مهمة شاقة كمن يسير على حبل في سيرك ... تحته النار ويسنده الهواء وقدماه متشبثتان بحبل رفيع ...
هكذا اشعر حين اكون على الهواء في برنامج يتناول القضايا السياسية في وقت عصيب ....
تحكمني الاخلاق المهنية والقواعد والمعايير ... وصراع اعانيه بين قاعدة مهنية وضمير شخصي .. ولا اختيار ..ويشاركني على ما اعتقد ابناء المهنة حين يسيرون في الاتجاه الاصعب ؟؟
اسأل نفسي .. من انا الان .. والاجابة تنتصر للمهنة ...خاصة على الهواء فاحاول صنع توازن شاق بين أولويات السياسي وأجندةالإعلامي... وتحيز المتلقي الذي يبحث عن دعم لمعتقداته غالبا..
بين البحث عن الحقيقة التي تشكل المحرك الاساسي للاعلامي ... وبين توجهات وسياسات اعلامية عامة قد ترى في الجمهور أمية إعلامية و عجز عن فك رموز الرسائل الإعلامية التي يتلقونها ... ورؤيتي الشخصية التي ارى من خلالها ان الاراء المكبوتة التي لا يُعبّر عنها والتي تتراكم مع الوقت تشكل احد مصادر العنف في المجتمعات العربية التي تنفجر في اية لحظة وتبدو مفاجئة.
والزم القاعدة الذهبية التي قرأتها في اوراق مؤتمر خبراء الإعلام في العالم العربي في صنعاء عام 1996: والتي تؤكد إن الأداء الجيد هو الضمانة الأكثر فاعلية للحد من الضغوطات الحكومية والضغوطات التي تمارسها مجموعات ذات منافع خاصة .
والزم ايضا الأخلاق المهنية وهي مجموعة من القواعد والمعايير الخاصة بالسلوك في المجتمع و كلمة «أخلاق» جمع خلق،وهي مجموعة القواعد والمبادئ المجردة التي يخضع لها الإنسان في تصرفاته ويحتكم إليها في تقييم سلوكه ..بعضها طبائع وبعضها سلوك
ولا يكون الانسان فاضلاً لمجرد أنه يعلم ما يجب عليه فعله، بل فضله وشرفه في أن يعمل ما يجب عليه فعله، واحاول ..
ان الإعلام يقدم الأخبار و المعلومات ، ويقدم ايضا التفسير أي تحليل المعلومات التي تنطوي على غموض، أو تحتاج إلى تفسير.... وبقوم بدور الرقيب
وقيام الإعلام بوظيفته الاساسية المفترض انه يساعد الحكومة لتحقيق فهم أفضل لمشاكل المجتمع و يؤدي إلى تطوير الأداء السياسي والإداري، وهذا الدور هو الذي يفسر اعتبار الإعلام سلطة رابعة.
والإعلام الديمقراطي ،ينشر مفاهيم حق الاختلاف، واحترام الاراء والتسامح، وكيفية استخراج الحقيقة من خلال عرض نقيضها.....
التزام الاخلاق والقاعدة المهنية هي الثروة التي تحفظ الثورة وتحققها ليس في الاعلام فقط ...
لماذا اكتب كل ذلك الان ؟؟؟؟
لاذكر نفسي بما ينبغي لدروي حين اتصدى لبرنامج لا اسعى من ورائه الى جذب انتباه او صناعة مطبات صعبة .. وانما اسعى للفهم وايضاح الرؤية وسط مغامرة بان هذه المنطقة حساسة كالمعتقدات الراسخة..... فهل اهرب الى برامج اكثر هدوءا وجذبا ولا خلاف فيها .. واكتفي بتدريبات التنمية البشرية حتى ننتقل من حال لحال ام استمر في طريق لم يمهد بعد ولم نعترف حتى الان باننا من يصنع التغيير ؟؟؟
شاركونا النقاش