ابتسامته في عز الازمة...

استمتاعه باشيائه البسيطة...

بيته الذي كان بيتنا...مكتبه ومكتبته المفتوحة دائما لنا..

اعتزازه بكل انسان دخل محيط حياته دون النظر الى عمره  او موقعه..

احساسك انك الوحيد الذي يهتم به .. ثم تبتسم حين تلتقي صديقا يندهش من كيف انه الوحيد لديه!!!!!

  د. محجوب عمررؤوف نظمي ) طبيب مصري قبطي  مواليد 8/4/1932 بالمنيا بصعيد مصر، ومن مناضلي الحزب الشيوعي المصري حيث  ألقى القبض عليه مع الشيوعيين المصريين فى عهد الرئيس  جمال عبد الناصر، ودخل إلى سجن الواحات، خرج  منه إلى الجزائر،  يداوى جراح الثوار الجزائريين حتى انتصرت الثورة الجزائرية، فترك  الجزائر  إلى الأردن حيث التحق بصفوف منظمة التحرير الفلسطينية،

التحق  بحركة فتح في العام 1967 مقاتلا في صفوفها ومسئولا للقطاع الجنوبي ومفوضا سياسيا لقوات الثورة الفلسطينية في الأردن ولبنان، ومع بداية الحرب الأهلية في لبنان كان الدكتور محجوب في بيروت حيث ذهب وعاش بمخيم تل الزعتر الـمحاصر ..كان يحكي  لنا عن النضال والكفاح والعمل السياسي .. منه تعلمت القراءة المنظمة  والبناء الرأسي في الحياة .. هو من الشخصيات الذين تستطيع ان تقيس حياتك قبله وحياتك بعده  ...كان كاتبا، ...محاضرا ...محاورا ..مدربا  و مستشارا  شخصيا وعاما  .. يصدق القول والفعل ..   شهدت فرحه   بوسام نجمة القدس الشريف .كما شهدت لحظة فرحه وهو يعرض لي بفخر جواز سفره الفلسطيني .. كان ابا لكثير من الشباب يناقش  ويشد الأزر بحضوره وايجابيته .

  حارب  في الثورة الفلسطينية ونفذ عمليات داخل الأراضي المحتلة، ثم انتقل مع فتح إلى بيروت وفي بيروت عقب أحداث أيلول الأسود،  شارك في تأسيس مركز الدراسات الفلسطينية، حيث ترجم مئات الكتب والمقالات والدراسات الإستراتيجية التي تدرس الداخل الإسرائيلي وكيفية التعامل معه.شجعنا على الدراسة المنظمة .. حين لم يستطع حضور مناقشتي الماجستير والدكتوراة لاسباب صحية فاجأني زوجي باصطحابي مع عدد من الاصدقاء لزيارة د. محجوب وزوجته الرائعة منى ..احسست اني نلت المكافأة بفرحتيهما... احسست ان الحكيم .. د. محجوب يطير فرحا من على كرسيه الذي لم اكن احتمل ان اراه دائما عليه .. لكنه هو الذي كان يخفف عنا متاعبنا ... ويسعد حين يدفعنا للانجاز ....

هو من حدثني عن اهمية التخصص والبناء في اتجاه محدد مع احترام سعة الاطلاع ...  هو من حدثني عن النملة التي تستطيع ان تصعد الجبل والفرخة التي تتعب طوال نهارها لكنها  تترك اثارا مبعثرة ...هو من دفع لي اول 300 جنيه في رسوم الدراسات العليا بمعهد البحوث والدراسات العربية الذي يديره صديقه الدكتور احمد يوسف .. في البداية حضرت اول محاضرة لدكتور احمد يوسف احتراما لرغبة ا لدكتور محجوب حتى فهمت لماذا دفعني للدراسة ولحضور محاضرات هذا الرجل....

 في القاهرةعام 1987،أسس فرعا لمركز الدراسات الفلسطينية   وهو المركز الذي كان مقره بيروت وفجرته إسرائيل ونجا منه الحكيم الدكتور  بأعجوبة، لكنه دفن العديد من تلاميذه وزملائه الذين استشهدوا في هذا الهجوم.. كنت كلما عرفته وسمعت حكاية من حكاياته ادرك تماما لماذا يحب تلامذته ويتعلق بهم ... كان عزاؤه احساسا فياضا  .. ارتديت ملابسي البيضاء وذهبت ... قابلت الرقيقة الراقية منى وعددا من الاصدقاء .. نتشارك  اليوم ... ليس حزنا والله يا دكتور محجوب  لكننا نتشارك اليوم في احساس عميق بالحب... تركتنا  جميعا اصدقاء .

المصدر: د.نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 484 مشاهدة

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,855