اعمل مذيعة بالإذاعة المصرية ،،، تعلمت أن ارسم بالكلمات والحروف والأداء صورا ووجوها وأشخاصا وأماكن ،وكل ألوان الطيف ، تدربت أن المستمع لو لم يستطع أن يرى ما نتحدث عنه بأذنيه ،، ويصنع عالما من الصورة والحركة والفعل فان جزءا كبيرا من الرساله لم يصل ،،، كنت منذ لحظة الاتصال التليفوني أو تبادل الرسائل النصية مع ضيوفي اعمل تلقائيا على رسم وجوههم والإحساس بأرواحهم ،، وأصبحت من كثرة التدريب أرى بأذني الكثير من التفاصيل والأبعاد حتى أنني لم اعد استغرب وجها حدثته قبل أن أراه إلا نادرا ،،،
هذه التقدمة أتحدث بها وأنا استعد لموضوع اليوم ، مهارات الحياة ، و التعامل بين الناس ، افكار و دراسات تجتاج جهودا للخروج من ادراجها ، مع فتح نوافذ العالم الجديد ، نوافذ الكمبيوتر لعالم يتسع بافاقه للجميع ،،، تجارب صنعت متعة خاصة وفتحت بابا للرؤية لمكفوفي البصر ،،،
تذكرت ما قاله د. كنث جرنجان الرئيس السابق للإتحاد الدولي للمكفوفين "قال : عندما نفهم فقد البصر على أنه صفة، سنفهم الاحتياجات الحقيقة التي ينبغي تلبيتها للمكفوفين، والاحتياجات المزيفة التي يجب تجاهلها، و عندما نتحدث عن كلمة صفة، فإننا نشير إلى أن الصفة تعني قيودا معينة خاصة بها كباقي الصفات إن كف البصر إذن يعني مجرد قيودا معينة. فهل تعتقدون أن الشخص الكفيف أكثر قيودا من الشخص المبصر؟
دعونا نجري سويا هذه المقارنة البسيطة.
خذ شخصا مبصرا متوسط الذكاء، وشخصا كفيفا حاد الذكاء
والآن أيهما أكثر قيودا ؟
هذا سيتوقف على المهمة التي ترغب في تكليفهم بها.
إذا كانت المهمة هي لعبة البسبول فالكفيف ليس هو المناسب، فهو أكثر قيودا من المبصر وإذا كانت المهمة هي تعليم التاريخ أو الرياضيات فإن الشخص المبصر محدود الذكاء سيكون أكثر قيودا من الكفيف.
هناك العديد من الصفات البشرية تتضمن قيودا واضحة، بينما هناك بعض الصفات يتضمن قيودا غير أنها ليست واضحة تماما.
الفقر ( نقص المواد الضرورية ) هو واحدا من أكثر الصفات التي تتضمن قيودا واضحة.
الجهل ( نقص المعرفة والتربية )غير واضح
وهكذا يستطرد رئيس الاتحاد الدولي السابق للمكفوفين شارحا ،
إنني أعتقد أن الشخص الكفيف المتوسط يستطيع أن ينجز أي عمل يناسب المتوسطين بعد منحه الفرصة و التدريب الكافي.
إن جميع الصفات البشرية تتباين بين القوة والضعف لدى الأشخاص و لابد أن يستثمر المكفوفون قدراتهم المعطلة ، وأن يستغلوا التقنيات البديلة في تنفيذ العديد من المهام التي تحتاج إلى إبصار كما لو كانوا مبصرين.
،،،،
في تقرير لمنظمة الصحة العالمية اشار الى ان عدد المكفوفين حالياً في العالم يقدر بـ 45 مليون شخص.عدد ضعاف البصر ( درجة الرؤية محدودة في أحسن العينين ) يقدر بـ 135 مليون شخص.90% من المكفوفين وضعاف البصر يعيشون في البلدان النامية.33.3 مليون شخص من المكفوفين وضعاف البصر يقطنون البلدان النامية.أكثر من نصف المكفوفين وضعاف البصر يعيشون في الهند ( 9 مليون ) ، أفريقيا ( 7 مليون ) ، الصين ( 6 مليون ) ، العالم العربي ( 7 مليون ) .
،،،
حاول الإنسان منذ زمن طويل أن يطير لكنه لم يستطع لأنه ليست لديه أجنحة كالطيور ، لذلك إستخدم تقنية بديلة مكنته من التحليق أعلى من المسافة التي يمكن أن تصل إليها الطيور، ولو كان للإنسان أجنحة لما فكر في إختراع الطائرات، ولظل يعتمد على أجنحته البسيطة.إذن علينا أن نستعين بالتقنيات الحديثة في زيادة قدراتنا على العمل والإنجاز بما يحقق تفوقا كتفوق الطائرات على الطيور.
ان الاعاقة هي عدم قدرة الشخص على فعل عمل معين..وإذا كان أحدنا يستطيع فعل كل شيء فكلنا نستطيع وإذا كان لا فلا ،،،