ان تعيش حياتك وفقا للمعايير الأخلاقية العالية في الواقع هو تصريف شؤونك الخاصة واتخاذ قراراتك على أساس المبادئ الجيدة الحميده، بدلا من العواطف والرغبه. اتباع هذه المعايير تجعلك تشعر انك تعيش بقوانين اخلاقيه و قواعد السلوك صارمة ، ولكن هذه المبادئ ضرورية، إذا كنت ترغب في العيش الصحيح. فإنه أمر لا بد منه , نعيش حياتنا , انت وأنا بطريقة نراعى فيها الله وتضمن أن تجعل الخيارات التي نتخذها لن نندم عليها . لتكون مسؤول أخلاقيا، في هذا العصر، هو ان تكون مسؤلا عن تصرفاتك ولا تتركها للظروف او تتأثر فيها بالغير.
أنها اتخاذ تلك القرارات التي سوف تحدد في نهاية المطاف كيف ستعيش حياتك. لقد أعطى الله كل واحد منا عقل و إرادة، ونحن بحاجة لمعرفة كيفية استخدام هذا العقل و هذه الإراده فى اتخاذ القرارات المناسبة الصائبه بحكمة. العواقب أو المكافآت التى ننالها، هي نتائج الخيارات و القرارات التي نتخذها.
خواص المعايير الأخلاقية :
- كل المقاييس الأخلاقية تتعامل مع الأشياء التي يعتقد أن لها نتائج جادة مع خير الإنسانية. وهي أيضا تتعامل مع خير الحيوان، والإحترام الذي ندين به للبيئة الطبيعية.
- إن المعايير الأخلاقية لا يمكن ببساطة أن تنشأ أو تتغير بقرار من هيئة ذات سلطة فهي ثابتة.
- المعايير الأخلاقية يجب أن تتفوق على المصالح الذاتية.
- تعتمد المعايير الأخلاقية على اعتبارات محايدة. أي التعامل مع المواقف المتشابهة بنفس الطريقة أي على أساس ان كل البشر سواسية.
المفتاح الأول لتعيش حياة أخلاقية هي اكتساب فهم واضح لما يعنيه فعلا أن تكون أخلاقيا. ما هي المعايير الأخلاقية؟ الجواب على هذا السؤال، هو ببساطة أن المعايير الأخلاقية العالية هي القيام بما هو صواب، ثم بعد ذلك نفعل فقط ما هو صواب وصحيح. إنه الوقوف للحق، حتى لو كان عليك ان تقف لوحدك. (وقد تفعل ذلك مرات عديدة،) و قد تتخذ المسار الذي معظم الناس لن تأخذه، وذلك بسبب ما يتضمنه من انضباط او حرمان من اشياء قد يطمح الإنسان لها. بالمناسبة، على عكس ما قد يظن بعض الناس، ان تلتزم بالصواب ليس معناه انعدام المتعه والبهجه. الناس الذين يختارون العيش وفقا للمعايير الأخلاقية العالية لديهم المرح والاستمتاع بالحياة. ويتمتعوا بمزيد من السلام والهدوء النفسى أيضا الذى يجعلهم يسعدوا بكل شىء حولهم مهما كان قليل.
والسؤال الثاني الذي يحتاج إلى إجابة هو، هل يستحق كل هذا العناء العيش وفقا للمعايير الأخلاقية العالية؟ والجواب هو نعم مدوية. فمن الجيد دائما والمحترم و الصحيح والمفيد اتخاذ القرارات الصائبة. قد يبدو في بعض الأحيان كما لو كان الشخص الذى يفعل ذلك لم يقم باتخاذ أفضل قرار. ولكن، في نهاية المطاف، سوف يثبت ان عمل الصواب والشىء الصحيح دائما هو افضل اختيار. نفكر في هذا: الخير سيتغلب دائما على الشر، بغض النظر عن المدة التي يأخذها. وبالمثل، فإن الحق يسود دائما على الباطل، بغض النظر عن الكيفية التي يبدو فيها الحال فى الوقت الراهن.
اتخاذ القرار أن تكون شخص تتحلى بالصدق والنزاهة , يثبت دائما انه شىء جدير بالاهتمام، لأنك سوف تبرز بوصفك شخص يمكن الوثوق به واحترامه.ان تٌعرف بإنك شخص صادق ونزيه ولا تعمل غير الصواب سيبعد عنك الفاسدين ويجعلهم يخشوك.
تطور أخلاق الفرد :
غالبا ما يطور الفرد مقاييس أخلاقية في ثلاثة مراحل :
المرحلة الأولى : ما قبل التمسك بالتقاليد والعرف والتعاليم الدينيه:
وفي هذه المرحلة يكون الفرد يبحث عن مصلحته الشخصية. ويتبع القواعد فقط خوفا من العقاب أو آملا في المكافأة. في هذه المرحلة يركز الفرد على حاجته ورغباته عند إتخاذ أي قرار وتأتي طاعة القواعد فقط خشية العقاب أو طمعا في فائدة ما.
المرحلة الثانية: التمسك بالتقاليد والعرف و التعاليم الدينيه:
وفيها يضع الفرد مصالح وتوقعات الآخرين موضع اعتبار عند اتخاذ أي قرار. أي ان القواعد تتبع لأنها جزء من انتمائه للجماعة والتزامه تجاه العائلة وزملاء العمل والمنشأة. ان توقعات هذه المجموعات تؤثر على كيفية الإختيار بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول في مواقف معينة. ولكن طبعا الإهتمام بالذات يستمر في لعب دور في اتخاذ القرارات.
المرحلة الأخيرة: بعد الإلتزام بالتقاليد والتعاليم الدينيه :
وفيها يتبع الفرد المباديء الشخصية التي تحتوي على القواعد الأخلاقية. وفيها يضع الفرد مصالحه ومصالح الجماعة والمجتمع في الإعتبار عند إتخاذ أي قرار.
وهذه المرحلة تمثل أعلى مستوى من الأخلاق والسلوك الأخلاقي. يستطيع الفرد هنا أن يتحرك بعيدا عن مصالحه الشخصية البحتة ويضع الصالح العام للمجتمع في الحساب. والفرد في هذه المرحلة قد نمى المباديء الأخلاقية التي تحدد ما هو الصواب وما هو الخطأ ويمكنه أن يطبق هذه المباديء في مواقف متنوعة. هنا المبادىء الدينيه هى الحارس.
إن مراحل تطور السلوك الأخلاقي لدي الفرد تتحدد بعوامل كثيرة ومنها العائلة، التعليم، الثقافة، الخلفية الدينية كما أن الخبرات السابقة و الدين تساعد على تشكيل ردود الأفعال في المواقف المختلفة. ان تتخذ القرار ان تعمل، بدلا من ان تسرق ، يستحق كل هذا العناء،لان ما تكسبه من العمل ، دائما يؤدي إلى الشعور بالرضا والإنجاز، وهذا هو دفعة كبيرة لاحترام الذات. وسوف يبعدك عن السجن أو التعرض للقتل اذا قبض عليك تسرق.
خواص المعايير الأخلاقية :
- كل المقاييس الأخلاقية تتعامل مع الأشياء التي يعتقد أن لها نتائج جادة مع خير الإنسانية. وهي أيضا تتعامل مع خير الحيوان، والإحترام الذي ندين به للبيئة الطبيعية.
- إن المعايير الأخلاقية لا يمكن ببساطة أن تنشأ أو تتغير بقرار من هيئة ذات سلطة فهي ثابتة.
- المعايير الأخلاقية يجب أن تتفوق على المصالح الذاتية.
- تعتمد المعايير الأخلاقية على اعتبارات محايدة. أي التعامل مع المواقف المتشابهة بنفس الطريقة أي على أساس ان كل البشر سواسية وان الصواب هو الصواب والخطأ خطأ فى كل زمان ومكان.
المصدر: د . نبيهه جابر
يجب ذكر المصدر والرابط عند النقل او الإقتباس)
ساحة النقاش