أؤكد لكم الان ..انتم ايضا اعلاميون..مهددون بما نحن مهددون به ....و كنت اعتقد ان التهديد الاكبر هو فقدان قدر من الحرية الشخصية نتيجة التزامات اعلامية لكن اتضح ان المخاوف و التهديدات اكبر من هذا ..

لا احب القيود البنكية و الاجراءات المعقدة التى ربما هناك ضرورات لتعقيدها ... لكن اضطررت للتعامل البنكى عن طريق احدى الشركات لقضاء شأن بسيط..

   تعامل الموظف بلطف شديد حتى طلب بطاقتي  المكتوب فيها المهنة .. هنا اصفر وجهه و اكد ان هذه مفاجأة ...

لا ينتابنى الغرور ابدا ولا ادعي اننى مشهورة لدرجة انه يعرفنى... و لو يعرفنى ..فلماذا  اصفر وجهه؟

لا ينتابنى الشك ..لم افقد ثقتى فى التزامى الاجتماعى و لست من المطلوبين أمنيا

سألته : فى ايه؟

الموظف: البنك الذى نتعامل معه لا يتعامل مع الاعلاميين كله الا الاعلاميين

نادية :الا الاعلاميين.. يعنى كله اه .. الا الاعلاميين لأ؟؟

الموظف: لأ فيه فئات تانية لأ برضه .. يعنى لا نفضلهم

نادية: ليه .. عملنا ايه؟

الموظف: يبدو ان البنك عانى من الفضائح و التشهير عبر احد عملائه الاعلاميين

نادية: يبقى اكيد البنك عمل حاجة تستاهل

الموظف: ما اعرفش والله

نادية: عموما .. و لا يهمك .. ما الحلول ؟

الموظف: بنك تانى

نادية: ما بيقلقش من الاعلاميين طبعا ..

و اعطانى بعض الحلول ..

 

هكذا انضم الاعلاميون الى قائمة من لايفضل البعض التعامل معهم .....

 السؤال هنا هو هل نستطيع ان نحصر عدد الاعلاميين في مصر الان ؟ مئات ؟ الاف ؟ ملايين؟ .... ملايين .. نعم  ..ملايين من المصريين على شبكة الانترنت . وبمعايير العصر لم يعد الاعلام هو ما تقوم به فقط مؤسسات الاعلام   من توصيل رسائل عبر وسائله التقليدية من صحافة وراديو وتليفزيون بل اصبح الموبايل والنت وسائل اعلام جديدة بل ومنافسة ومحركة وضاغطة واحيانا تقود وتصنع الاجندة الاعلامية للوسائل الاعلامية الراسخة ... الان نعم كلنا اعلاميون .. من اول اطفال الحضانة والمدارس وطلبة الجامعات مرورا بالموظفين والعاطلين وربات البيوت حتى نصل للاسترالي اوسانج الذي اسس مع ناشطين اخرين في مجال الاعلام وتكنولوجيا المعلومات موقع ويكيلكس الاشهر في نشر الفضائح السياسية والوثائق السرية الحديثة للوقائع المعاصرة في عام 2006 ليصبح في عام 2010اشهر موقع يؤرق الدول العظمى والصغرى معا , وقد نافسه طبعا عدد من الشباب المصري الذين صوروا حجرات التصويت المغلقة في الانتخابات 2005 .... مرورا بنشر كل مالا ينبغي نشره عبر الوسائل التقليدية .

الدنيا تغيرت .. التاريخ الحديث تتم كتابته على الملأ .. يشترك في كتابته الجميع ووسط ضجة اعلامية صاخبة قد تفقد معها القدرة على المتابعة...

واذا كنت تستطيع منع التعامل مع الاعلامي بالبطاقة وهو يدري اصول اللعبة وقواعدها .. فهل تستطيع منع التعامل مع الاعلامي المتنكر في وظائف اخرى؟؟؟؟

استغفر الله واتوب

 

                                                                                         ديسمبر 2010

 

المصدر: د. نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 158 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2012 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

639,295