتسعى لتنفيذها في داخل مؤسساتها وفي علاقتها مع موظفيها والإفراد المتعاملين معها وفي علاقاتها مع الغير، والأمر لا يتعلق باعتبار أخلاقي حسب، بل باعتبار اجتماعي ومهني له علاقة بالشرف الوطني والشخصي أيضا من شأنه أن يعزز ثقافة النزاهة والشفافية في مناخ العمل والنشاط الاقتصادي العربي.

أما أبرز بنود هذا الميثاق فهي:

- التزام معايير النزاهة فيما يتعلق بأخلاقيات المهنة، تلك التي تضع الصالح العام فوق المصالح الذاتية الضيقة، وتعتمد على الكفاءة والمهنية.

- تأكيد قيم النزاهة في العمل والتعاون لتقديم النموذج الايجابي وتعميمه على صعيد الإدارة والأداء والتنفيذ والمتابعة والمساءلة. 

- اعتماد مبدأ الحاكمية الصالحةGood Governance في العمل من خلال أنشطة الإدارة والمالية والشفافية والمراقبة. 

- مكافحة الفساد بجميع صوره وأشكاله، سواءً الفساد المالي بهدر المال العام أو مال المؤسسة أو الفساد الإداري البيروقراطي خصوصاً تبديد الوقت والإهمال وعدم المتابعة وضرورة المكاشفة وإعادة النظر باختيارات المدراء والمسئولين على أساس تحاشي الانصياع للمصالح الشخصية أو الانحيازات السياسية أو العصبيات الدينية أو المذهبية أو العشائرية أو غيرها.

- تشجيع المنافسة الشريفة لتطوير عمل المؤسسات ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب و دعم الكفاءات والخبرات والاستفادة من التجارب والعبر، والسعي لتقديم برامج للعمل ومناهج التنفيذ من خلال إشراك العاملين في اتخاذ القرار وفي رسم السياسات العامة ومتابعة تنفيذها. 

- تقديم المشورة من جانب المنظمة العربية لمكافحة الفساد، ورفد المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والقطاع الخاص ورجال الإعمال، بالخبرات الضرورية من خلال مساعدتها في التدريب والتأهيل وتنظيم دورات وورش عمل مشتركة لاستلهام المشترك الإنساني للثقافات والحضارات والاستفادة من آخر منجزات العلم والتكنولوجيا. 

- وضع تصورات مشتركة بهدف تنمية الموارد والكفاءات بما يخدم عملية التنمية الشاملة بين مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمة العربية لمكافحة الفساد، والتعاون مع جهات دولية للإطلاع على تجاربها وخبرتها وإطلاعها على تجاربنا وخبرتنا في هذا الخصوص. 

- نشر ثقافة المشاركة باعتبارها حقاً من الحقوق الأساسية والترويج لقيم احترام الحقوق والحريات وبخاصة حرية التعبير والحق في تأسيس الجمعيات والنقابات بما يدعّم فكرة النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد... 

DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة
نشرت فى 21 يناير 2014 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,900