فجأة وجدتني مادة اخبار وشائعات على صفحات الانترنت والجرائد الورقية ..وهذا أمر لم اعرفه من قبل .. تشير الى تحويلي لتحقيق رسمي بعد ان شكل السيد رئيس الاذاعة المصرية لجنة استماع عليا لبرنامجي بعيدا عن السياسة الذي اذيع السبت 26-5-2012 وكان ضيوف الحلقة هم المستشار د. محمد فؤاد نائب رئيس مجلس الدولة , خبير النظم السياسية د. ماريا وهيب عضو هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة الفاهرة احد مؤسسي مبادرة مصر البهية .
د. جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان.بالاضافة للمستنعين المشاركين تليفونيا وعبر الانترنت
بل وتطورت الشائعات لدرجة انهم يتحدثون عن واقعة طردي من ستوديو الهواء والقطع على البرنامج وهذه امور لم تحدث .. ما هذا الارهاب الذهني والضغط العصبي فماذا حدث ؟؟؟
بلغ الامر ذروته يوم الثلاثاء 29 -5-2012 حين تلقيت عشرات الاتصالات بعضها للاطمئنان وبعضها للبحث عن تفاصيل ..وبعضها لابلاغي عن استماع لجنة شكلها السيد رئيس الاذاعة لبرنامجي باستوديو 39 ليعلم المتواجدين في منطقة الاستوديو .. ويتداولون خبرا واحدا وشائعات عدة وسط تخوف من زملائي بانه لا ينبغي لنا ان نتحدث بعد الان .. هل مات الحلم والحرية ..هل ماتت الثورة المصرية:(.
ذهبت لعملي الاربعاء وقدمت برنامجي نت شو واثناءه تلقيت اتصالات من رئيس شبكة الشباب والرياضة يطلبني لمكتبه .. انهيت عملي وذهبت له لافاجأ انه يسلمني تقريرا بالحلقة المذكورة ويترك مكتبه ..!!! لابقى مع اوراق تقرير يفيد بعدم مهنيتي نعم عدم مهنيتي ... مع وضع في الاعتيار ان سمعتي المهنية وبناء الثقة بيني وبين المستمعين والزملاء والمؤسسة التي انتمي اليها جاء بعد جهد 20عاما من الاعداد والعمل الدؤوب .. اما عن عدم مهنيتي وعدم حيادي وفق التقرير نتج عن انني تركيت الضيوف يتحدثون باتجاه نقد ترشح الفريق شفيق للرئاسة ولم اقاطعهم .. وتركتهم يفرقون بين كل مرشحي الرئاسة وعلى رأسهم د. مرسي كما تشير المؤشرات .. وانتقد الضيوف اداء الاخوان الاانهم ظلوا يفرقون بينهما.. ووجهوا انتقادا للمجلس العسكري والنائب العام ..
ايضا ان اغنيات البرنامج ليست معروفة لدى اللحنة ومن اين اتيت بها ..وان البرنامج الذي يذاع منذ عام ونصف ليؤكد ان كل الامور في مصر سواء السياسة او الفن اوالاقتصاد اوالرياضة حتى لو بدت بعيدا عن السياسة فهي في قلب السياسة .. ويتحدث في الشأن العام والسياسة وعنوانه بعيدا عن السياسة وبالتالي فالعنوان يتعارض مع المضمون ..!!!
تمالكت نفسي ودهشتي وكتبت ردا سريعا في دقائق لتقرير يعد له من خمسة ايام دون ان يخبرني احد المسئولين شيئا الا ما وصلني من شائعات..!!!!
خرجت من مكتب السيد رئيس الشبكة لاواجه عددا من الزملاء من داخل ماسبيرو وخارجه ثم زملاء من الصحافة يسألون الاسئلة التي لا املك الاجابة عليها منها لماذا تم تشكيل اللجنة ؟؟... ولا من وراء هذه اللجنة ؟؟هل هي تعليمات وزير الاعلام ام رئيس الاتحاد ام رئيس الاذاعة ام رئيس الشبكة ام عصافير ماسبيرو...؟؟؟!!!!
ثم وجدت عددا من المهتمين بالشأن الاعلامي وقضاياه في داخل ماسبيرو وخارجه يعدون تقريرا اخر حول نفس الحلقة تضمن انه جاء على لسان الضيوف ان اقوالهم تعبر عن ارائهم الشخصية وعلى مسئوليتهم الشخصية حين تحدثوا عن ضرورة اعلاء دولة القانون .. وهذا لم يذكره تقرير لجنة الاستماع .. كما لم يذكر اشياء اخرى كثيرة لاسئلة المذيعة ومداخلات المستمعين .... ضاربا بذلك عرض الحائط بالحيادية والواجب المهني وعدم الاتزان والحياد الذي نادى بهما التقرير .
و اشار تقرير اعضاء اللجنة المشكلة للاستماع الى البرنامج وهم جميعا قادة اذاعيون كبار ان البرنامج تخللته اغنيات لم يسمعوا عنها من قبل ... هذه الاغنيات بمراجعة الاستماع للحلقة وجدنا انها اغنيات على الحجار ومحمد منير ومطربين شباب مثل محمد حماقي و حمزة نمرة في الحلقة .. ربما لا يعرفهم اعضاء لجنة الاستماع .. فتكون جديدة عليهم لكنهم معروفون ومفضلون لدى شباب مصر !!!
كذلك اشارت جهات حقوقية واعلامية ان التقرير بدا وكأنه يستفز ويحرض كلا من النائب العام والاعلام و المرشح الرئاسي الفريق شفيق والمجلس العسكري والقوات المسلحة ضد المذيعة وبرنامجها ..في حين انه لم تكن هناك دلائل على فوز اي من المرشحين الثلاثة عشر ..حيث ان توقيت اذاعة الحلقة يواكب استكمال عملية فرز الاصوات وهي بالتالي لا تؤثر على اصوات الناخبين في شيء ولا معنى فيما بنسب للمذيعة من انحيازها ضد احد .... و تجاهل التقرير ايضا في هذا الشأن التصريح الصادر عن المجلس العسكري بقبوله النقد مادام يتصدر المشهد السياسي في مصر .. فكيف يناقض قادة الاعلام انفسهم . وحتى قادتهم .؟؟ ويوقعون الشعب والمسئولين قبل الشعب في فخاخ التزييف و التضليل .. بالرغبة في طرح ما يعجبهم فقط!!!!!! واختتم التقرير فقراته بفقرة عني لم اكن لاضعها لولا تداعيات الرد والشائعات : معروف عن مذيعة البرنامج الدكتورة نادية النشار انه ليست لديها انتماءات سياسية على مدار حياتها المهنية .. .وانها حاصلة على بكالوريوس الاعلام جامعة القاهرة ثم دبلوم الدراسات والبحوث السياسية العربية ثم ماجستير في الاعلام الاذاعي ثم دكتوراة في الاعلام الموجه للشباب والتنمية ....و قد اسهمت ببرامج كثيرة في الاذاعة وشاركت في مسابقات عدة وحصلت على جائزتي تفوق من اتحاد الاذاعة والتليفزيون .. كما فازت بجوائز من الامم المتحدة عن برامج متخصصة في التنمية والتوعية وحصلت على عدة جوائز من جامعات مصرية ومنظمات للمجتمع المدني .
يمكنكم الاطلاع تفصيلا على التقرير على رابط http://www.facebook.com/groups/348017098582941/ وكذلك الرابط http://www.facebook.com/groups/242081195892407/
ويمكنكم الاستماع الى الحلقة كاملة على الرابط
http://www.facebook.com/nadiaelnashar.net
عذرا على هذا الاسهاب لكن ....
لا يمكننا الحديث عن الحياد والموضوعية والتوازن في العمل الإعلامي، في غياب الحرية الحقيقية، وفي غياب التفرقة الحتمية بين الخير والشر .. فان لم نفرق وننحاز للحق يفقد الصدق قيمته الاخلاقية ويفقد الحياد معناه الحقيقى المنشود في التشريع الاعلامي . ..
والأفضل دائما أن نعود إلى القاعدة الاعلامية التي نؤكد أن الحياد ضروري في نشر الأخبار والمعلومات المدققة، لكن المقالات والتحليلات والحوارات التي تحمل فكر اصحابها فلابد ان تعكس وجهة نظر صاحبها وفق ما يراه وهنا نستفيد بمصدر من مصادر التنوع الذي يفتح نوافذ الحوار والتعبير و الحرية..
و حينما يتعلق الامر بحديث حول وسيلة فومية رسمية مصرية هنا يجب أن تعبر عن كافة التيارات والأحزاب والقوى والاتجاهات في المجتمع بدقة وأمانة .. نحن لانتحدث عن اذاعة حزبية او ربحية يملكها فرد او مؤسسة انما نتحدث عن اذاعة مملوكة لدولة المفترض ان تخدم مواطنيها وتعبر عن ارائهم ما دامت لا تسيء للاديان او للاداب والاخلاق العامة..
ولا ينبغي ان ننسى انتخابات الرئاسة 2005 والحياد الاعلامي وقتها والكلام القانوني المنضبط عن ضرورة الحياد الإعلامي والفرص المتكافئة للمرشحين العشرة، من المرشح احمد الصباحي مرورا بالمرشح نعمان جمعة والمرشح ايمن نور والمرشح اسامة شلتوت والمرشح ابراهيم ترك وغيرهم حتى المرشح حسني مبارك.
الحياد الاعلامي ليست عملية ميكانيكية تدار بلا حرية او مرونة .. الحياد هو الوقوف على مسافة واحدة بين المتخاصمين و المختلفين .و عدم إبداء رأي أو تدخل في كل حدث عند نقله اخباريا , بل ولابد من نقله من كافة الزوايا .. سواء أكان هذا الحدث متوافقاً مع الفكر الذي يحمله الاعلامي و وسيلته أم غير متوافق , اما حينما نتحدث عن الرأي فهذا شأن اخر ..
ايها السادة نحن لا نعمل في فراغ بل في بيئة متكاملة ... اعلامنا طريق يسلكه العابرون صدفة او مع سبق الاصرار ... فلتكن كلمة الحق هي النور ..