وقراءة شخصيات الشعوب كانت في البداية نابعة من حاجة استعمارية أوروبية، للسيطرة على الشعوب المراد استعمارها بسلاسة، والاستغناء عن الطرق الصدامية التي من الممكن أن تعقد عملية السيطرة عليها وتجعلها مكلفة لها؛ وتوحي بالخطوط العريضة الفاعلة في إدارة شؤونها الداخلية وتوطيد العلاقة بها، لأطول مدة ممكنة، ولو بعد الانسحاب منها. وبعد أفول حقبة الاستعمار المباشر وظهور الدول الوطنية؛ لم تغب الحاجة لقراءة ودراسة شخصيات الشعوب، حيث أصبحت حاجة وطنية ملحة. وذلك كون خطط التنمية الوطنية الناجحة، عندما تستند لقراءة ودراسة واعية ومحايدة، لشخصية الشعب، تكلل بالنجاح ولا تصطدم بعقبات قد تعوقها أو تفشلها. فالهدف من قراءة ودراسة شخصية شعب ما؛ هو التعرف على السلبيات والإيجابيات التي يتمتع بها هذا الشعب. ومن مهام خطط التنمية القضاء على سلبيات الشعب قدر المستطاع وتفعيل وتدعيم إيجابياته بأقصى درجة ممكنة وتسخيرها لصالح خططه التنموية.

 هذه السلبيات لمعطيات جغرافية ومعيشية محددة، أي بأن العمل على زوال هذه المعطيات، حتماً سيزيل هذه السلبيات. وهكذا يجب أن يستخدم العلم، لصالح الإنسان ومعافاته، لا لإدانته وعقابه والتحذير منه؛ وإلا أصبحنا مثل الأطباء الذين يلعنون المرضى، بدل أن يشخصوا لهم أمراضهم ويصفوا لهم العلاجات المخلّصة لهم من أمراضهم وعللهم.

يتم إبراز سلبيات شعب ما، دون ذكر العلل الدافعة لتلك السلبيات وسبل وطرق التخلص منها، وكذلك إغفال إيجابياته. فمثل هذه القراءة المختزلة والمنزوعة من سياقها العلمي، تتم إما بدافع عنصري وإما بدافع إيجاد المبررات لشن حرب غير عادلة ضده. هذه القراءة السلبية أو العدائية لشخصيات الشعوب، هي التي نجدها تنتشر في الإعلام والصحف الصفراء؛

غياب الهدف العام والهدف القومي وغياب القدوة يجعل الإنسان غير قادر علي التضحية ومن ثم يكون فرديا وتفكيره كذلك فرديا. وبما أن الإنسان بطبيعته يسعي للانتماء لجماعة فهو يهرب من واقعه الأليم ـ بعد انتمائه لجماعة ـ باحثا عن سعادته في الآخرة أو الجنة".

والفهلوى فى التوصيف النفسى هو شخص لديه سمات  سيكوباتية , وليس بالضرورة أن يكون سيكوباتيا بالمعنى الإصطلاحى المعروف , وهذا يعطيه قدرة على الخداع والمناورة , فهو كثيرا ما يبدو خفيف الظل , خفيف الحركة , يغرى بالقدرة على تخليص الأمور الصعبة والمعقدة , ويغرى بالرغبة فى المساعدة فى حل المشكلات العويصة , فكل عقدة عند الفهلوى لها ألف حل , وكل شخص عنده وله مفتاح وثمن , والفهلوى لايحل المشكلات بالطرق المعهودة من العمل والمثابرة والتفكير والتخطيط وإنما يتخطى كل ذلك ويتجاوزه ويلجأ إلى الطرق الخلفية والخفية والسريعة بصرف النظر عن مشروعيتها . والفهلوى بهذه السمات السيكوباتية يميل لأن يبدو مهذبا , وهناك تعبير " السيكوباتى المهذب " والذى تراه فى مستويات وظيفية أو قيادية أو سياسية عالية يتحدث بهدوء وأدب , ويعطيك شكل الأشياء دون جوهرها لأنه يعرف حرص الناس على الشكل فهو لا يصدمهم بانتزاع الشكل , فيحافظ على الظاهر قانونيا أو أخلاقيا مع الإحتفاظ بحقه فى العبث بالجوهر أو انتزاعه تماما بما يحقق مصلحته . والمحافظة على الشكل تحمى الفهلوى من المساء لة والإنتقاد وتجعله قادرا على المناورة والدفاع عن نفسه إذا حاول أحد كشفه أو محاسبته , وهذا مما يرسخ لسلوك الفهلوة ويحبط كل محاولات الإصلاح الجادة , حيث تصطدم كل هذه المحاولات بأن كل شئ تمام على مستوى الشكل , ولا تستطيع أن تثبت غياب المضمون أوتشوهه لأن الفهلوى ( أو السيكوباتى المهذب ) لديه القدرة عل المناورة والجدال , تلك القدرة التى ربما يفتقدها دعاة الإصلاح بحكم طبيعتهم المستقيمة والبريئة .

 

وهكذا تجد ذلك الخطاب النرجسى الذى يعطيك انطباعا بأن مصر هى محور العالم كله , وأن المصريين هم الأذكى والأقوى والأكثر حكمة وبراعة , والمحصنين ضد كل الأمراض المعدية , وأن العالم كله يقف على قدم وساق ليتابع أقوالنا وأفعالنا وتصريحاتنا , وأن كل الجهات العلمية والمؤسسات البحثية تتبع خطانا الهائلة نحو التقدم والرقى وتستفيد بتجاربنا الرائدة فى العلوم والتكنولوجيا والديموقراطية وحقوق الإنسان . هكذانرى أنفسنا , ونغنى كثيرا لأنفسنا ولمصر , ولا نرى فى الدنيا شيئا آخر يستحق الإهتمام فضلا عن الإعجاب فلدينا كل شئ , ونحن كل شئ .

هذا التضخم الذاتى يجعلنا بعيدين عن الواقع وغير قادرين على رؤية أخطائنا ومواطن ضعفنا وقصورنا , وغير قادرين على التعلم من خبرات غيرنا . وللأسف الشديد تتكرر الصدمات ولكننا – على المستوى الرسمى والإعلامى – مصرون على هذه النغمة النرجسية . وهناك متغير شديد الخطورة , وهو أن كثير من الشباب قد دخلوا فى حالة رد فعل عكسى تجاه هذه التصريحات والبيانات النرجسية , وراحوا ينظرون إلى بلدهم بشكل دونىّ يضعف انتماءهم  ويجعلهم يحلمون بالهجرة إلى أى مكان وفى أقرب فرصة سانحة , وهذا رد فعل على حالة الفخر الكاذبة فى الخطابين الرسمى والإعلامى كما ذكرنا .

- وعن التطرف الديني يقول الكتاب:
"يعتبر التطرف الديني محاولة يائسة لعودة الإيمان بالله فهؤلاء يعتقدون أن المجتمعات الحديثة ـ التكنولوجية ـ تحاول وأد الدين والإيمان ومن ثم ينبغي التخلص منها.
في نفس الوقت فإن إهمال الروحانيات والإيمان بالدين والحب والسلام تعطي للحياة قيمة ومعني ولكن يجب الاجتهاد المستمر في فقه الأديان السماوية حتي تواكب التغيرات العلمية والتكنولوجية لأنه من الاستحالة اتباع الفقه الحالي علي غرار فقه الأسلاف فالعالم قد تغير. وإن لم تواكب الأديان السماوية هذه التغيرات بفكر جديد وسماحة مرنة فستفقد هذه الأديان كثيرا من أتباعها وستعم العلمانية التي قد تؤدي إلي هلاك الإنسان".

 

بناء الشخصية المنتجة : وهى كما يحددها الدكتور / حامد عمار : " التى تعمل بجدية , وتستمتع بما تعمل , وتنتج وتدرك قيمة ماتنتجه , ولديها قدرة على الملاءمة بين الغايات والوسائل , وتؤمن بأن الوصول إلى الهدف لا يتم إلا خطوة بعد خطوة, ليكون الهدف الكبير مجموعة أهداف جزئية , كل منها يمثل حلقة تؤدى إلى ما بعدها , ومن تماسك وتتابع وتكامل هذه الحلقات يصل الفرد إلى إكمال السلسلة التى تنتهى به إلى الهدف .

DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 67 مشاهدة
نشرت فى 18 أكتوبر 2013 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

644,079