كتب – إبراهيم حلمي

 

 

نبذة تاريخية عن لويس بريل

نشأ لويس برايل 1809 في قرية بالقرب من باريس من أسرة تعمل في مجال صناعة تجهيزات الخيول ثم أصيب في واحدة من عينيه وفقد بصره في العين الأخرى وتلقى تعليمة في مدرسة في القرية وقام والديه بعمل حروف بارزة بواسطة المسامير ليستعين بها على القراءة والكتابة ثم التحق بالمعهد الملكي للمكفوفين ثم عمل كمدرس في نفس المعهد بعد أن أنهى تعليمه وبقي حتى توفي عام 1852 .

 

إبتكار لويس بريل  للكتابة البارزة:

وقد استوحى برايل نظام الكتابة من ضابط بالجيش الفرنسي ويدعى شارلز باربير الذي قام بتصميم نظام للقراءة ليتمكن بواسطته أفراد الجيش من تداول التعليمات والأوامر المكتوبة وذلك في أثناء الظلام ويعتمد هذا النظام على عمودين من النقاط البارزة في كل عمود ست نقاط تقرأ عن طريق اللمس ,ولكتابة هذه النقاط فقد صمم لوح ومرقم ويقوم استخدامها على نفس الأسس التي تقوم عليها كتابة برايل الحالية, وقد عرف برايل هذه الطريقة واطلع عليها وجربها كما أدرك أن تغطية 12 نقطة باصبع واحد عملية صعبة تعيق القراءة لذا فقد صمم طريقته على أساس أن يشمل نظام الكتابة على ست نقط بدلاً من 12  نقطة في عمودين في كل عمود ثلاث نقط ويعرف هذا بخلية برايل وقد أظهر الإستخدام العملي لهذه الطريقة أهميتها للكفيف في القراءة والكتابة وقد انتشرت هذه الكتابة في  فرنسا في عام 1834 واعتمدت رسميا في المدارس  الرسمية عام 1854 بعد عامين من وفاة لويس برايل وقد تم نقل هذه الطريقة بعد ذلك إلى معظم البلاد  وأصبحت وسيلة القراءة والكتابة الرسمية للمكفوفين في جميع أنحاء العالم .

 

طريقة بريل في الدول الغربية.

قامت فرنسا بدور كبير في الإهتمام بتعليم المكفوفين وكان ذلك بفضل جهود لويس بريل الذي إبتكر طريقة بريل, أما في انجلترا فقد ظهر نظام بريل في الجمعية البريطانية للمكفوفين عام 1868 ولكن البريطانيين لم يقبلوا طريقة بريل على مدار أكثر من ثلاثين عاما من أختراعها وذلك بعد نشر الكتب بهذه الطريقة كما ظهرت ماكينات وطرق الطباعة ببرايل ثم تولت بعض الجامعات تحويل الصفحات المرئية إلى كتب بها أشكال تناسب المكفوفين أي تحويل المعلومات إلى طريقة بريل, وفي عام 1860 عرف نظام بريل في أمريكا وتم الإعتراف بمزاياه في تعليم المكفوفين, وانشئت المدارس والمؤسسات الخاصة بالمكفوفين في أمريكا, وتعتبر آلة بركنز الكاتبة التي تم تطويرها في مطابع هاو بمعهد بيركنز للمكفوفين في بوستن بأمريكا عام 1950 أفضل الآلات التي تستخدم في الكتابة بطريقة بريل.

 

 

يتضح مما سبق وجود  إختلاف في العالم الغربي في استخدام طريقة بريل فهناك من استخدم الخط بعمودين بشكل رأسي وهناك من يستخدمها بشكل أفقي مما دعا المهتمون بهذه الطريقة يدعون لعقد مؤتمر لتوحيد طريقة بريل في العالم الغربي وتم   عقد المؤتمر عام 1914 وحضره ممثلوا 30 دولة منها أمريكا وبريطانيا وروسيا ونادت توصيات المؤتمر بالدعوة إلى توحيد أسلوب طريقة بريل, ويتفق ذلك مع الدعوة التي أطلقتها منظمة اليونسكو إلى توحيد طريقة بريل في العالم وذلك استجابة للنداء الذي وجهته إليها الهند في وضع نظام موحد شامل ينطبق على جميع بلاد العالم بلغاتهم المستخدمة لذا دعى اليونسكو عدد كبير من المشتغلين في مجال رعاية المكفوفين وتعليمهم إلى عقد مؤتمر في1950, ثم عقد مؤتمر إقليمي في بيروت في عام 1951 وقد توصل المؤتمرين إلى تحديد رموز موحدة لتناسب  اللغات المختلفة حيث أصبحت الحروف ذات الأصوات المتشابهة في جميع  اللغات تكتب بصورة واحدة, وبالتالي تعتبر طريقة عالمية يقرأ بها المكفوفين ويكتب بها مهما إختلفت أبجدياتهم وتعددت لغاتهم.

 

 جهود تعريب لغة بريل

وقد إقتبست رموز الحروف الأبجدية العربية بطريقة برايل من رمزو الأبجدية الإنجليزية بعد جهد كبير قامت به هيأة اليونسكو لتوحيد رموز برايل عالميا كما توجد في الأبجدية العربية حروف  ليس لها مثيل في الأبجدية الإنجليزية لذا فقد تم إختيار رموز لهذه الحروف هي عبارة عن كلمات أو مقاطع من كلمات وقد تم هذا الإختيار إعتمادا على صوت الحرف ويبلغ عدد الحروف 10 حروف .

وفي عام 2002 عقدت التربية الخاصة بوزارة المعارف السعودية مؤتمرا حول تطوير وتوحيد خط بريل العربي في المدة من 7 إلى 10 أكتوبر 2002 وأوصت أمانة المؤتمر بضرورة إقرار نظام بريل العربي المقترح بجميع مكوناته

, ويوجد إهتمام في  الدول الغربية بإتاحة الفرصة إمام المكفوفين لقراءة ما يصدر من كتب وأوعية ثقافية مختلفة وذلك من خلال إنتاج مطبوعات بطريقة برايل من كل كتاب ينشر بالحروف العادية حتى يتسنى للكفيف متابعة التطور الفكري والأدبي في العالم أما في العالم العربي فلم يأخذ بهذا الأسلوب في نشر الكتاب بسبب قلة عدد المكفوفين القارئين وقلة تعليم القراءة.

 

المصدر: المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة DAESN
Daesn

www.daesn.org

عالم الكفيف

Daesn
رؤية المؤسسة تفعيلا للقرارات الرشيدة من قبل الحكومة المصرية مثل قرار الدمج والتصديق على اتفاقية حقوق المعاقين، رأت المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة أن تقوم بدور فاعل في مجال التنمية المجتمعية وذلك بدعم وتمكين ورعاية المعاقين بصريا في شتى مناحي الحياة منذ نعومة الأظفار وحتى الدخول في مجالات العمل »

ابحث

تسجيل الدخول

DAESN

من نحن :

المؤسسة التنموية لتمكين ذوي لاحتياجات الخاصة مؤسسة أهلية مشهرة برقم 1277 لسنة 2008.
تهتم المؤسسة بتمكين  المكفوفين و دمجهم في المجتمع بشكل فعال يرتكز العمل داخل المؤسسة علي مدربين وموظفين مكفوفين وتعد هذه من نقاط القوة الاساسية  لمؤسستنا.

رسالتنا :

تعمل المؤسسة جاهدة لتمكين المكفوفين وتأهيلهم لسوق العمل المرتكز علي مفهوم الحقوق و الواجبات لتحقيق العدالة الاجتماعية بين كافة شرائح المجتمع.

رؤيتنا :

تحقيق العدالة الاجتماعية المركزة علي مفهوم الحقوق و الواجبات لذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم مع كافة شرائح المجتمع.