تعرف القوة في الفيزياء على أنها مؤثر يؤثر على الأجسام فيسبب تغييراً في حالته أو اتجاهه أو موضعه أو حركته.
وفي الدولة ..القوة هي المجتمع بكل افراده مواطنيه ...الذين تعتبرهم دولنا العربية تعداداً سكانياً ان امتلك الارادة دمر الدولة في حين ان الإرادة بناء. ...
فلماذا لا نستثمر كنز تنوعنا و لماذا نضع احدنا في كفة والاخر في الاخرى ..ونتوه بين العلماني والليبرالي والديني ؟؟ بل ولماذا نضع المواطن نفسه في كفة والدولة في كفة ..؟؟؟
وما دامت العلاقة هكذا ... فلا نجد الا حوارات اعلامية رسمية او خاصة او كلام على القهاوي او مواقع الانترنت تمثل أيديولوجيات مغلقة من الصعب اقناعها بغير ما تعتقده .. ويصبح كلنا هو الآخر الذي يعاديني .. ونتمزق اكثر من تجمعنا .... ونقع اسرى الوسائل ..و .. الأعلمة !!!!!
ونعود للغة :
أُعْلِمُ ، أَعْلِمْ ، مصدر إعْلاَمٌ . " أعْلَمَهُ حَقَائِقَ الأُمُورِ " : أخْبَرَهُ ،و أطْلَعَهُ عَليْهَا . " أعْلَمَهُ بِالْحَقِيقَةِ ". و ".أَعْلَمَ الطَّرِيقَ " : وَضَعَ لَهُ عَلاَمَةً..
أما المصطلح والاستخدام الواقعي التطبيقي للأعلمة هو ما نراه على شاشات تتصارع وصفحات تتشابك وميكروفونات تملأ أذاننا بما يحلو لها .. مايشير لدور الإعلام لدرجة تصبح معها الافكار والآراء خاضعة لاثر الوسيلة ، وتصبح الإثارة سلعة الإعلام الأكثر رواجاً..و في أدبيات الصحافة تعلمنا أنّ عضّة الكلب للرجل ليست خبراً ،بل إن أشهر التعريفات التي جرت صياغتها في نهاية القرن التاسع عشر حول تعريف الخبر ذي القيمة الإخبارية , مستحق النشر, هو الإثارة والخروج عن المألوف، فعندما يعض الكلب رجلاً فليس هذا بخبر، ولكن عندما يعض الرجل كلباً فهذا هو الخبر، وتم التأكيد على هذا التعريف في القرن العشرين وقد امتد أثره في التناول الإعلامي إلى يومنا هذا.. ... ولم تعد وسائل الاعلام تسعى إلى الأحداث المثيرة فحسب لكنها اصبحت تختلق الإثارة وتفقد أحداث المهمة اهميتها لتتوارى عن وسائل التداول الإعلامي وتصبح أفكارنا عن عالمنا تعلب في مصانع الصناعة الإعلامية من صحف وشاشات واذاعات وحتى مواقع التواصل الاجتماعي ..
وانهارت تطلعات الوطن العربي والإسلامي لتأكيد الذات كمؤسس لحضارات ومشارك في واقع وصانع لمستقبل يمتلك فيه أمره،مغادرا الصراع الراكد والمشهد المرتبك إلى حسن الآداء في العمل ...
والحقيقة أننا نختار ماذا نكتب وكيف نكتب، لإننا نمثل أنفسنا وقيمنا وثقافتنا .... ويبدو أننا لابد أن نعيد ترتيب القيم الإعلامية التي نهتم بها في أولوياتنا كأعلاميين وأن نرتب بالتالي القيم التي نصدِّرها لمجتمعاتنا وفقا لاحتياجات المجتمع .. والا فلن يصدقنا احد .. لنعيد اكتشاف أبي تمام حين قال :السيف أصدق إنباء من الكتب،