غلاظ شداد ، يشدون الوثاق حول عنقي و قدمي و يداي ، اقاومهم ، اتمكن من استرداد بعض القوة ، افلت منهم ، اجري ، اجري ، اتمالك نفسي و التقط أنفاسي ، انفض عني اثارهم ، اضبط ملابسي ، كأن شيئا لم يكن ،
بعدها اصل الى عملي ، محل الملابس الباهظ، هذا يوم تبديل الملابس المعروضة على اجساد التماثيل ، التفاصيل الصغيرة تصنع فارقا عجيبا ، حتى على هذه التماثيل البلاستيكية التي اعيش يومي معها ،
نظارة ، منديل مزركش ، حركة تبدو عشوائية جريئة على فستان المانيكان ، تجذب مزيدا من المارة ، و الزبائن المحتملين ،
تصنع الملابس القصص و الحواديت ، على اجساد الجماد و البشر ،
تنتهي فترة عملي فأغير الطريق للوصول الى بيتي ، لا ينبغي ان امر عليهم مرة اخرى بعدما نجحت في الافلات .يدق الباب ، افتح ، طيبون جدا هذه المرة ، لا يشدون وثاقي و لا يلفون حولي حباءلهم ، نتبادل اطراف الحديث كأصدقاء ، و ليسوا كذلك ، يطول الكلام حد الملل ، حتى افلت منهم بحجة النوم لغد مرهق ،
ليس كل من يدخل متجر الملابس يشتري ، كل المعروض مباح ، يقيسون ما لا يليق بهم دون اكتراث ، كيف الاحظ انا بوضوح شديد ما يليق و ما لا يليق ، بينما يقيسون و يحدقون في المرآة و يلتقطون صورا لانستجرام ، بتلقون الاعجابات و التعليقات ، على ما لا يملكون و ما لا يناسبهم ، سألت صاحب المتجر عن سعر المانيكان ( التمثال عاريا )، ماذا لو أخذتهم جميعا ، نعم سأشتريهم جميعا ، أسيطر عليهم ، خيرا من تركهم لهذا اللهو اليومي و العبث