حينما يتحقق الاتصال الذاتي الواعي و التفاهم الواضح مع اللاواعي الطفل الداخلي تتغير بيئة الاتصال من حولك، و تتطور كل مستويات الاتصال، تدخل في علاقات أفضل، تنهي علاقات، تحرك علاقات من مواضع ثابتة إلى مواضع أخرى، يتغير ترتيب دوائر الاتصال من حولك، تتحسن مستويات اتصالك العامة، حتى حضورك على منصات التواصل الاجتماعي يتطور لانك تدرك ماذا تريد من هذا المستوى من الاتصال.
،،،،
تستطيع أن تستثمر في عمليات الاتصال الذاتي و هي المستوى الأول من مستويات الاتصال في التعرف على طفلك الداخلي ، و تحقيق التفاهم الواضح بين الاتصال الواعي و اللاواعي،
هذا المستوى من الاتصال يبدا مع بداية خلق الإنسان و تكوينه، و قد لا نعلم تحديدا ماذا يدور في عقول و قلوب الجنين في مراحل التكوين الأولى، لكننا مؤكد اصبخنا نعلم ان ذاكرة الروح و العقل و القلب و الجسد عامة تلتقط الكثير من المعلومات التي تستقبلها و تتعامل معها و تخزنها في منظومة من المشاعر و الافكار و المعتقدات التي تساهم في تشكيل شخصية الإنسان و وعيه،
في مراحل الطفولة المبكرة، يفكر الطفل بطريقة حرة آمنة، ما دام في بيئة اتصاله المعتادة من الأم و افراد الاسرة او مقدمي الرعاية،
ثم تبدأ مرحلة كبت الطفل الداخلي مع نهاية مرحلة الطفولة المبكرة وبدء التواصل مع العالم الذي تحكمه القواعد المنظمة و النماذج المجتمعية و طبيعة العلاقات و بيئة الاتصال المحيطة بالإنسان و القوانين والتعليمات المنظمة في بيئة الاتصال للمجتمع الخارجي الذي يتعامل معه
تبدأ محاولات التوافق مع البيئة المحيطة الداخلية والخارجية و تبدأ عمليات تعديل سلوكنا و أفكارنا، و نكبت مشاعرنا او نرتدي الاقنعة و نتخلى عن كثير من ذواتنا الحقيقية، أثناء ذلك نتجاهل أو نخفي طفلان الداخلي لنثبت اننا بالغين متوافقين مع النموذج المجتمعي ،
فتبدأ محاولات التخلص من مظهر الطفل خارجيا، تأتي افكارنا المعلنة و سلوكياتنا الواضحة لتعلن امام الآخرين اننا كبرنا، و قد نطرده قبل ان نحتويه و نتفاهم معه او يتفاهم معه اي احد من مقدمي الرعاية المبكرة،
هذا الطفل الداخلي بعد طرده من الحضور الخارجي و انكار حضوزه الداخلي يذهب بعيدا إلى دائرة اللاوعي، حتى أصبحنا ندرك بعد تطور علمي و دراسات إنسانية متعمقة ان هذا الطفل يظل يتحكم في افكارنا و مشاعرنا و سلوكياتنا، و ان انكار وجوده و استمرار كبته في منطقة اللاوعي يؤدي إلى اضطرابات مع الذات مع العلاقات مع الاسرة مع المجتمع مع الدراسة و العمل،
. و اصبحت الان مسألة إعادة اكتشاف الطفل الداخلي و تطوير عمليات الاتصال به و تحسين عملية الاتصال الذاتي تعد من الخطوات الأولى للوعي و الادراك و ايجاد طرق لتحسين الفهم و اعادة تشكيل الروابط و تنقية المعلومات المخزنة في الذاكرة
متى بدأت القصة؛
مع ظهور مدرسة التحليل النفسي على يد عالم النفس سيجموند فرويد أصبح من الممكن فهم الروابط بين الأحداث والتجارب المبكّرة للإنسان المخزنة في ذاكرته بتفسيراته التي تعبر عن مرحلة نضج بسيطة وبين نمط شخصيته و سلوكه، ثم اكمل تلميذه عالم النفس كارل يونج العمل على صياغة مفهوم الطفل الداخلي وانعكاس تجارب ومشاعر الطفولة على السلوك والشخصية، وأهمية التواصل مع الطفل الداخلي و جانب الطفولة في حياة الإنسان.
متى يبدأ الجرح و متى نعالجه؛
تشكل صدمات الطفولة و الذكريات السلبية و الخبرات المؤلمة مجموعة جروح لدى الطفل الداخلي ، و غالبا لا ينتبه الإنسان او من يتولى امره في المراحل المبكرة لأهمية التفاهم مع هذا الطفل الداخلي و مخزون اللاوعي،
يبدا الوعي بصحوة الإنسان و يقظته غالبا بعد المرور بصدمة جديدة او تكرار احداث مؤلمة في حياته، معاماة جديدة تدعوه إلى الشكوى و الصراخ،
المنتبه يصحو بقرار و يبدأ رحلة التغيير،
أهمية عمليات الاتصال مع الطفل الداخلي؛
تقود عمليات الاتصال الواعية بالطفل الداخلي إلى النضج الحقيقي و بدء مرحلة أفضل من الحياة
الانتباه الى الاحاديث الداخلية، حتى مؤشرات الألم، فحديث الجسد تنبيه لا تتجاهله، حين تتجاهل حديث الجسد و تعبيره تن آلامه يكف عن التحدث معك،. حتى يشتد الألم الجسدي ليصبح مدمرا لأحد الاعضاء، ، فلا تدع جسدك يكف عن اخبارك بما يحدث فيه و لا تكف عن الاتصال به و الانصات له و الاستجابة لطلباته في عمليات الاتصال الذاتي الواعية.
حديث الألم و مؤشرات بيئة الاتصال المؤذية تنبيه ، تجاهل تدمير
المعلومات الخاطئة تغير الذاكرة بل قد ترى
الحقيقة ليست ثابتة بل متفاعلة لأنها تتجدد بتجدد المعلومات
الدراسة ترصد الواقع الهدف يغير الواقع
حين تجد ذاتك الحقيقية؛
ستهدأ جزاحك فقط حين تتصل بذاتك الحقيقية، تدرك نفسك، القوة في ادراك الذات، و السعي وراء رسالتها،
في كتاب حول الجروح الخمسة للطفل للكاتبة كندية ليز بوربو ، تحدثت عن مراحل تعبير الطفل عن ذاته ، ، ادراك هذه المراحل مهم جدا لاستعادة السعادة والفرح و البهجة،
تقول ان اول مرحلة في حياة الطفل، هي السعادة و البهجة حيث يكون ذاته ، و يكون سلوكه متسقا مع مشاعره ، يعيش اللحظة هنا و الآن، اتساق تام مع حالته الحقيقية و مشاعره،
المرحلة الثانية تبدأ حالة فقدان الحق ان يكون ذاته
المرحلة الثالثة هي حالةالغضب ،
المرحلة الرابعة انتحال شخصية جديدة ترضي المجتمع
هنا حين يصل الى هذه المرحلة يكون قد مر بمجموعة جروح الروح ، و يجد ان ارتداء الاقنعة هو اسهل طريقة للتعامل مع البيئة المحيطة، و كل جرح يؤدي بصاحبه إلى وضع قناع معين؛
_جرح الرفض قناع هارب
_ جرح التخلي قناع متعلق
_جرح اهانة قناع الماسوشيست
_جرح خيانة قناع المتحكم ،
_جرح الظلم قناع الجاف ،
كما انها تحدثت عن مصداقية الجسد في التعبير عن الذات، فشكل الجسد يتأثر بجروح الشخص ، ترى الباحثة ان الجسد لا يكذب،
لتحقيق الاتصال الذاتي الواعي بالطفل الداخلي؛
القبول و التفاهم
العودة إلى الجذر و الخبرات الأولى و شرحها و تقبلها، خصص وقتا لهذا الاتصال، عد بالذاكرة و استحضر الاحداث و تفاهم معها، يمكنك استخدام صور الطفولة لتنشيط الذاكزة، تفهم احتياجات طفلك وقتها، ما اسعده و ما لم يسعده، رغباته، امنياته، كن لطيفا معه، كافئه ان استطعت، احضر له شيئا ما زال يحبه و ينتظره،
التسامح معه، و مع الآخرين التمس الاعذار،
تحمل المسئولية عن قرار التغيير، و اعلم ان الحكمة ان تمر بما مررت به، تتضح الرؤية مع الوقت الذي يمر بوعي و يفظة، النور يضيء الظلام، فتهتدي،
بدء رحلة جديدة من الوعي و النضج، و كأنك تولد من جديد.
مع بداية رحلتك الجديدة تشعر براحة كبيرة تجاه كل ما مر بك تتأكد انه جزء من تجربتك و خبراتك و تعلمك،،تسامحك مع من حولك ينقيك و يخفف احمالك عن كتفك المرهق، انت لست ضحية انت مسئول، و هذه تجربتك، انت تتحرر من آلام كونك ضحية إلى براح و ماذا بعد،
ثم يمتحك الله طاقة تقوى على البكاء و الأذى و على المشاعر التي سببت لك قهرا عن حق لم تأخذه، كان وعيك ضعيفا و كان لابد ان تستيقظ، و لم تكن هناك طريقة الا ما مررت به،. كانت المؤشرات تأتيك فلا تلتفت، فجاءت صفعة، كأن احدا يدفعك فتسقط على الأرض بدلا من سقوطك في بئر بلا رجعة، ها انت تعيش و تستمر، بلا ندم و لا عار و لا تأنيب و لا جلد ذات، لا انتقام و لا جروح و لا الم، اسع للحصول على حقك من نفسك تتغير الدنيا كلها حولك.
يقول الناجحون؛ قد تنكسر بعض الوقت ، تخسر بعض الأصدقاء ، تنفق الكثير من المال، تضيع بعض الفرص، لا تجد الراحة، تسهر الليالي، تتأخر النتائج، تدفع الثمن، ثم تحصل على الثمار.
فتقبل ذلك