(فرق تسد) ليست سياسة استعمار فقط.. فقد تفرقنا اكثر مما كان يخطط له اكبر مستعمر ...
تجانس مفقود بين قوى الثورة الراغبة في التغيير وقوى المصالح المستفيدة من الفساد.. وقوى التغيير المشروط بشروط يصعب تنفيذها على ما يبدو فرفضت التغيير ثمنا للقمة العيش والامن ... وقوى الاستسلام للامر الواقع مهما كان وهان .
صحيح انه لا يمكننا الحديث عن الانتقال من مبارك إلى نموذج يمثل الحلم ايا كان دون أن نمربمرحلة الفوضى التي هددنا بها و طالت ...و دون ان نمر بمرحلة نظريات هوبز ( حرب الكل ضد الكل ) ما لم تكن لدينا شخصية يخشاها جميع الفرقاء ويثقون بها في الوقت نفسه لإدارة البلاد .
مرحلة حرب الكل ضد الكل التي تعكس الخلاف والفرقة والهجوم والحرب والعنف كضرورات البقاء .. ووفقا لافكار هوبز المفكر السياسي ( توماس هوبز Thomas Hobbes عاش بين (1588 - 1679) من مؤسسي الفلسفة السياسية الحديثة ) .. يرى ان الفرد يدفع ثمنا اراديا للبحث عن الامان ...في حالة تنازع المصالح ، حيث لا أحد يكون مستعدّا للتنازل.. ويكون خوفنا من اعتداءات الآخرين دائما في حالة استنفار فنهاجم .. فيمكن لحرب الكلّ ضدّ الكلّ أن تبدأ..
انها حالة من الجحيم لا يطيقه البشر ..ويرى الحل في العقد الاجتماعي الذي يأذن بميلاد الدولة.. والسلطة التي يتنازل فيها الفرد عن قدر من حقوقه وحرياته في سبيل الامن والسلام داخل المجتمع قوّة الدولة هنا تكون بلا حدود، لا أحد يمكنه، أن ينتقد قراراتها، ولا أن يعصيها.... الا انه يفتح الباب للتسليم بحق الفرد في الاعترض في حالة عدم تمتع الفرد برعاية السلطة فيسمح، بانتفاضة الشعب ضد السلطة ليكون حرّا في الخضوع لسلطة جديدة...
.فمتى نخرج من هذه الحالة الى اهداف لم تجف دماء ثمنها ولم ننته بعد من فواتيرها التي يدفعها الشعب على اقساط غير معلومة القيمة ولا محددة الزمن والمدة ؟؟؟
..و وسط ما نشعر به من احباط .. نتساءل هل تعيد الثورات انتاج الانظمة مع تبادل للادوار فقظ ام تسعى الثورات لواقع جديد ؟؟ هل كان امر تداول السلطة فقط يحتاج لثورة ام قامت الثورة لاهداف جذرية في مجتمع اصاب المرض مفاصله وجسده ونفسه؟؟
كيف نتعلم مهارات التركيز في اهدافنا اهداف شعب نمثل نحن ركيزته ليخرج الفرد الواحد فينا من هذه الحرب منتصرا لواقع جديد فتخسر نار الحرب المشتعلة طرفا تلو الاخر لتبدأ دولة ما زلنا نحلم بها ؟؟؟
مقالات ذات صلة http://kenanaonline.com/users/DrNadiaElnashar/posts/361269
للتواصل عبر الفيسبوك http://www.facebook.com/nadiaelnashar.net
وتويتر https://twitter.com/nadiaelnashar