الضوء موجود ولو لم يوجد في الكون شيء ينعكس عليه،لذلك أراه قبل ان ينعكس .....حتى وانا أقرأ تاريخا لقرية مصرية أصبحنا سائحين حين نتحدث عنها فلم نعد نرى الا الجلابية ومطاعم القرية المشهورة بأنواع من اللحم الجملي وطرق محلية للطهي نلتهمها بتعجب .. وهذا كان كل ما نعرف عن ......كرداسة

حين قرأت ما حدث بعدما سمعته من أحد شبابها وأوجعني .. قلت يبالغ في حكايات سمعها من الاجداد والآباء ...لكنني قرأت وسمعت ما لااستطيع كتابته الان..

  
قال  أحدهم : " إن لكل واحد منا قصة أغرب من أن يصل إليها خيال أي إنسان " بدأت باسباب امنية عام 1965 حين ذهب افراد من الشرطة العسكرية في زي مدني للقبض على احد اهالي ولما لم يجدوه حاولوا اخذ عروسه واخيه فتجمع الاهالي لمنعهم بالقوة.... ومن وقتها وعلى رأي شاويش المركز في القرية خربت يا كرداسة...

فهمت وقتها ..انني حين سألت عمرو احد شباب كرداسة عن صمته حين نتحدث عن الثورة ....كان لا يرد

ممنوع من  الحلم لو كبر .. لو حلمك تجاوز حدودك .. وحدودك رسمها غيرك لانك ورثت موقعا ولدت فيه واغضب السادة اصحاب صكوك الاحلام ومنح المشروعية او وضع ختم الممنوع .. ممنوع من شغل المناصب القيادية او المهمة في الدولة أوالالتحاق بكليات الحربية أوالشرطة لانك ابن قرية مصنفة لدي الجهات الأمنية  أنها من القري الخطرة علي الأمن مشكلات يعاني منها شباب كرادسة وما كان لاحد ان يستطيع مناقشتها 

 قرية مصرية تعطي صورة الجزء عن الكل  للشعب المصري  ..معظم أهلها كانوا يعملون بالزراعة . . وبعضهم كان يعمل بصناعة النسيج اليدوي . . ونسبة المتعلمين فيها قليلة جدا . . ونسبة الفقر عالية جدا . .( صارت الان مزارا سياحيا واشهر ما فيها جلابية كرداسة التي يعمل في صناعتها الكثير من اهالي القرية)

هل يتحمل الناس ميراث خلافات سياسية بين نظام ومعارضيه ... ثم يظلون يدفعون الثمن ويتوارثون الفواتير التي لا يعلمون الى متى سيسددونها وما قيمتها ؟؟

السبت صباحا وفي هذه الاجواء احدثكم تفصيلا عن كرداسة .. وامسك في يدي  جمرا من النار.. واضغط في قلبي موضعا لألم ..

 ..لماذا ينتصر اعداؤنا او يوشكون ونحن ننهزم.. و  يجتمعون او يوشكون  ونحن نتفرق ..لماذا  يقوى الكارهون ويضعف المحبون ..؟؟؟؟؟ يا مصر..

لكني أذكر نفسي وأذكركم الضوء موجود ولو لم يوجد في الكون شيء ينعكس عليه،لذلك أراه قبل ان ينعكس .....