كتبت – د/ شريفة مسعود

 

مقدمة

تمثل حاسة البصر أهمية خاصة فى حياة الإنسان ، حيث تساعده على التفاعل الواقعى مع بيئته- سواء كانت طبيعية أو إجتماعية ، إذ إن حوالى  2/3 معلومات الفرد عن العالم المحيط به تأتى عن طريق حاسة البصر ، أو أن البصر يضفى على حياة الإنسان معنى خاصاً وذلك رغم أن الجزء الخاص بالإبصار يحتل أقل من 10% من مساحة المخ.

وتعتمد عملية تعليم الفرد إلى حد كبير على حاسة البصر ، فتعلم الألوان ، وملاحظة تعبير أوجه الآخرين ، والتعلم بالملاحظة والتعلم العرضى وقراءة الكتب وإدراك المسافة . . . كلها أمور تعتمد أساساً على حاسة البصر. لذلك فعندما تتعرض هذه الحاسة للإعاقة فإن ذلك يؤثر بدرجة كبيرة على حياة الفرد ، نظراً لأن بيئته تصبح محصورة بما يمكن لمسه أو سماعه أو شمه ، كما أن إدراكه للمثيرات البيئية يصبح معتمداً بصورة أساسية على حواس أخرى غير البصر ، غير أن هذه الحواس لا يمكن أن تؤدى نفس الوظائف التى تؤديها حاسة البصر بنجاح ، حيث إن لكل نوع من المثيرات الوسيط (الحاسة) المناسب لتحويله إلى تغيرات ( كهربائية وكيميائية) يمكن أن يتعامل معها الجهاز العصبى للإنسان.

وربما يمكن الاستدلال على الأهمية الكبيرة لهذه الحاسة من خلال الاهتمام المنظم الذى بدأ للمعوقين بصرياً خلال القرن الثامن عشر فقط ، حيث تم إنشاء أول مدرسة لهم فى باريس عام 1785 ثم انتقل الاهتمام بهم إلى أمريكا مع بداية القرن التاسع حيث أنشئت أول مدرسة لهم بأمريكا عام 1829.

وقد تطورت أساليب رعاية المعوقين بصرياً فى دول العالم المتقدم كثيراً خلال القرن العشرين بحيث ظهرت اتجاهات حديثة تنادى بتعليم هؤلاء الأفراد فى الفصول العادية مع أقرانهم المبصرين.

ورغم أن الاهتمام بالمعوقين بصرياً يعتبر حديثاً فى معظم الدول العربية ، إلا أنه مازال يتم  بنفس الأسلوب تقريباً الذى بدأ به فى أوربا و أمريكا منذ قرنين من الزمان ، الأمر الذى يحتم إعادة النظر فى هذا الوضع فى محاولة للوقوف على وجهات النظر المختلفة بشأن أساليب رعاية المعوقين بصرياً، مع التركيز على أحدث التوجهات فى هذا الصدد ، كى يمكن الاستفادة منها فى تغيير الأساليب المستخدمة فى مجتمعنا ، وبما يساعد على تقديم أفضل الخدمات لهؤلاء الأفراد بأحدث الأساليب المناسبة لهم. وقد استخدمت مصطلحات كثيرة للإشارة إلى الفرد الذى فقد القدرة على الإبصار ، منها أعمى ، أكم ، ضرير ، عاجز ، فاقد البصر ، كفيف ، معوق بصرياً . . . ويلاحظ أن هذه المصطلحات تطورت كثيراً عبر الزمن ، بتغير النظرة إلى المعوقين بصورة عامة والمعوقين بصرياً بصفة خاصة ، حيث استخدمت قديماً مصطلحات تعبر عن سلبية الاتجاهات نحو هؤلاء الأفراد مؤداها أن فقدهم للقدرة على الإبصار تجعلهم غير صالحين للحياة الاجتماعية ، وبالتالى يتم التعامل معهم كأنهم نوع آخر من البشر ، بل وصل الأمر إلى المناداة بالتخلص منهم لما يمثلونه من عبء على المجتمع مثلما حدث أيام أفلاطون.

وقد أتت فترة استخدمت فيها مصطلحات تعبر عن اتجاهات الشفقة والعطف على هؤلاء الأفراد وبالتالى اتخذت هذه الإعاقة كوسيلة للارتزاق والكسب ، وربما تجد آثار ذلك باقية حتى الآن ، حيث نألف جميعاً تجول الكفيف فى وسائل المواصلات وعلى أبواب المساجد وفى الأماكن العامة . . .  يمد يده طالباً للمعونة . . .

ثم حدث تغير كبير فى وجهة النظر المتعلقة بهؤلاء الأفراد وبإمكانتهم خلال العقد الماضى تقريباً , حيث ظهر مصطلح الإعاقة البصرية الذى يعبر عن وجود أوجه قصور لدى الفرد فى جانب معين ، ووجود مواطن قوة لديه فى جوانب أخرى. وبالتالى يجب توفير الظروف الملائمة التى تساعد على استثمار طاقات هؤلاء الأفراد بدلاً من تركها تضيع سدىً ، وبما يشعرهم بأهميتهم كبشر لهم حق الحياة وتحقيق الذات ، ولكن يبدو أن هذا المصطلح أيضاً أصبح يرتبط فى أذهان الناس – خاصة فى مجتمعنا – بنفس وجهات النظر الماضية حيث لم يصاحب بتغيرات أو تطورات فى أساليب رعاية هؤلاء الأفراد ، وذلك رغم التطور الكبير الذى طرأ على هذا المجال فى الدول المتقدمة.

 

المصدر: المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الإحتياجات الخاصة DAESN
Daesn

www.daesn.org

عالم الكفيف

Daesn
رؤية المؤسسة تفعيلا للقرارات الرشيدة من قبل الحكومة المصرية مثل قرار الدمج والتصديق على اتفاقية حقوق المعاقين، رأت المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة أن تقوم بدور فاعل في مجال التنمية المجتمعية وذلك بدعم وتمكين ورعاية المعاقين بصريا في شتى مناحي الحياة منذ نعومة الأظفار وحتى الدخول في مجالات العمل »

ابحث

تسجيل الدخول

DAESN

من نحن :

المؤسسة التنموية لتمكين ذوي لاحتياجات الخاصة مؤسسة أهلية مشهرة برقم 1277 لسنة 2008.
تهتم المؤسسة بتمكين  المكفوفين و دمجهم في المجتمع بشكل فعال يرتكز العمل داخل المؤسسة علي مدربين وموظفين مكفوفين وتعد هذه من نقاط القوة الاساسية  لمؤسستنا.

رسالتنا :

تعمل المؤسسة جاهدة لتمكين المكفوفين وتأهيلهم لسوق العمل المرتكز علي مفهوم الحقوق و الواجبات لتحقيق العدالة الاجتماعية بين كافة شرائح المجتمع.

رؤيتنا :

تحقيق العدالة الاجتماعية المركزة علي مفهوم الحقوق و الواجبات لذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم مع كافة شرائح المجتمع.