النصر صبر ساعة ، يبدو ذلك بسيطا جدا ، و التجربة ممكنة ،
الساعات ثقيلة ، مواد صلبة ، مكونات حادة و زجاج يحمي قسوة البطء و السرعة ، تسير دائما عكس الاتجاه المطلوب ، لا يوقفها ضابط و لا تحد من اتجاهاتها المعاكسة اشارة ، الساعات !!! ،
ابدأ يومي بمحفزات عبقرية بسيطة ، النعم الكبيرة متنكرة في زهد عجيب ، فنجان من القهوة وعود بخور ، و هذا كفيل بان يحرك تلك الكتلة الساكنة نحو يوم قاس ، و جميل ، و صبر ساعة ، ،
حدثني مهندس الديكور عن الحوائط الخشنة و الملامس و الالوان ، قال ان بعضا من الخشونة يجعل الابداع فعالا ، النعومة و الحوائط الملساء لم تعد مطلوبة ، و لا مكان ايضا لساعات الحائط و الديكورات المملة ، انتهت هذه الموضات تماما ،
أصدقه ،
اضع يدي على الجدران اتلمس الحوائط الخشنة و الالوان ،
روتيني لا يخلو من العمل ، المتعة و الالم ، اتلمس الحائط الجديد بلا ساعة معلقة ، و دائما اسمع دقات ساعة قديمة في بيت ابي ، و انتظر نصرا بعد ساعة ،
اعرف هذا الاحساس القديم المتكرر الذي لا اعتاده مهما تكرر ، اعلم ان كثيرا من الوقت ليس وقت الابداع الفعال انه الوقت الاخر ،الافكار المؤلمة و انا استمع لرتابة الدقات ، و أتلمس الحوائط التي تصير شفافة و تحتفظ بخشونتها الصلبة لأرى ما يحدث في مكان آخر بالتفصيل الثقيل ، تنفتح عيني على ما أراه و لا يراني ، و تسمع أذني الحوارات و الصراعات التي لم تعد افتراضية بعد اقتضاب وجهي و ضيق عيني و دقات قلبي و خوفي و الدموع ،
يمر الوقت ، تمر الساعة و لا يأتي النصر ، اصبر ساعة اخرى ، يمر الوقت و لا يأتي النصر ، اصبر الثالثة ، يمر الوقت و لا يأتي النصر و الرابعة ، الخامسة ، السادسة ،
حين يأتي الليل لا أتناول القهوة ، لا قهوة في ليل طويل ، فأنتظر يوما جديدا ، اجرب فيه مرة صبر ساعة .