حتى اراك

،،

الغياب

،،،

اذا كنت  موجوداً  في زمانك ، و إدراكك ، ومجتمعك ، واهلك ، وذاتك ، فإنه  لا غياب لك مهما حفل سجل المحيطين بك  بعدم حضورك  ، ،، و الغياب  كله سواء الجسدي ، الذهني ، النفسي ، غياب ادوات الحضور ، الهروب ،  في كفة ، والغياب الاخطر ، بغياب المعنى في الحضور في كفة ارجح واخطر ، تدفع لكل ما يمكن ان يصل اليه فرد او مجتمع من مخاطر ،

،،بعض الغياب ناتج عن  الفجوة بين ما تم تكليفنا به وما نستطيع القيام به  ، او عدم وجود التوافق النفسي في الحضور ، او عدم توجيه الرغبات والاستعدادات الشخصية لكل منا بكفاءة نحو اداء مهامنا العملية  ،  فلا نجد الرغبة الذاتية النفسية ولا الرضا  في الحضور ، 

علمونا ، وعاملونا بقاعدة  انه في الغياب عقاب  ،  وعقاب الغياب انواع بحسب مكان الغياب وصفة الغائب ودوره ، وسلطة الإجبار على الحضور ،  ولم يعلمونا ان كثيرا من الحضور عذاب يفوق العقاب ، حاسبونا على الغياب ، ولم يعلمونا ادوات  لحضور ، ومن لم يتعلم كيف يحضر ، لا يعرف كيف يغيب ، ومتى يغيب ، و لماذا يغيب  ؟؟

في قليل الغياب قد يشتاق المحبون ، مع فيضانات الذكريات الجميلة ، و في كثير الغياب قسوة ، فجوة تزداد مع الوقت ، و يتقلب فيضان المحبة الى ذاكرة مليئة بالغضب و الندم و السلبيات ، ثم تنتهي الى الغربة بين أطراف الغياب ،.

، وجد الباحثون أن خلق بعض المسافات و احترامها  بين الشركاء ، مهما كانت الشراكة و العلاقة ، يطلقون عليها Detachment  ،،   قد تكون فرصة للحفاظ على العلاقات و منح اوقات للصيانة و الإصلاح ،

 

، الــغـياب  في زمنه المحدد المؤقت ...حالة من البعد أو عدم الحضور... خارطة اوسع وحدود اقل وصفا وشرحاً وكلاما .... شوق وبوح  روح  ، وهدوء حتى في الخصام ..الغياب فرصة لوضع الاشياء في حجمها الطبيعي .... نغيب ... ام تغيب عنا الاحداث والدقائق والزمن ... نغيب ام نجعل فعل الغياب فرضا على كل شيء حولنا .. نراقب مشهدا نقبله او نرفضه ... لا يراقبنا احد بل نحن المتحكمون في مراقبة  من نشاء ... في الغياب بعض الراحة و بعض الشجن . خيالك القادر على تجاوز محنة الوضع الراهن لخطط قد تبدو في حضورك مستحيلة هي الان في الغياب ، ممكنة ..

في الغياب فكر وثوابت دون تنغيص المتغيرات .... ما اقلها واعمقها تلك الثوابت التي كدنا ان ننساها ... نجيد النظر الى انفسنا بعد غياب الحاضرين في احداث زائلة  ...في الغياب لم تعد مشطورا بين خارج وداخل ... لم تعد مؤرقا بين تصنيف الدائم والعابر ..

الغياب حين يكون  قرارا  وفراراً  ، تستطيع ان تتعلم مهاراته وتوظفه ،  اما المؤلم الذي لا مهارة  فيه هو الغياب الإجباري ، و لا قرار فيه، 

، الغياب المبدع ،  حضور خاص ، رسائل ودلالات ، تأملات ، ، اذا لم تستطع ان ترسل رسائل الغياب ، فحضورك -حين تحضر- ضعيف ..

بعض الناس غيابهم حضور ، و ذاكرتك الحافلة بهم تصنع ضجيجا يصم أذنيك ، و لا تسمع غيرهم ، فأحيانا ما يكون الغياب قوة طاغية تمنح الغائب حضورا خياليا أسطوريا فيرسم الوهم لنا انه لو كان هنا لتغيرت الدنيا ، 

بعض الناس حضورهم غياب الا من بعض الثرثرة و ملء فراغ لا يمتليء ،

اذا ترك ما يغيب و من يغيب فراغا داخليا ، فاعلم ان كل فراغ حتما سيمتليء فاختر ان تملأه بما يشرح صدرك ، و يوفي قدرك ،  

شوق عارم .. احساس مكثف لعودة قادمة .. حكايات واحاديث.. غياب مؤقت .. وتصفية حسابات نفسية ، في بعض الغياب نقاء لمشهد الحضور ، وتأملاته، نحو استعادة الرضا بالحضور .

و  المؤلم  في الغياب حين لا يسأل أحد . 

 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 270 مشاهدة
نشرت فى 27 يوليو 2012 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

592,406