حضارة مصر و حاضرها في حياة كريمة( دور الإعلام و ادارة التوقعات) 

 

مشروع تطوير الريف المصري هو حلم يتحول إلى واقع لملايين المصريين في هذه القرى، بل في مصر كلها لانه يحفظ موارد الدولة و يصون هويتها، و يستوعب شبابها و رجالها و نساءها و يشمل الفئات التي لم تعد مهمشة من ذوي الاحتياجات الخاصة، بما يوفره من فرص عمل و بنية تحتية آدمية، و يحافظ على نسيج المجتمع، هذه اللحمة التاريخية بين المسلمين والأقباط، التي طالما صمدت في وجه كل محاولات التفكيك، بل و يربط المصريين بالخارج بقراهم و نشأتهم ليكونوا هم ايضا شركاء في التطوير، 

تقدم مصر حاليا رغم كل التحديات نموذجا في التغيير و التطوير يتطلب صبرا و صمودا حتى يكتمل الحلم و ينمو واقعا جديدا ننشده،

و لان اكثر من ٥٠ بالمائة من اهل مصر، يعيشون في الريف فان تطوير الريف المصري احد اهم القضايا التي اعطتها الدولة اهمية كبيرة في الفترة الحالية،  مستندة على كافة عناصر التنمية( الإنسان، الموارد الطبيعية، التكنولوجيا،) 

و تعكس جولات السيد رئيس الجمهورية اهتماما شاَملا بكل مفردات عمليات التنمية و التطوير، بهوية القرية المصرية و نموها الاقتصادي و الاجتماعي، و تشجيع النساء و الشباب على المشاركة الجادة في خطط التنمية و استراتيجية الدولة لتحقيقها،، 

يستهدف  المشروع التدخل العاجل لتحسين جودة الحياة لمواطنى الريف المصرى من خلال تطوير 4584 قرية يمثلون نسبة 58% من إجمالى سكان الجمهورية ، يسعى المشروع لتقديم حزمة متكاملة من الخدمات تشمل خدمات المرافق والبنية الأساسية، و يقوم بتوفير فرص عمل لأهالي القرى و شبابها، من خلال إنشاء مجمعات صناعية - تأهيل مهنى - توفير مشروعات ذات عائد اقتصادى - تشغيل أهل القرية لبناء بيوتهم - تدوير مخلفات - تنمية زراعية وسمكية، وعن طريق التدخلات الاجتماعية، يهدف المشروع إلى توفير سكن كريم، محو أمية وتعليم،   توعية وتثقيف  و رياضة وتأهيل نفسى واجتماعى، وسداد ديون، 

 

و قد شرفت بالمشاركة في ورش العمل التي جمعت بين الخبراء و الشباب للخروج باوراق سياسات لعدد من القضايا المهمة منها استعراض التجارب الدولية في التنمية في الريف و الخروج بمقترح لنموذج مصري

و منها ايضا ابتكار افكار ريادية لتمويل مبادرات التطوير و التنمية،

من خلال حوار مع الشباب المتقدمين للمسابقة البحثية المحكمة التي اعلنها  مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء  في كتابة أوراق السياسات برعاية السيد الدكتور وزير التعليم العالي والبحث العلمي بين طلاب وخريجي الجامعات المصرية في عدد من القضايا ذات الأولوية في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بمشاركة مجموعة من فرق العمل من الجامعات المختلفة من طلاب البكالوريوس والدراسات العليا، مع إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في عقد ورش عمل متخصصة مع مجموعة من الخبراء الأكاديميين والتنفيذين في الموضوعات ذات الأولوية، على أن يتم تحكيم الأوراق المقدمة بواسطة لجنة علمية على قدر عالٍ من النزاهة والشفافية.

ما اسعدني هو مستوى الخبراء في مجالات السياسة و الاقتصاد و الاجتماع و الاعلام في مناقشة  الشباب بواقعية و خبرة متطلعة لمستقبل اجمل مع قدر كبير من المعرفة المحدثة بادوات العصر،

و هنا تأتي اهمية الإعلام و علوم الاتصال من اجل تبادل النقاشات و التحفيز على التغيير سعيا للتنمية المستدامة لأنه يجعل  الناس والمجتمعات شركاء بشكل مباشر في عمليات صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم الخاصة، و على التنمية المستقبلية في المجتمع ككل . الاتصال من أجل التنمية  محرك اساسي تظهر فاعليته  في كل المجالات  . إنها عملية اتصال موجهة نحو النتائج تقوم على الحوار والمشاركة. يمكن للاتصال من أجل التنمية زيادة تأثير مبادرات التنمية واستدامتها، وتسهيل تبادل المعرفة، واتخاذ القرارات المستنيرة، والعمل الجماعي، و ايقاظ عقولنا تجاه خطورة التأخر في عمليات التنمية، فالحراك الذهني يسبق الحراك الواقعي، و يقوده، لذا ينبغي التنسيق بين كل عمليات الاتصال المباشر و الجماهيري لصناعة المحتوى الذي يساعد في سرعة تنفيذ عمليات التنمية لصالح الوطن و المواطن. فيقوم يفتح ابواب النور امام احلام المصريين بنقل التجربة بكل جوانبها و انجازاتها و تحدياتها و لا يغفل إدارة التوقعات، لان الاعلام اذا افرط في رفع سقف توقعات الناس بلا واقعية يصبح كمخدر محدود الاثر، يفيق منه المواطن سريعا فلا يجد الوعود الوردية و الاحلام المبالغ فيها،

نحن نعيش على ارض الواقع وسط  تحديات عظمى محلية  مثل الزيادة السكانية التي فشلت حملاتها على مر عقود سابقة،  و مشكلات متراكمة في البنية التحتية، و ذهنية تقاوم التغيير، و كذلك  تحديات دولية،  مثل مواجهة  الإرهاب وتهديد موارد مصر الطبيعية،. و تصاعد الصراعات الاقليمية، و علينا ان ننقل للناس ان جهودا مكثفة تبذلها مصر الان  في اطار إعادة بناء الدولة و استرداد هويتها وسط اضطرابات إقليمية و دولية و صراعات غير مسبوقة تحيطنا من كل اتجاه، لبناء دولة جديدة قوية عصرية راسخة تحافظ على أمنها القومي تقوم  بتحديث بنيتها الأساسية و تسير نحو عصر جديد و في الوقت ذاته  تحفظ هويتها التاريخية.

الإعلامية الدكتورة نادية النشار 

دكتوراة في الاعلام وعلوم الاتصال و التنمية 

عضو لجنة الاعلام بالمجلس القومي للمرأة

عضو اتحاد كتاب مصر 

المصدر: دكتورة نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 72 مشاهدة
نشرت فى 15 نوفمبر 2021 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,691